كثيراً ما تسأل الأم نفسها أسئلة عن أسباب تصرفات أطفالها ولا تعلم أن مفتاح الحل بيدها, لأن معظم المشاكل التي يعاني منها الأطفال هي نتيجة التربية المنزلية, حيث أكد علماء النفس أن معظم الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية تعود لكونهم يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال ولا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة تلك الأسرة. لكل مشكلة حل وربما الحل بسيط اذا أحسنا التعامل مع تلك المشاكل. بداية على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظم والقوانين البيتية فلا يجوز أن تسامح الأم في موضوع معين ثم يأتي الأب ويناقضها كلياً في نفس الموضوع.
إن مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت يؤدي الى البلبلة والحيرة والضياع عند الطفل وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل الشائعة عند أطفالنا.
الطفل بحاجة الى من يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية, فهو يحتاج الى أن يعرف متى يأكل ومتى يستحم ومتى يذهب الى سريره وكذلك ترتيب أغراضه, هذه الحدود التي يضعها الأبوان تعطي شيئاً من الانضباط داخل الأسرة وهو ما يعطي الطفل شعوراً بأن هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه.
في ما يتعلق بترتيب أغراضه الشخصية حاولي تبسيط تلك العملية وذلك بتقسيمها إلى مراحل كأن تقولي له ضع المكعبات في السلة الخاصة بها ثم أجمع الكتب وضعها على الرف ولا بأس بمشاركتك إياه في المرات الأولى على الأقل.
عوديه مرة تلو الأخرى, وساعديه في تعليق ثيابه التي ألقاها على الأرض وقولي له سأعلق لك ثيابك هذه المرة وساعدني أنت في ذلك وفي المرات اللاحقة تستطيعين أن تشجعي طفلك على الترتيب مستفيدة من التجربة السابقة ,كأن تقولي هيا يا بطل أنت تستطيع أن ترتب غرفتك كما فعلت الماضية.
شجعي طفلك دائما على احترام النظم والقوانين والترتيب قولي له مثلاً إذا استيقظت وجهزت نفسك باكراً ورتبك غرفتك تسطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة .
من خلال هذه الأساليب التربوية البسيطة سيعتلم طفلك مع مرور الأيام كيف يتحمل مسؤولية نفسه دون الرجوع إليك في كل الأمور.