بعدَ ألف شتاءْ
لم أكنْ حاضراً ولم أكنْ غائباً
مُعلّقاً بينَ الحضورِ و بينَ الغيابِ
كَحجرٍ أو غيمةٍ أو فكرةٍ أو خاطرةٍ
أهيمُّ في برّزخكِ
تشعُرينَ بوجودي حينَ أتحسسُ غيابكِ
أشعرُ بوجودكِ في تلفّتِ رؤياكِ نحو غيابي
أيتها الغامضةُ
أيتها المستترةُ بضبابِ الوهمِّ و الأسباب
كيفَ أُشفى من مرآتكِ و الأحلام ؟
كيفَ أشفى من الشتاءِ و دموعهُ همزةُ
الوصّلِ بيني و بينكِ ؟
كمْ محطةً سأزورُ و كمْ قطاراً سأودعُ
حتى ألقاكِ؟
ينقُصّني العمرُ يا امرأةً لا تُشرِّقُ و يا
فجّراً كلما اقتربتْ ساعتهُ
هربَ منّي و توارى في الظّلامِ
ينقُصّني العمرُ يا امرأةً و الخطواتُ فيما بيننا
وجميعُ الدروبِ تجمعنا ثم لا نلتقي
بعدَّ ألفِّ شتاء ….
/ أنس محمود