تتسبب تداعيات ظاهرة تغير المناخ في تزايد وتيرة موجات الجفاف التي تعصف ببلدان الشرق الأوسط وخاصة سوريا والعراق، بسبب جفاف مساحات شاسعة من نهري دجلة والفرات، وأدى ذلك إلى انخفاض توليد الطاقة الكهرومائية.
وبحسب تقرير لشبكة إسناد الطقس العالمية فإن الجفاف الذي وقع بين عامي 2020 و2023 في حوض نهر دجلة كان “ثاني أسوأ جفاف مسجل”، ويلقى خبراء باللائمة في ذلك على ظاهرتي تغير المناخ والنينيو.
ومع توقع تفاقم ظاهرة الإجهاد المائي بسبب تزايد تداعيات الاحتباس الحراري، فإن نُظم الري وإمدادات المياه العذبة سوف تواجه المزيد من الأزمات، فيما يمتد ذلك إلى انخفاض في توليد الطاقة الكهرومائية التي تعد مصدراً حيوياً منخفض الكربون للطاقة بفضل اعتمادها على سدود الأنهار.
ووفقاً لما ذكره “بنيامين بأول”، رئيس برنامج دبلوماسية المناخ والأمن بمركز “أديلفي” الألماني للأبحاث، فأن البلدان الواقعة على طول نهري (دجلة والفرات) باتت تعاني من أزمات في الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية بسبب موجات الجفاف المستمرة وزيادة التنافس على موارد المياه الضئيلة، وأصبحت مؤخراً “واحدا من أسرع المناطق جفافا على وجه الأرض”.
يُشار إلى أن الباحث العراقي في جامعة الكتاب العراقية، سمير الجبوري، قد ذكر في دراسة أُجريت عام 2019 أن تدفقات مياه الأنهار قد انخفضت بسبب ما تقوم به دول المنبع مثل تركيا بحجب المياه لتلبية احتياجاتها من الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية.
من جانبها، قالت “نعمة شريف”، خبيرة إدارة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تقيم حاليا في ألمانيا، إن بعض مناطق سوريا والعراق “باتت جافة بشكل كامل”، محذرة من أن تفاقم الجفاف سيؤدي إلى نزوح جماعي من قبل المجتمعات التي تعتمد على الزراعة.
ودقت الباحثة ناقوس الخطر بأن المياه سوف تكون “وراء الحروب المستقبلية. هذه قضية سياسية في المقام الأول”.
المصدر: DW