تُعد عملية منظار المسالك البولية طريقة تشخيصية تُستخدم على نطاق واسع في جراحة المسالك البولية ويمكنها بسهولة تشخيص العديد من الأمراض، كما إن التنظير البولي يختلف عن التنظير العادي، حيث لا توجد فيه جراحة، ويتم الدخول عن طريق الإحليل للوصول إلى الطرق البولية كالكلية والبروستات والمثانة والحالب عند الجنسين.
وقال الدكتور “كاوى موسى داود” اختصاصي بأمراض العقم والجراحة البولية والتناسلية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” إن التنظير يستخدم لضخامة البروستات، وهذه الضخامة لا تعتبر نوعاً من أنواع السرطانات، ونسبة 95 % من الضخامات هي حميدة، وتصيب الرجال فوق الـسن الـ 40، ويكبر البروستات بشكل طبيعي كل سنة بنسبة 0.4 غرام، والضخامة لا تكون بالحجم إنما بشدة الأعراض عند المريض.
والفرق بين علاج البروستات بالتنظير والجراحة، هي أنه في حال جراحة البروستات يتم الدخول عن طريق الإحليل للوصول إلى البروستات ويتم تجريف الضخامة الموجودة على البروستات، مشيراً إلى أن المرضى يخافون من التنظير لأنه لا يزيل البروستات بشكل كامل وهذا مفهوم خاطئ، ويتم إزالة 80% من البروستات.
ومن الآثار الجانبية للجراحة وجود نزف أكثر، اختلاطات، التصاقات ما بعد العملية الجراحية، والبقاء في المشفى لمدة أطول، أما في حالة التنظير فإن المريض يخرج من المشفى في نفس اليوم، كما أن مدة العملية الجراحية تكون متقاربة بين التنظير والعملية الجراحية.
وأوضح الدكتور أن البروستات هي غدة صماوية ليفية عضلية موجودة تحت المثانة والإحليل يمر من منتصف البروستات، أي أن البروستات جزء من الإحليل ويوجد جزء من الإحليل اسمه الإحليل البروستاتي وتشريحيا يحيط بالإحليل، لذلك أي ضخامة في بروستات تضغط على الإحليل وتسبب انسداد بالطرق البولية وحصرها عند المصاب.
وقال الدكتور أن ورم المثانة من الأمراض الشائعة جداً في المنطقة بسبب التدخين الشائع بين الرجال والسيدات، والتلوث البيئي، لذلك نلاحظ حتى عند الأعمار الصغيرة، ومن أعراضه ظهور الدم مع البول وتخريش بالطرق البولية، ويجب على المريض مراجعة الطبيب مباشرة عند رؤيته الدم مع البول، لينفي وجود ورم في المثانة، والذي يكون داخل مخاطية المثانة، وقد يظهر في أي مكان من المثانة سواء في الجدار الأمامي أو الخلفي، وتصيب الأعمار فوق الـ 50 والمدخنين والرجال.
وأضاف أن ورم المثانة يتم تشخيصه عن طريق الإيكو، وعلاجه سهل ويتم عن طريق التنظير واستئصاله، ويرسل الورم إلى القسم التشريحي لدراسة نوع الورم، ويتوفر علاج هذا النوع في قامشلو، وتجري متابعته من قبل الأطباء، ولا يحتاج للمعالجة خارج المنطقة.
وأشار الدكتور إلى أن التنظير في كافة المجالات الطبية يعد الأفضل للمريض، لقدرته في السيطرة على المرض، ويخرج المريض من المشفى بدون وجود (مفجرات) وضمادات، وعدم وجود متابعة من قبل الطبيب، وتكون الأدوية أقل، لعدم وجود جرح.
ويستخدم التنظير في تضيق الإحليل وتجريف البروستات وأورام المثانة وحصيات المثانة والحصيات البولية بشكل عام، بطريقة جيدة وفعالة.
كما تشيع في المنطقة الإصابة بالحصيات بسبب البدانة والتغذية غير المنتظمة كالأجبان والألبان، واللحوم الحمراء التي تلعب دوراً أساسياً في الإصابة بحصيات حمض البول، الوراثة، والمياه الكلسية، وعند وجود حصيات صغيرة فلا يستدعي الخوف لأنها تزول تلقائياً.
أما التي تظهر مع وجود ألم فتحتاج إما إلى تفتيت أو إلى الجراحة أو التنظير، والحصيات لها عدة أنواع وكلها موجودة في الكلية وتتجمع في أحد الكيسات وتتشكل “بحصة” وتكون في البداية رمل وتتحول إلى بحصة، وإذا كان هناك تشوه تشريحي أو تضيق فإن الحصية تعلق بمنطقة معينة من الحالب، وفي حال نزلت إلى المثانة وكان طريقها مفتوحاً تخرج إلى خارج الجسم بدون تدخل ومشاكل، وفي حال كان هناك ضخامة في البروستات فمن المحتمل أن تتشكل خلف البروستات وتكبر حجمها مع الأيام.
ولفت الدكتور إلى أن التفتيت يختلف عن الجراحة والتنظير، وهو عبارة عن جهاز يتم استخدامه من خارج الجسم عن طريق أشعة معينة ويقوم بتفتيت الحصيات، مشيراً إلى أنه ليست كل الحصيات يتم تفتيتها عن طريق هذا الجهاز، فإذا كانت كبيرة تحتاج إلى أكثر من جلسة، وهذه الأشعة لها أضرار للكلية وتتأذى الكلية في حال أجري للمريض أكثر من ثلاث جلسات.
كما أن الحصيات الكبيرة الموجودة في الكلية لا تتفتت من خارج الجسم، وتحتاج للمعالجة عن طريق التنظير أو الجراحة.
وقدم الدكتور “كاوى موسى داود” اختصاصي بأمراض العقم والجراحة البولية والتناسلية، في ختام لقائه عدة توصيات، منها: اتباع نمط غذائي صحي، الابتعاد عن التدخين، كما أن شرب 3 لترات من الماء يومياً يعد وقاية جيدة من الحصيات وللطرق البولية، تخفيف البهارات وخاصة الحاد، الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والاعتدال في تناول اللحوم الحمراء، والابتعاد عن البدانة.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملاً: