كوباني واتفاقية دهوك وما تمخض عنها .. قراءات سياسية

إسماعيل حمي

 

خاص Buyerpress

أنّ الأجواء لا توحي بعودة الثقة بين طرفي الاتفاق…
الإتفاق جاء في الخطوط العريضة ويكتنفالغموض بعض بنوده..

إسماعيل حمي “عضو المكتب السياسيِّ في حزب اليكيتي الكرديِّ”:

بالنسبة للوضع في كوباني بدأت تتغير موازين القوى على الأرض لصالح المقاومة الكرديّة بعد دخول قوات البيشمركة والأسلحة الثقيلة في الدفاع عن المدينة, وأعتقد أنّه خلال الأيام القليلة القادمة سنشهد انتصارات مهمة وانكسار وتراجع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي –”داعش” وهزيمتهم في مدينة كوباني.
ولكن ينبغي أن ندرك أنّ الانتصار في كوباني لن يكون حاسماً وكاملاً ما لم يتم تأمين حدودها من الحصار والهجمات المرتدة لـ” داعش” على الجبهتين الشرقيّة والجنوبيّة, وهذا يتطّلب المزيد من الوقت والجهد ويتطّلب أن تتجه أنظار قوات الـ ) ypg) و البيشمركة وكتائب الجيش الحر التي تقاتل إلى جانبها في منطقة تل أبيض, فلن تكون كوباني بمأمن طالما يسيطر داعش على منطقة تل أبيض شرقاً وجسر قرقوزات جنوباً.
فمن الأهمية بمكان أن تكون من أولويات النصر على داعش في كوباني تحرير منطقة تل أبيض وفتح خط الإمداد للمقاتلين بين منطقة الجزيرة و كوباني وإلّا فأنّ منطقة كوباني ستبقى تحت التهديد وخطر عودة “داعش” في أية لحظة, وللتذكير أقول: “بأنّ الكرد قد تعرَّضوا في منطقة تل أبيض خلال الفترة الماضية لعمليات تطّهير عرقي منظم من قِبل “داعش” وهجّر نحو 200000 ) كرديِّ قسرياً من هذه المنطقة تحت تهديد القتل والإبادة وهذه كانت كارثة إنسانيّة لم تكن أقل مأسويّة من مأساة كوباني ولكن للأسف لم يتنبه لها الإعلام والرأي العام الدولي.
أما بالنسبة لاتفاقية دهوك فينبغي أن ندرك أنها اتفاقية الفرصة الأخيرة بعد فشل اتفاقية هولير وعلى الجميع السعي لتطبيقها وإنجاحها حتى لا تتكرر مأساة وكارثة كوباني في غيرها من المناطق الكرديّة مثل عفرين والجزيرة, لاسيما أنّ مخاطر اعتداء داعش على هذه المناطق تتزايد أيضاً يوماً بعد آخر.. كما ينبغي أن ندرك أنّ استمرار الدَّعم الدّوليِّ للكرد وللقضية الكرديّة على المدى لا شك ثمة مخاوف جديَّة لدى الرأي العام الكردي من فشل هذه الاتفاقية, وهذا الفشل إن حصل سيكون كارثة حقيقيّة على الكرد, وهذه المخاوف تبدو مشروعة لسببين على الأقل السبب الأول: أنّ الأجواء لا توحي بعودة الثقة بين طرفي الاتفاق, وهناك إجراءات وممارسات سابقة ولاحقة على الاتفاق من جانب الإدارة الذاتية التابعة لـ ( (TEVDEM تشحن سلبيّاً هذه الأجواء من الواجب وقفها كإبداء لحسن النية على الأقل تجاه تنفيذ الاتفاقية.
ثانيا: الاتفاق جاء في الخطوط العريضة ويكتنف بعض بنوده الغموض أحيانا وهو بحاجة لمزيد من التفاصيل التي يجب التوافق عليها, وقد يظهر الخوض في هذه التفاصيل الكثير من التأويلات المختلفة والمتناقضة نتمنى ألَّا تشكّل سبباً إضافياً في عرقلة تطبيق الاتفاق.

الشاعرة شمس عنتر..

شمس عنتر

الشيطان يكمن في التفاصيل والخوف من عدم دوام التصالح الداخليِّ عند زوال الخطر الخارجي,
الكرد يتَّلقون الانتقاد من عدم ترتيب البيت الكرديِّ وبما أنَّهم أخيراً شمروا عن سواعدهم فلندعمهم بتمني النجاح.
ما يجري بشكل عام دون الغوص في التفاصيل شيء تاريخيِّ ومشرف وانجاز, و موقف الشخصيات الكردية حقَّاً ستذكرها الأجيال القادمة بفخر, لكن الشيطان يكمن في التفاصيل والخوف من عدم دوام التصالح الداخليِّ عند زوال الخطر الخارجيِّ ,لأنَّ التجارب التي مرَّت بها الكرد ..التجارب الحديثة مثل تشكيل الهيئة الكورديّة العليا في هولير التي دامت فترة قصيرة جدا, ومن ثم توقفت اللجان المشكّلة بل جمدت ..وتبادل الطرفان الاتهامات ,في ذاك الحين دبَّ النشاط في الشارع الكوردي وخرجوا في مظاهرات مشتركة, كانوا يهتفون بعلو الصوت تعيش الوحدة الكورية ولم يتصورا أنّها لن تدوم طويلاً.

لذلك نشعر بالغصة  عندما نتذكر اتفاقية هولير  ولكن الأمل واجب علينا ..فلنتمسك به ..وقد تكون اجتماعات دهوك على قدر معاناة الشارع الكردي الذي ذاق الأمرين , يجب أن تكون التجارب قد أفادتهم وهم على مستوى المسؤوليّة التاريخيّة لهذا التوقيت الحرج لهم كل الأماني بالتبصر بالمعاناة  و تقديم الأفضل للشَّعب الكرديِّ.

تقرير: فنصة تمو