أجرت صحيفة المونيتور الأمريكية، لقاءً مع الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “إلهام أحمد”، تحدثت فيه عن العديد من المواضيع الهامة منها عن آخر التطورات في روجآفا (إقليم شمال وشرق سوريا) والشرق الأوسط، الحوار الكردي ـ الكردي، ومحاولات التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام الكردية مع تركيا. أكّدت إلهام أحمد أن الوضع في روجآفا مهم للغاية لاستئناف أي نوع من المفاوضات المتعلقة بعملية السلام الكردية.
وأضافت: “نقطة الخلاف الرئيسية بالنسبة لتركيا كانت وجود روجآفا. أرادوا تحويل روجآفا من شكلها الحالي إلى شكل جديد، موقفنا الأساسي لا يزال كما هو، نريد البقاء على أرضنا والعيش بحرية وأمان على أرضنا، تزعم تركيا أننا عدوها، لا نكنّ أي عداوة لتركيا. نريد علاقات سلمية وبناءة مع تركيا، كما نفعل مع جميع جيراننا”.
وقالت: أن “مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا) مستعدة لاستقبال الأشخاص الذين فرّوا من المنطقة إلى تركيا، (الكرد والعرب على حد سواء)، سواء كانوا من ديرك أو دير الزور، ولكن بالمقابل، يجب السماح لشعبنا بالعودة إلى الأراضي التي تخضع حاليًا لسيطرة تركيا، يجب السماح لهم بالعودة إلى عفرين، إلى سري كانيه، وكري سبي”، مضيفة أن “احتلال تركيا لروجآفا كان بمثابة فشل لأنقرة”.
وفيما يتعلق بانتخاب دونالد ترامب مجدداً لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ـ الذي احتلت تركيا في فترة حكمه مدينتي سري كانيه وكري سبي بعد سحب قواته من المنطقةـ قالت أحمد: “الوضع اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه في عام 2019. لقد كان هناك انقلاب هائل في المشهد الجيوسياسي منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وكان هناك رد فعل قوي للغاية من الكونغرس الأمريكي عندما سعى (ترامب) إلى الانسحاب من شمال شرق سوريا، علاوة على ذلك، فإن وجود علاقات شخصية قوية مع القادة الأجانب لا يعني أن سياسة الولايات المتحدة ستحدد أو تتشكل من خلال ذلك، لقد مهد الانسحاب من المناطق التي تحتلها تركيا الآن الطريق للعنف الإبادي ضد الكرد والأقليات الأخرى، مشيرة إلى أنهم يتطلعون لإقامة علاقات بناءة مع إدارة ترامب الجديدة.
وبالحديث عن الحروب الدائرة في المنطقة. قالت أحمد: “الصراع الدائر له عواقب وخيمة على سوريا.. ففي كل يوم هناك غارات جوية على الأراضي السورية.. وأحيانا ترد الميليشيات المستهدفة على هذه الهجمات من هذه المنطقة، من دير الزور. لذلك لا يمكن لسوريا أن تظل بمنأى عن هذا الصراع”.
وتطرقت أيضاً إلى الحوار “الكردي ـ الكردي”، لافتة إلى إن كلا الجانبين توصلا إلى اتفاق، ولكن المحادثات لم تبدأ بعد، وأن الأميركيين هم الوسطاء، وهم غير موجودين على الأرض في الوقت الحالي.
وقالت: “نحن منفتحون على الحوار مع الجميع، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن الكرد بحاجة إلى التوحد حول نفس الطاولة. وهذا يصب في مصلحتنا جميعا”.
وبشأن الحوار مع الحكومة السورية.. أشارت إلهام أحمد إلى أن الاتصالات في الوقت الحالي تقتصر على مناقشة القضايا العملية واللوجستية والأمنية فقط ولا يوجد حوار سياسي بينهما، على حد وصفها.
وبالحديث عن سعي أنقرة لإقامة علاقات مع الحكومة السورية.. قالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد: “سيكون من الصعب جدًا على
أردوغان أن ينجح.. فهناك خلافات لا يمكن التوفيق بينها، تركيا تحتل سوريا.، و تدعم أكبر معارضي الأسد، وهي (هيئة تحرير الشام)، وفي حال توقفت تركيا عن دعم هيئة تحرير الشام، فلن تتمكن من الحفاظ على وجودها في إدلب”.