فيلم ــ مرحبا ــ الفرنسي .. قصة مهاجر كوردي

يعيش بلال الشاب الكوردي منذ ثلاثة أشهر في حالة من الهرب، ففي وطنه العراق تسود الحرب، ولكن ذلك ليس السبب الوحيد الذي دفع هذا الشاب الكوردي البالغ من العمر 17 عاما إلى محاولة الهجرة إلى إنجلترا مهما كان الثمن. فقد كانت رغبته في الالتحاق بخطيبته، التي هاجرت مع والديها إلى لندن، الدافع الكبير وراء رغبته في الهجرة إلى بريطانيا خلسة. ولأنه يفتقد إلى الأوراق الضرورية وتأشيرة سفر فهو في حاجة ماسة إلى مساعدة المهربين.
وبرغم من تمكنه من توفير المال الضروري للهجرة خلسة إلى أوروبا، إلا أن خطته للسفر إلى بريطانيا باءت بالفشل، فقد ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه، حينما كان يحاول العبور إلى بريطانيا من الساحل الشمالي الفرنسي. وإذا به يجد نفسه محاصراً مع عدد لا يحصى من المهاجرين السريين في مدينة كاليه الفرنسية.
لكن بلال لم يبق مكتوف الأيدي، بل قرر عبور القنال الانجليزي سباحة، مخاطراً بذلك بحياته. ولهذا الغرض لجأ بلال إلى سيمون، وهو مدرب سباحة فرنسي في أحد مسابح مدينة كاليه وبطل سابق في هذه الرياضة، لكي يعطيه دروسا في السباحة. وبعد تردد في البداية، إذا بسيمون، الذي يواجه بدوره مشاكل مع زوجته، يوافق على تعليم الشاب العراقي السباحة. وبمرور الوقت تنشأ بين الطرفين قصة صداقة تتسبب في تعرض سيمون لمتاعب.
انها احداث فيلم فرنسى بعنوان (مرحبا ــ ويلكم ) والذي يصور حياة المهاجريين السريين وخاصة المهاجر الكوردى ، والفيلم من اخراج المخرج الفرنسى فيليب  ليوريه  ، حيث ينتقد الفيلم سياسة الهجرة فى فرنسا وقد عرض الفيلم في البرلمان الفرنسى، وتصور أحداث الفيلم تطور المشاعر الإنسانية بين شخصين، والتي بدأت بمجرد رغبة في المساعدة وتحولت إلى إعجاب بعزيمة بلال، الذي يخاطر بحياته من أجل المرأة التي يحبها.
ومن جهة أخرى يوضح الفيلم كيف يمكن للعلاقات الزوجية أن تفشل رغم أنها لا تواجه أي صعوبات كتلك التي يواجهها بلال وخطيبته.
فيما يتقمص الممثل العصامي والمهاجر فيرات أيفيردي، دور الشاب الكوردي بلال، وكأنه يلعب دور حياته، خاصة وأن مصير بلال يصور في الواقع محاولات الكثير من المهاجرين السريين، الذين يخاطرون بحياتهم لعبور القنال الأنجليزي رغم شدة التيارات المائية ودرجات الحرارة المنخفضة.
ويعد فيلم ‘مرحبا’ أفضل مثال على أنه بإمكان السينما أن تساهم في إحداث تغييرات. فقد عرض الفيلم أمام البرلمان الفرنسي بعد أن كان استقطب أكثر من مليون متفرج إلى دور السينما في فرنسا. وساهم هذا النجاح في دفع الكثير من السياسيين الفرنسيين كي يفكروا في تغيير القانون، الذي يجرم كل من يساعد المهاجرين واللاجئين السريين .
تاريخ اصدار الفيلم: ١١ مارس، ٢٠٠٩ (فرنسا)
مدة التشغيل: ١١٦ من الدقائق
الموسيقى من تأليف: Nicola Piovani، Wojciech Kilar، أرماند أمار
فيلم رومانسي، درامي
الترشيحات: جائزة سيزر لأفضل فيلم، جائزة سيزر لأفضل ممثل ، جائزة افضل فيلم في مهرجان الاسكندرية السينمائي 2010

باسنيوز