————————-” شَهيد”————————–
أراني
حينَ يَبتَسِمُ الجرحُ
تفوحُ أجزائيَ الشهيدة
الشاهدةُ ببقائِها
على موتِ الشهداءْ
الحاقدةُ بأوجاعها
على نفاقِ الزعماءْ
وكلِّ الذينَ زَعَموا
_على ذمَّةِ الدينِ والوطن_
أن الشُّهَدَاْءَ..
أحَياءْ
— — —
أراني مُتَسكَّعَاً
أرصفةً.. شوارعاً
أحياءً.. هي بقايا أحيَاءْ
يُحييهَا بشرُ.. هم بقايا بشرْ
أسألُ عنِ القَتيلِ الحَيِّ
قالوا هو في هذا الحَيِّ
صَعَدَ الحزنُ والغضب
أكتافَ بَعضِهما.. على كَتِفَيْهِ
و جَرَّ الكَهْلُ أقدامَهُ
والخَيبةُ تمشي أمامَهُ
رماني برمقةٍ.. ومضى
فوَمَضَتْ ضحكةُ طفلٍ
(عَمو.. عَمو)
وأشار بيَدِهِ إلى شَيءٍ يَعلوهُ
معلَّقٍ من يَسارهِ
متدلٍ من اليسارِ
مائلٍ..يغوصُ في بقايا الجِّدَارِ
ارتطامهُ الخفيفْ
وترابُ أرضٍ في السماءْ
تلَا قصفاً عنيفْ
والنسيمُ الحَامِلُ من الجوارِ
غازاً مسيلاً _دونَ حزنٍ_ للدموع
رائحةُ الرغيفْ
ضحكةُ الطفلِ
وشجرةٌ مكسورةُ الخصرِ
لازالتْ تهمسُ الحفيفْ
والشَيءُ المُعَلَّقُ مِن يَسَارِهِ
لوحةٌ.. بارتطامها الخفيفْ
تعزف إيقاعَ “وِحْدَة”
دوم.. تاك.. تاك
دوم.. تاك.. تاك
دوم.. تاك.. تاك
أراني أدنو لأرى
ما أشارَ إليهِ الطِّفلُ
(عَمو.. عَمو)
فأرى..
“شارع الشهيد مشعل تمو”
آمانوس زارادشت