يُعرف التشوه الخلقي بأنه شذوذ وظيفي أو بنيوي يتطور أثناء الحياة داخل الرحم، أي بين الحمل والولادة، ويتم تحديد التشوه الخلقي قبل الولادة أو عند الولادة أو لاحقاً في مرحلة الطفولة، ويمكن أن تكون بعض الحالات الشاذة خفيفة أو شديدة، وبعضها مهددة للحياة.
وأوضح الدكتور “فرهاد حمي” اختصاصي جراحة الأطفال، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” بأن أشيع التشوهات الخلقية عند الأطفال هي تشوهات الجهاز البولي، والفتق الأربي، الخصية الهاجرة، الإحليل التحتي والتشوهات الحشوية والصدرية، التشوه الوجهي مثل شفة الأرنبة، انشقاق شراع الحنك، تشوه صيوان الأذن ويسمى بالأذن “الخفاشية”، والقيلة السحائية وتشوهات الأطراف مثل انعدام عظم الكعبرة وأحياناً يحدث التشوه نتيجة الوضعية الجنينية داخل الرحم، ويكون العلاج أما جراحي أو فيزيائي.
وقال الدكتور “حمي” إن تشخيص التشوهات الخلقية يبدأ عند الأطفال حديثي الولادة من عمر اليوم لـ 28 يوماً، وأيضاً قبل الولادة أثناء الحمل بالإيكو مثل انشقاق جدار البطن، شفة الأرنبة، القيلة السحائية، وغيرها يمكن تشخيصها في الأسبوع 20 – 24 من الحمل، وبعض التشوهات لا يمكن تشخيصها خلال الحياة الجنينية ولكن يمكن التوجّه لها، مثل رتق المري الذي لا يمكن تشخيصه في الحياة الجنينية عن طريق جهاز الإيكو.
وأضاف: توجد بعض التشوهات بعد الولادة ظاهرة للعيان مثل شفة الأرنبة، انشقاق جدار البطن، الإحليل التحتي، الخصية الهاجرة، وتوجد تشوهات غير واضحة للعين كالتشوه في الصدر مثل رتق المري، وتوجد تشوهات مثل التشظي الرئوي، النفاخ الخلقي، الكيسات الجرابية، تصنف ضمن تشوهات غير قابلة للتشخيص بالنسبة للأهل ولا يستطيعون معرفتها، وأشيع الأعراض تكون إقياء تعب أثناء التنفس.
وأشار الدكتور إلى أن إجراء أي عملية للطفل حديث الولادة لا يخلو من الخطورة أثناء التخدير، فالأطفال الذين لديهم تشوهات قلبية أو قصور كلوي لديهم خطورة أكبر في إجراء العمليات، وكذلك أي طفل وزنه أقل من 2 كيلو تكون خطورة التخدير عنده عالية، والعمليات الكبيرة مثل الفتق الحجابي تكون الحالة (إسعافية) ويفضل إجراء العمل الجراحي، كما أن الوزن يلعب دوراً كبيراً في إنجاح العملية.
وأما من الناحية التخديرية، فالوزن عند المصاب بـ “رتوق المري” يجب أن يكون أكثر من ألفي غرام، أي أكبر من كيلوين، ويجب ألا يكون هناك تشوهات قلبية عند الطفل، كما أن للرتوق أنماط وهي التي تحدد نوعية ودرجة الخطورة وماهيّة العمل الجراحي الذي سيتم إجراؤه.
وأيضاً وجود تشوه في القلب ينزل نسبة البقاء على قيد الحياة إلى 73%، وتشوه القلب مع نقص الوزن ـ أقل من ألفين ـ فهذان العاملان يخفضان نسبة البقاء إلى أقل من 50 ـ 40% وهذه العوامل تؤثر كثيراً على العمل الجراحي.
وعند وجود رتق في الشرج تكون الجراحة إسعافية، وتساعد العملية لتأمين سبيل هضمي للطفل، وبحسب أنماطه إما يتم تصنيع شرج “إن أمكن”، أو إذا كان حجمه صغيراً ووزنه قليل فيتم فتح شرج مضاد للطبيعة، ويتم تصنيع شرج للطفل بعمر 3 أشهر، وبعد تصنيع الشرج يتم إغلاق المضاد للطبيعة، وذلك بحسب كل تشوه والتدبير فيه.
وأوضح الدكتور بأن تجهيز الطفل للعمل الجراحي يتطلب تعاون كادر طبي كامل، والذي يتألف من طبيب التخدير الذي يُقَيّم حالة الطفل قبل العمل الجراحي، لمعرفة نسبة الخطورة، وطبيب الأطفال يُشرف على العملية وعمل الأدوية والمتابعة ما بعد العمل الجراحي والفحص السريري بشكل كامل، بينما دور الطبيب الجراح ينتهي حسب نمط العمل الجراحي.
وقدّم الدكتور “فرهاد حمي” اختصاصي جراحة الأطفال، في ختام لقائه عدة نصائح ولا سيما للآباء الذين يتخوفون من التخدير عند الأطفال حديثي الولادة، ونتيجة للتأخير في المعالجة، يصل الطفل إلى حالة سيئة ما يجعل الطبيب مضطراً للدخول إلى العمل الجراحي مباشرة، وتزداد الخطورة في هذه الحالة، لذلك ينصح الآباء بالكشف على الطفل في المراحل المبكرة وخضوعه للعلاج، وأي طفل يُخلق في بيئة نائية يُفضل تقييمه من قبل الطبيب لوجود بعض الآفات التي لا تظهر في الأيام الأولى من الولادة، كما توجد حالات لا تظهر إلا بعد سنة من ولادة الطفل.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: