يُعرف العُقم بعدم القدرة على الحمل بعد مرور سنة أو أكثر على الزواج، دون اتباع أي طريقة من طرق منع الحمل المختلفة، وتعد من المشكلات الصحية الشائعة يعود سببها إلى اضطرابات يعاني منها أحد الزوجين.
وأوضح الدكتور “فواز حاج إبراهيم” اختصاصي بأمراض النساء وجراحتها، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” بأنه حسب الإحصائيات الموثقة توجد قرابة مئة مليون حالة مصابة بالعقم حول العالم، إضافة إلى حالات الإسقاط، و 50% من أسبابها مجهولة، وتنسب ثلث حالات العقم إلى مشكلات صحية عند المرأة، والثلث الثاني إلى مشكلات عند الرجل، ويعود سبب المشكلة عند السيدة إلى المبيضين بنسبة40% تقريباً، في حال ظهرت اضطرابات الدورة الشهرية من 3 ـ 4 أشهر.
كما تلعب الحالة النفسية دوراً في تأخّر الحمل، إضافة إلى التهابات البوقين إذا تُركت دون علاج فمن الممكن أن يُسبب العقم؛ لأن الالتهاب في العادة يُصيب القناتين وليس قناة واحدة، ومع الوقت يمكن أن يُسبب ضرراً في الأنابيب (قناتَي فالوب)؛ فلا تستطيع البويضة الالتقاء مع الحيوان المنوي فيه، وبالتالي لا يحدث الحمل.
وقال الدكتور “إبراهيم” إن داء بطانة الرحم المهاجرة تصاب 1% من النساء اللواتي يتلقين العلاج، وبنسبة 20% للنساء اللواتي لم يخضعن للعلاج، وهي حالة مرضية مؤلمة غالباً ما ينمو فيها النسيج الذي يُشبه البطانة الداخلية للرحم خارج الرحم، وغالباً ما تؤثر في المِبيَضين وقناتي فالوب والنسيج الذي يُبطِّن الحوض.
ويُشاع إن التصاقات البطن سببه يعود إلى العمليات الجراحية، أو الإصابة بالزائدة الدودية، لكن المسبب الرئيسي يعود إلى التهاب في عنق الرحم.
وأضاف الدكتور بأن المرأة أحياناً بعد الإنجاب الأول تتوقف عن الحمل، مشيراً إلى أن النطاف قد يكون السبب، كما أن الإنتانات لها دور في ذلك وقد يعود سبب الإصابة إلى التلوث في أَسرّة المشافي عند إجراء عملية ولادة ويكون الجرح مفتوحاً مما يتسبب في نقل الجراثيم، أو عن طريق تلوث الحمام، أو انتقال الجراثيم عند تركيب القثطرة البولية، بينما يكون 2% فقط سببه النطاف.
وتلعب قناة فالوب دور الوسيط الموصّل بين المبيضين اللّذين ينتجان البويضات، وبين الرحم الذي يفترض أن يستقبل البويضة المُخصبة، ومن الممكن أن يحصل الانسداد عند التعرض لعدوى أو حمل منتبذ في القناة نفسها، أو عمليات جراحية تم إجراؤها هناك وتسببت ببعض الالتصاقات.
وتحتاج المرأة لمعالجة الغدة، وتعويض المعادن والفيتامينات في الجسم ولا سيما فيتامين (D)، واتّباع نظام غذائي صحي، ومعالجة فرط نشاط الغدة أو قصورها، وضبط هرمون البرولاكتين “هرمون الحليب” في الجسم لأن ارتفاعه يؤدي إلى توقف أو اضطراب التبويض لدى المرأة المصابة، ويُعيق نمو الجُرَيْبات في المَبيضَيْن ويمنع حدوث الحمل، لذلك تحتاج السيدة للعلاج للسماح بوصول المستقبلات للمبيضين، كما أن قصور الغدة يرفع من هرمون البرولاكتين، وتحتاج إلى معالجة الغدة، وممارسة الرياضة لأن الوزن الزائد يؤثر بشكل ملموس على انتظام عملية الإباضة.
كما ينصح الرجال بالحركة خاصة الذين يقضون أوقات جلوس طويلة، والامتناع عن التدخين لاحتوائه على المواد الكيماوية، كما أنه يلعب دوراً في تشويه الصبغيات في النطاف وتنتهي غالباً بالإسقاط، إضافة إلى أن النوم ضروري جداً لصحة الجسم بشكل عام ويؤثر على الهرمونات.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: