يتكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، ويتخلص الجهاز البولي من الفضلات الموجودة داخل الجسم عن طريق البول، وتقع الكليتان ناحية مؤخرة الجزء العلوي للبطن، وتعملان على استخلاص الفضلات والسوائل من الدم وإنتاج البول.
وأوضح الدكتور “ماهر الطحلو” اختصاصي بجراحة الأطفال خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأنه توجد حالات كثيرة للجراحة البولية، وأكثر الحالات شيوعاً هي: “تضيق الوصل الحويضي الحالبي” ويقع عند بداية الكلية ويعتبر هذا (التضيق) تشوه خلقي، وله درجات “خفيفة، متوسطة، وشديدة”.
وأضاف: وعند وجود “التضيق” يحدث انسداد بالحالب ولا يسمح للبول بالنزول، فيجتمع في الكلية ويؤدي إلى توسعها، وتوجد ضمن البول مركبات كيميائية تؤذي الكلية، وتحدث إنتانات بولية، مما يؤدي إلى تراجع وظيفة الكلية، مشيراً إلى أن كل كلية تعمل بنسبة 50% وعند تراجعها في وظيفتها تدريجياً إلى 0% يضطر الطبيب إلى استئصال الكلية.
وتبدأ تشخيص هذه الحالة قبل الولادة، أثناء الحياة الجنينية، من خلال مراجعة الأم لطبيبة نسائية وتشخيصها بالإيكو، وملاحظة ما إذا كان هناك توسع للكلية أم لا، فإذا لاحظت الطبيبة توسعاً في الكلية، يتم التحول مباشرة إلى طبيب جراحة الأطفال، ويحتاج الطفل لمتابعة ما بعد الولادة، مضيفاً بأن التشخيص المبكر هو أساس العلاج، وكلما تأخرت كانت النتائج أسوأ.
وبعد الولادة تنتظر الأم أسبوعين، ويشخص الطفل بالإيكو مرة أخرى، وتوجد هناك تصوير يسمى “ومضان الكلية”، وهذه الصورة لها وظيفتان: أولها؛ التأكد من وجود الانسداد بنسبة 100%، وثانياً التأكد من وظيفة الكلية ونسبة عمل هذه الكلية، فإذا كانت هناك مشكلة وتراجع في وظيفتها، وكانت إحداهما تعمل بنسبة 70%، والأخرى تعمل بنسبة 30% فالأولى تحمل أكثر من طاقتها والثانية تتراجع.
بالنسبة للعلاج هناك درجات خفيفة، متوسطة وشديدة، ويعتمد الطبيب في العلاج حسب الدرجة، فإذا كانت درجة التضيق خفيفة، ووظيفة الكلية كانت قرابة 35% وما فوق تُعتبر مقبولة ويبقى تحت المراقبة لاحتمال تراجع هذا التضيق وتوسعه عند نمو الطفل وتزول المشكلة، وإذا كانت تحت 35% فهناك تراجع في وظيفة الكلية، ويحتاج للمراجعة والتقييم كل ستة أشهر، فإذا تراجعت وظيفة الكلية يتوجب المداخلة بشكل مباشر.
ويبقى الطفل تحت المراقبة حتى سن التاسعة والعاشرة، ويحتاج للجراحة في حال لم يتحسن، أما في الدرجات الشديدة تتراجع وظيفة الكلية لـ “15ـ20% ويحتاج للتدخل بشكل مباشر وسريع للمحافظة على وظيفة الكلية، ويتم عبر العملية الجراحية وهي سهلة، ويتم قص منطقة التضيق والدخول للكلية، وربط المنطقة قبل التضيق وما بعدها ليعود عمل الكلية إلى طبيعتها، وهناك متابعة ما بعد الجراحة للتأكد من وجود تحسن في الكلية.
وقال الدكتور بأن أعراضه تكون أحياناً عبارة عن ارتفاع الحرارة، فإذا كان الطبيب لم يكن متوجها بشكل جيد وعلمي يضيع التشخيص ويتأخر العلاج وقد يصل إلى استئصال الكلية.
مضيفاً بأن الأعراض تكون عامة ومخادعة لذلك عند التشخيص وارتفاع الحرارة يجب معرفة السبب، ولا يجوز المعالجة بشكل عشوائي، ويجب مراقبة الطفل جيداً أثناء الحمل، من أجل اختصار المعالجة والمحافظة على كلية الطفل.
أما “الجذر المثاني الحالبي”، فالمقصود فيه هو رجوع البول من المثانة إلى الكلية، والسبب أن مكان دخول الحالب إلى المثانة يشبه “الصمام” ويغلق هذا الصمام، عند امتلاء المثانة، حتى لا يعود البول إلى الكلية، ولذلك يوجد بعض الأطفال الصمام عندهم غير فعال، وعندما تمتلئ يعود البول من المثانة إلى الكلية مما يؤدي إلى فقدان الكلية لوظيفتها.
والأعراض أيضاً تكون مخادعة، ويمكن أن تكون عبارة عن ارتفاع الحرارة فقط، أو نقص في الوزن، لذلك يجب التشخيص جيداً ومعرفة السبب لمعالجته بشكل صحيح.
والتشخيص يكون عبر تصوير المثانة “بالطريقة الراجعة”، حيث يتم إدخال قثطرة للمثانة وحقنها بمادة (ظليلة) وتصويرها، فإذا كان الصمام غير فعال، يخرج البول إلى الكلية، وبحسب الدرجة الشعاعية لهذه المادة الظليلة تظهر عبر الأشعة نسبة خروج البول إلى الكلية، ولها خمس درجات، فإذا خرج البول إلى نصف الحالب تسمى درجة أولى، وإذا وصل للحويضة يعتبر درجة ثانية وهكذا..
وأكد الدكتور بأن موضوع معرفة الدرجات مهم جداً للطبيب من أجل العلاج، ففي الدرجات الخفيفة، (الأولى والثانية والثالثة)، تكون وظيفة الكلية جيدة، ويبقى الطفل تحت المراقبة، أما بالنسبة للدرجات الشديدة “الرابعة والخامسة” فالعلاج يكون “جراحي”.
وفي ختام لقائه قدم الدكتور “ماهر الطحلو” اختصاصي بجراحة الأطفال جملة من التوصيات؛ أهمها: التشخيص المبكر عبر الإيكو أثناء الحمل، عدم التعامل مع الأعراض بشكل بسيط، ومراجعة الطبيب بعد الولادة وتشخيص الطفل.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط اللقاء كاملا: