كان اسماعيل صديقاً قديماً لعبد المنعم، قضى معه عمراً في لعب الورق والطاولة والغمز على النساء، ومن فرط حزنه على فراق صديق عمره، قام بقطع شجرة السرو الكبيرة، وهي شجرة نمت على طرف بستانه، وكبرت بقدرة عجيبة، وكانت أطول شجرة في منطقة الساحل. شجرة بهذا الحجم ربما تكون الأضخم في كل المعمورة، لكن اسماعيل قرر قَطْعها، لأنه لا يستطيع أن ينوح مثل النساء، ولأن حزنه لم يكن ليهدئه إلا قَطْع شجرة مثل هذه الشجرة.
الشجرة التي كانت دائماً حاضرة في مشهد القرية اختفت إلى الأبد، والقرويون الذين أطلّوا من أبواب وشبابيك بيوتهم عند الصباح هزوا رؤوسهم مرتين لرؤية هذا الفراغ الكبير الذي ظهر فجأة؛ هناك فجوة هائلة أقلقت توازن المشهد المعتاد، وكثير منهم لم يعرف السبب.
البعض وببعض التدقيق عرف أن أولاد الحرام قطعوا شجرة السرو الكبيرة، شجرة السرو التي تساوي ثروة.
ليندا حسين