يُعرف داء السكري (النمط الأول) بأنه اضطراب مزمن ناجم عن عدم إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين أو إفرازه بتراكيز ضئيلة، حيث تكمن أهمية الهرمون في تعزيز قدرة الجلوكوز على الدخول للخلايا، وإنتاج الطاقة.
وقال الدكتور “أحمد جويد” اختصاصي بأمراض الغدد الصم والسكري خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” إن مرض السكر (النمط الأول) المعتمد على الأنسولين، هو نمط من أنماط السكري ناتج عن تدمير مناعي ذاتي لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ويؤدي نقص الأنسولين إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم والبول، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مركزية مثل “خسارة الوزن، العطش، فقدان الوزن، الجوع، والخمول”.
وينتشر في أوقات معينة من السنة وخاصة في فصل الخريف، وترافق فترة ما بعد الرشح، وغالبا ما يراجع المرضى في هذه الحالات العيادات الطبية متأخراً، ويسمى المرض في هذه المرحلة بـ “مرحلة الحماض”.
ويحتاج المريض لأخذ الأنسولين مع كل وجبة، ويوجد عدة أنواع للأنسولين، منها الأنسولين السريع جدا، والبطيء جدا، والأنسولين السريع، والمديد، والمختلط، والمديد جدا.
وأشار الدكتور إلى احتمالية الوفاة أو الغيبوبة في حال وصل الشخص إلى مرحلة الحماض السكري، حتى إن كان طفلاً أو عمره سنة، فإذا وصل إلى هذه المرحلة فإن الخطورة تكون عالية جداً، مضيفاً بأن نسبة الإصابة في الدول المتقدمة 3%، بينما في الدول النامية 30%، بسبب التشخيص المتأخر، موضحاً بأن أغلب حالات الوفاة تكون نتيجة الوذمة الدماغية، ويحتاج المريض إلى عناية مركزة وإلى الأنسولين، عبر تركيب مضخة الأنسولين أو عن طريق الوريد، وفي حال خرج من المشفى سيحتاج المريض إلى أخذ أدوية الأنسولين تحت الجلد، إلا في حالة الحماض تكون تحت الوريد، ويمنع أخذ الأنسولين المختلط والمديد عبر الوريد، ويعطى الأنسولين السريع في الوريد.
وتؤدي المضاعفات سواء بالنمط الأول أو الثاني إلى تخريب الخلايا في جسم الإنسان، ويكون تأثيره أكثر على العين والقدمين، وقصور في الكلية، كما يؤدي إلى اعتلال في الدماغ، ارتفاع الضغط، واعتلال الأحشاء، وخطورته تكمن في الاختلاطات.
وقال الدكتور بأن طريقة التشخيص تكون عبر تحليل السكر وملاحظة ارتفاعه لـ 126 فما فوق، تحليل خضاب السكري إذا كان أكثر من 6 ونصف، والنمط حسب العمر، وفحص سريري ومعرفة وجود الجفاف ووجود اعتلال في الكلية، وقياس الضغط، وغالباً ما يأتي المرضى في النمط الأول بحالة إسعافية.
وفي العلاج يحتاج مريض النمط الأول حصراً إلى الأنسولين، كما يحتاج الطفل إلى الأنسولين السريع جداً، حسب وزن وحجم الطفل وعمره وتاريخ إصابته، ويُعطى جرعة واحدة من الأنسولين المديد في أخر الليل لأنه يعوض الجسم حتى الصباح، لأن السكر يرتفع في الصباح بجسم الإنسان.
وأوضح الدكتور “أحمد جويد” اختصاصي بأمراض الغدد الصم والسكري في ختام لقائه، أن الأنسولين دواء آمن ولا يوجد فيه خطورة للجسم وخاصة بالنسبة للطفل، وتوجد حالة واحدة فيها خطورة وهي الهبوط الشديد للسكر، وعلاجها سهل جداً بتناول الحلو، مثل “تناول ملعقتين من المربى”، وهبوط السكر يختلف عن ارتفاعه، حيث يدخل المريض للغيبوبة في دقائق عند هبوطه، بينما في ارتفاعه يحتاج إلى ساعات.
وتختلف أعراض الهبوط عن ارتفاعه؛ حيث يظهر لدى المريض ارتعاش، تعرّق بارد، شعور بالجوع، واضطراب في النظر، ويحتاج في هذه الحالة إلى تناول (الحلو) مباشرة.
بينما في الارتفاع يحتاج إلى ساعات وأيام للدخول في الغيبوبة السكرية، ويحتاج المريض في هذه الحالة حصراً إلى الأنسولين، ويرافقه أعراض مثل التعب، العطش، النعاس، التبول الشديد، منوهاً إلى ضرورة وجود جهاز منزلي للكشف عن ارتفاع السكر من هبوطه والتصرف فوراً وإسعافه.
إعداد: احمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملا: