وتابع أبو محمد في حديثه «أفضل أن أموت أنا وولدي في منزلي سويةً، على أن اجمع أشلاءه من أحياء الرستن، إن لم يكتب عليه مجهول الهوية».
ويتحدث أبو أحمد عن معاناته وتشتت قراره ما بين تعليم ابنه في مدارس المدينة المدمرة والمستهدفة من قبل جيش النظام، وما بين تركه في حضنه دون أن يتيح له فرصة التعليم التي لا تحمد عقباها في هذه الظروف.
يضيف ان «القرار في ان أجعل ابني يترك المدرسة صعب جدا، ويشعرني بالضيق كوني أحرمه أقل حقوقه، فيما غفلت المنظمات العالمية والقوى العظمى في العالم عن هذا الموضوع، لكن حياة ابني أغلى من التعليم فما فائدة شهادة الدراسة لطفل ميت بكل الأحوال».
جيش النظام لم يتوان حتى عن قصف ما أطلقت عليه المعارضة «المدارس المنزلية»، وهي المدارس التي جهزت داخل الأقبية التي ما زلت تملك القدرة إلى حد ما لاستيعاب المدنيين، لتكون مدارس يرتادها الأطفال ويتلقوا ما توفر لهم من التعليم، فقد تعرضت بدورها للقصف أيضاً ودمر عدد منها، فضلاً عن مشاهد مؤلمة لأطفال يذهبون إلى المدارس واضعين دفاترهم وأقلامهم في أكياس من «النايلون»، وينتعلون الأحذية المهترئة، والتي لا تملك أن تخفي أصابع القدم الصغيرة.
بدوره، قال الناشط الإعلامي «وائل أبو ريان» من مدينة الرستن «قتل ما يقارب مائة طفل من الطلاب في المدينة، أثناء ذهابهم إلى المدارس أو خلال وجودهم فيها، كما أدت البراميل المتفجرة إلى بتر أطراف ما يزيد عن 25 طفل في الرستن، بعد نجاتهم من الموت ليقضوا بقية حياتهم مع المعاناة في السير أو التعلم أو الكتابة».
وبين ان «تدمير المدارس في الرستن على أيدي قوات النظام، جاء بذرائع وشائعات هو من أطلقها، وهو المسؤول عن القصف والقتل المتعمد للأطفال برأي الأهالي، حيث كانت حجته في إلقاء براميله المتفجرة على المدارس أثناء وجود الطلاب فيها هي وجود «عصابات إرهابية» فيها.
وقال «أبو ريان» دعونا نصدق شائعات النظام لدقائق فقط، ونفسر ما يلي: لو كان النظام صادقاً ويريد حماية الأطفال من «العصابات الإرهابية»، فعليه أولاً إنذار الأهالي بعدم السماح لأطفالهم بالذهاب إلى المدارس، أو اتخاذ إجراءات وقائية قبل ضرب المدارس، ولكن ما فعله النظام هو دك تلك المدارس بالبراميل أثناء وجود الطلاب فيها!، متسائلا «فكيف سوف يصدق الأهالي هذه الأكاذيب؟».
يشار إلى أن جيش النظام دمر ما يزيد عن 18 مدرسة في مدينة الرستن، من أصل 26 مدرسة موجود في مدينة الرستن بالريف الشمالي لمدينة حمص وسط البلاد، تراوحت نسبة تدميرهم ما بين الكلي و الجزئي، بواسطة المقالات الحربية والبراميل المتفجرة أو قذائف المدافع الثقيلة.
القدس العربي