لكن لم يمر عام واحد على ذلك الزواج، حتى فاجأ خالد من حوله بأنه متزوج من أخرى، وأقدم على ذلك في الفترة التي كان الجميع ومن ضمنهم أهله، يستعدون لزواجه المعلن.
وما يثير الاستغراب في قصة خالد، انه عندما أقدم على هذه الخطوة المزدوجة، لم يكن عمره يتجاوز الـ 23 عاماً. وفي هذه السن غالباً ما يكون الشاب منهمكاً بالتخرج والانطلاق للبحث عن مستقبل وظيفي وفي بداية سعيه ربما، لإيجاد شريكة حياة بمساعدة الاهل، مؤجلاً على ما يفترض إتمام التفاصيل حتى حصوله على وظيفة. أما أن يقدم على زواج من اثنتين في فترة واحدة، فهو ما لم يكن في الحسبان.
ويدفع الاهل أحياناً الى الارتباط بزوجة ثانية لإسباب منها الاسراع في الانجاب مثلاً من دون معرفة المعوقات. ويروي عبدالعزيز الحربي ( 26 عاماً) قصة أحد زملائه الذي يقاربه في العمر، ولجأ الى التعدد بعد عام فقط من زواجه وبطلب من والدته التي لم تحتمل مرور سنة من دون أن يرزق ابنها البكر بمولود. واللافت أيضاً ان الشاب لم يتأخر في الاستجابة لطلب والدته، ولكنه وما أن تزوج من الثانية حتى رزق بمولود من الأولى ما جعله الآن يواجه معضلة الصرف على بيتين وهو لا يزال في بداية حياته الوظيفية في شركة قطاع خاص وراتبه لا يتجاوز الـ 4 آلاف ريال.
وتعليقاً على هذا الموضوع تقول المستشارة الأسرية هند الخريجي: «قد يلجأ من يكونون في سن الشباب بصفة عامة إلى التعدد كنوع من التجربة والتقليد عندما يكونون من عائلة يعتبر التعدد فيها أمراً مألوفاً، وقد يكون من الأسباب أيضاً إرغام الشاب أو الفتاة على حد سواء على الارتباط منذ سن مبكرة جداً، من دون أن يترك لهما أو لأحدهما حرية الاختيار». وتضيف الخريجي: «على سبيل المثال لا يزال شائعاً لدى بعض الأسر خطبة الفتاة منذ سن الطفولة أو المراهقة لأحد الاقارب، وربما تكون هذه الخطبة بترشيح من والدي الشاب من دون أخذ رأيه في الموضوع. وهنا وكرد فعل قد يقدم على الارتباط بأخرى ليشعر إنه قادر على التصرف من تلقائه والبحث عمن يرتاح معها ويسكن إليها».
وترى المستشارة الأسرية خلود عبدالله أن الاستمرار في تقليد «حجز الفتيات وهن صغيرات لأقربائهن أمر غير إيجابي»، سواء في حينه أم بعد وصول الشاب والفتاة إلى سن الزواج. وتقول: «ربطهما ولو بالكلام لسنوات طويلة يؤثر عليهما من الناحية النفسية فيشعران أنهما سلبا حريتهما في أمر يخصهما، وفي الغالب قد يتم الزواج إن لم يمتلك أحدهما الشجاعة وتحمل مسؤولية إبداء رأيه، وتتكون الأسرة سريعاً لكنها تنتهي بسرعة أيضاً».
ويبدو ان التقاليد الاجتماعية تغلب أحياناً النظريات العلمية. فزوجة خالد الأولى التي كان لـ «الحياة» حديث مقتضب معها، قالت: «الصدمة لم تتوقف عندي وعند أسرتي فقط بل لمستها أيضاً عند والديه واخوته أيضاً». وأضافت: «عندما علمت بالأمر كان ذلك مع الجميع، وعندها خرجت مباشرة إلى منزل أهلي ومكثت لديهم لفترة. وخلال محاولات إرضائي وإعادتي اشترطت عدم حضور زوجته الأخرى الى بيتي وعدم مكالمتها عندي».
أما علا العتيبي – فتاة عشرينية – فلا تمانع أن تكون زوجة ثانية شرط عدم هضم حقوقها، لكنها لا ترضى بأن تكون الزوجة الأولى إلا إذا كانت الوحيدة.