(Bûyerpress) وكالات
بخروج الرئيس الحالي للائتلاف أحمد الجربا والأمين العام الأسبق مصطفى صباغ من السباق إلى الرئاسة، فإن الطريق إلى الرئاسة مع نهاية الشهر الجاري أول أوائل الشهر المقبل سيكون أقل وعورة مما سبق، فالجربا لن يستطيع الترشح للمرة الثالثة حسب القانون الداخلي للائتلاف، وصباغ خلع فكرة الرئاسة.. لكن مع غياب المتخاصمين على الكرسي من سيكون الرئيس المقبل.. وكيف؟
حتى هذه اللحظة ما من مرشحين رسميين للرئاسة، إلا أن ثمة أسماء يتم تداولها في أروقة الائتلاف، ويبدو اسم الدكتور رياض حجاب من أوائل الأسماء التي تم تداولها كرئيس للائتلاف، رغم أن “أبو خالد” لم يعلن عن هذا الأمر علنا، وكذلك هناك اسم جديد على الساحة الرئاسية وهو أمين سر الائتلاف هادي البحرة، “قائد معركة جنيف2” الميتة، وما بين هذين الإسمين ربما تظهر أسماء أخرى، ولعل أبرزها ميشيل كيلو والأمين العام للائتلاف بدر جاموس. ولعل الدائرة تغلق عند هذه الأسماء.. فما هي حظوظ كل واحد من هذه الأسماء.. وما هو السيناريو المتوقع؟
كيلو وبيضة القبان
في الواقع، سيكون ترشح ميشيل كيلو الأمر الحاسم في هذه الانتخابات لسببين، الأول: ترشح كيلو سيكون على حساب هادي البحرة، إذ إن الاثنين من المقربين إلى الجربا، ومن المستبعد أن يفتت الاثنين أصوات مجموعتهم داخل الائتلاف.
والأمر الثاني، هو سمعة كيلو الدولية والإقليمية، إذ يحظى الرجل بتأييد وقبول دولي جيد.. وبالتالي سيكون ترشحه ذا قيمة ورهان جدي على النجاح بالرئاسة.. لكن كيلو وعلى ما يبدو متردد في الترشح للرئاسة، والسبب يعود لأمرين أيضا الأول: إن كيلو اعتاد ألا يكون مقيدا في الرئاسة، حيث سيخضع للضغوط والتوازنات داخل الائتلاف المتمزق أصلا، والثاني: إن كيلو طالما لعب دور بيضة القبان في كل مراحل المعارضة، خصوصا منذ دخول كتلته الديمقراطية إلى الائتلاف.
أما في حالة عدم ترشحه، فإن السباق سيكون بكل تأكيد بين حجاب والبحرة، باعتبار جاموس اسما غير قابل للصرف إقليميا، فالأول (حجاب) يعول على تاريخه وخبرته كرئيس حكومة منشق عن النظام، فضلا عن القبول الدولي وعلاقاته المتوازنة مع دول الخليج والمنطقة عموما.
أما الثاني (البحرة)، فهو امتداد لأحمد الجربا ومقرب من السعودية، فضلا عن نشاطه البعيد عن الإعلام في أمانة السر.
الرهان على المجلس الوطني والإخوان
يعتبر الإخوان والمجلس الوطني السوري الوزن الأكثر نفوذا من الناحية العددية، ومن يضمن هاتين الكتلتين بالتصويت سيكون قطع شوطا مهما وربما يكون حاسما في الوصول إلى الرئاسة، ووفق المؤشرات الأولية فإن كتلة الـ 44 صوتا التي انسحبت من اجتماع الأمانة العامة عشية إعادة انتخاب الجربا للمرة الثانية قبل ستة أشهر، فإن هذه الكتلة والذي كان حجاب أساسيا فيها ستقف إلى جانب ترشيح حجاب للرئاسة. وفي تلك الحالة يبقى الرهان على أسماء الشخصيات الوطنية في الائتلاف، باعتبار المجالس المحلية والمنتدى السوري للأعمال ككتل تميل إلى صباغ، وبالتأكيد لن تعطي أصواتها لمرشح مقرب من الجربا.
وبالعودة إلى الإخوان المهيمنين على المجلس الوطني، فربما يكون خطأ الجربا الفادح بتهنئة السيسي هو الخطأ الذي لايغتفر، وبالتالي يتم ترجمة الانتقام من هذه التهنئة بانتخابات الرئاسة.
أما أصوات المجلس العسكري الأربعة عشر، فبكل تأكيد ستذهب لصالح البحرة، على اعتبار أن معظم الأسماء في المجلس العسكري على علاقة جيدة بالجربا. فيما تبقى الأصوات الأخرى المستقلة –إن صح التعبير- محل تجاذب.
ومع إعلان ترشح الأسماء للرئاسة ستبدو خارطة السباق أكثر وضوحا، ومع كل ما سبق تبقى المفاجآت في المعارضة السورية واردة وبقوة، المفاجأة التي جاءت بالجربا دون مقدمات إلى رئاسة الائتلاف لدورتين.