تعرف إضرابات القلق بأنها مجموعة من الاضطرابات النفسية الشائعة يعاني فيها الشخص من قلق مستمر أو خوف شديد لا يتناسب مع الموقف إلى درجة تتداخل مع أداء المهام اليومية، بل وقد تؤثر على علاقة الشخص بمن حوله، وقد يتفاقم هذا القلق بمرور الوقت.
وأوضح الدكتور “ماجد فهيم” اختصاصي بالأمراض النفسية، خلال لقائه في برنامج صحتك بالدنيا، بأن الاضطرابات تنقسم إلى مجموعات واسعة، ومنها اضطراب القلق المعمم، وتعد أكثرهم شيوعاً، وينقسم أيضاً إلى اضطرابات نفسية وفيزيولوجية، مثل “التوقعات السيئة، الانشغال بأمور غير هامة، وأعراض فيزيولوجية مثل الخفقان، الرجفان، التعرق، برودة الأطراف، والإحساس بالدوخة”.
والنوع الثاني يسمى اضطراب القلق الاجتماعي، أو الرهاب الاجتماعي أي أن هذه الأعراض تتحرض خلال مواقف معينة، مثل إلقاء محاضرة بين مجموعة من الناس، وهناك نوع يسمى اضطراب الهلع وهو عبارة عن نوبات من القلق المفاجئ تظهر أعراضه بشكل مخيف للشخص، مثل الإحساس بالاختناق، ضيق الصدر، خفقان، أفكار سلبية مثل الإحساس بالموت، وتستمر هذه الأعراض لعشرة دقائق وقد تستمر لساعة حسب الشخص.
ونوع رابع يسمى الإضرابات المحددة، أي الخوف من أشياء محددة، كالخوف من حيوان، أو حشرة، أو من المرتفعات، والأماكن المغلقة.
وهناك نوع يسمى الخلاء، وهو الخوف من البقاء وحيداً، ومن عدم مساعدة الناس له، كما هناك اضطرابات متعلقة بالأطفال مثل قلق الانفصال، حيث يُصاب الطفل بالقلق نتيجة الخوف الشديد من الابتعاد عن أحد الأبوين، وهناك نوع يسمى الصمت الانتقائي حيث لا يستطيع الطفل التكلم أمام الناس، بينما يستطيع التحدث في البيت.
وأشار الدكتور إلى أن هناك نوع من القلق يسمى القلق الطبيعي، وهو يحدث عندما يمر الشخص بموقف معين، مثل التقدم للامتحان، أو لوظيفة معينة، أو عند اتخاذ قرار مصيري، ويسمى أيضاً هذا النوع بالقلق الإيجابي من حيث الإنجاز، أو في اتخاذ القرار الصحيح، وينتهي بمجرد مرور الموقف.
وتصيب اضطرابات القلق بشكل عام الأطفال والكبار والبالغين بدرجات متفاوتة، ولكن نسبة إصابة الإناث تقريباً هي ضعف نسبة إصابة الذكور بحسب الاحصائيات العالمية.
وتوجد عدة أسباب مجتمعة قد تسبب بحدوث اضطرابات القلق، منها: عوامل بيئية، أي البيئة المحيطة بالشخص، والمرور بتجارب مؤلمة، وأحداث صادمة، وعوامل وراثية والتي تلعب دوراً كبيراً بحدوث القلق، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالقلق تكون نسبة الإصابة عندهم أكبر، وهنالك عوامل بيولوجية أو كيمياء الدماغ وهو خلل في نقل السوائل العصبية، مثل السيروتيرون، ولذلك يلجأ الطبيب للمعالجة الدوائية لإعادة التوازن.
وهناك عوامل مرضية مثل المصاب بداء السكر والضغط والذي قد يحرض على حدوث إضرابات القلق.
وقال الدكتور “فهيم” بإن التشخيص يعتمد على القصة السريرية ومعرفة تفاصيل القصة المرضية، مضيفاً بأن هناك معايير لتشخيص القلق، وهي مجموعة من الأعراض تترتب حسب الاضطراب، ولمدة زمنية معينة، حيث يختلف الاضطراب من شخص لآخر، ومعرفة هل هذه الأعراض التي يعاني منها الشخص تؤثر على حياته، وتسبب خللاً في أدائه اليومي، وتضطرب علاقاته مع الآخرين ويصبح انطوائياً، فهذه هي المعايير الرئيسية لمعرفة المرض.
وقد يضطر الطبيب لتحاليل معينة لنفي المرض مثل تحاليل الغدة الدرقية، داء السكر، فرط نشاط الكظر، لأنها تسبب في حدوث نفس الأعراض، وبعدها يبدأ بالعلاج.
وهناك نوعان من العلاج، علاج دوائي وعلاج نفسي، والعلاج النفسي يكون عبارة عن جلسات تعتمد على تقنيات معينة حسب الاضطراب، وعن طريق معالجة السلوك المعرفي النفسي، وذلك بتعديل سلوكه، ومعرفة الأفكار السلبية التي تحرض القلق عند الشخص، ولذلك يحاول الطبيب تعديلها والسيطرة عليها، ومن العلاجات المستخدمة تعريض الشخص للمواقف بحيث يواجهها بنفسه، بشكل تدريجي مع استخدام تقنيات معينة.
أما العلاج الدوائي فيكون عبارة عن مجموعة من الأدوية وظيفتها السيطرة على أعراض القلق الواضحة التي تظهر لدى الشخص، ومضادات للاكتئاب حتى تعدل التوازن عند الشخص، وحاسرات البيتا وهي تساعد على تخفيف الأعراض الفيزيولوجية التي يعاني منها الشخص عند موقف معين.
وشدد الدكتور “ماجد فهيم” اختصاصي بالأمراض النفسية في ختام لقائه، بأنه يجب على المريض الالتزام بجلسات العلاج النفسي، وعدم التعامل مع الأدوية بشكل عشوائي، والعيش قدر الإمكان حياة صحية، مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم، الاهتمام بالأكل الصحي، استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل، لأنها تساعد على تخفيف الأعراض.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملا: