يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة، المُحدَّد من قبل الأمم المتحدة في اليوم الثالث من شهر مايو كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على واقع هذه الحرية والتحديات التي تواجهها وتقوضها، وفرصة لتقديم جردة حساب سنوية للانتهاكات التي تعرض لها الجسم الإعلامي والصحفيون حول العالم، ما من شأنه أن يقدم صورة عن المخاطر والاستحقاقات التي تهدد واحدة من أبرز مقومات الديمقراطية حول العالم.
وتبدو الحرية الصحفية في عام 2024 مُهدَّدة أكثر من أي وقت مضى، بحسب المؤشرات والتقارير الصادرة عن الجهات المختصة بهذا الشأن، والأكثر تأثراً بالتطورات التي يشهدها العالم، لاسيما الحروب العسكرية والصراعات السياسية.
وبحسب المؤشر العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” سنوياً، والذي صدر الجمعة، 3 مايو 2024، كان المؤشر السياسي، وهو واحد من المؤشرات الخمسة المستخدمة لتجميع تصنيف الدول، الأكثر تراجعاً.
وسجل المؤشر السياسي متوسط انخفاض عالمي قدره 7.6 نقاط، وهو ما يشير إلى أن “الصحافة وخطوط التحرير التابعة للوسائل الإعلامية تقبع تحت الضغط السياسي بما يفوق السنوات الماضية”، وفق ما يؤكده مسؤول مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، جوناثان داغر، في حديثه لموقع “الحرة”.
وشهدت معظم دول العالم تراجعاً في النقاط على المؤشر، احتلت النرويج المرتبة الأولى عالمياً رغم تراجعها، بينما تراجعت إيرلندا للمرتبة الثامنة بعدما كانت في الطليعة العام الماضي، وحلت في المرتبة الثانية الدنمارك تليها السويد في المرتبة الثالثة.
وبينما كانت فيتنام والصين وكوريا الشمالية في ذيل قائمة الدول لعام 2023، احتلت مكانها ثلاث دول جديدة هي أفغانستان وسوريا في المرتبة ما قبل الأخيرة بعد تراجعها أربع مراتب، وإريتريا في آخر القائمة، ووصف التصنيف سوريا واريتيريا كمنطقتين خارجتين عن القانون بالنسبة لوسائل الإعلام.
وبالرغم من أن سوريا تعد من أخطر الدول على الصحفيين حول العالم، إلا أن ذلك لا يمنع دولا أخرى، مثل لبنان والأردن وتركيا، من ترحيل صحفيين إليها، حيث يواجه الصحفيون من بين اللاجئين السوريين، بحسب داغر، مشاكل كثيرة من ملاحقات واعتقالات وتهديدات بالترحيل، في حين يواجهون بترحيلهم خطر الموت أو التعذيب أو الاخفاء القسري والاعتقال، بحسب التقرير.