قالت الدكتورة “حنان حسن بلخي”، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن الأمراض المزمنة مسؤولة عما يقرب من 75% من إجمالي الوفيات في جميع أنحاء سوريا.
وأضافت بأن العامين الماضيين شهدا بلاغات متواصلة عن تفشي الكوليرا، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، والحصبة، والقمل، والجرب في جميع أنحاء البلاد، نتيجة لمحدودية فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي السليم.
وأوضحت بأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي يتدهور بوتيرة سريعة، الأمر الذي يعزى إلى استمرار حالة انعدام الأمن، وتغير المناخ، والمخاطر البيئية، والنزوح، والفقر، وانعدام الأمن الغذائي، وهذه العوامل لها تأثير مباشر في مَواطن الضعف في مجال الصحة على مستوى البلد ككل.
وأعربت “بلخي” عن مخاوفها خلال زيارتها إلى سوريا من تضاعف معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث تضاعفت 3 مرات على مدى السنوات الأربع الماضية، وزاد عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم في 5 محافظات، مع الإشارة إلى أن بعض المناطق تعاني مستويات كارثية نتيجة لتزايد الفقر في جميع أنحاء البلاد”.
أما النظام الصحي فهو بالغ الهشاشة؛ ويتجلى ذلك في أن 65 % فقط من المستشفيات و 62 % من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بكامل طاقتها، فضلاً عن النقص الشديد في الأدوية الأساسية والمعدات الطبية، ويظل العامل الأخطر والأشد إثارةً للقلق ” مغادرة نصف القوى العاملة الصحية من البلاد”.
وقالت “بلخي”: “على الرغم من التعاون الوثيق بين منظمة الصحة العالمية والشركاء من أجل إعادة توفير الخدمات وإعادة تأهيل المرافق الصحية، فإن فرص الحصول على الرعاية الصحية تظل محدودة، ويتعين علينا أحيانًا اتخاذ قرارات صعبة بتخفيض مستوى العمليات أو تقليصها بشكل كبير بسبب عدم كفاية الموارد، ومن ذلك مثلاً الإحالات إلى مستشفيات الطوارئ من مخيمات تأوي نازحين في شمال وشرق سوريا”.