يُعرف الصداع العنقودي بأنه اضطراب عصبي يتم تمييزه من خلال حدوث صداع قوي ومتكرر على جانب واحد من الرأس، ونمطياً حول العين أو المنطقة المحيطة به، وهو مؤلم للغاية، وعادة ما يحدث في فترات من النوبات المتكررة، يُطلق عليها اسم الفترات العنقودية.
وأوضح الدكتور “صريح درويش” اختصاصي بالأمراض العصبية خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن أي ألم في الرأس نسميه صداع ونسبة الانتشار واسعة جداً، حيث يشتكي قرابة 3 مليار إنسان في العالم سنوياً وبمختلف الأعمار من الصداع، و 1,8 مليار منهم يعاني من صداع توتري و 1,04 مليار منهم يعاني من الإصابة بالشقيقة، والنسبة الباقية تتوزع على الصداعات الأخرى، مثل الصداع البدئي والعضوي والعنقودي وغيرها.
وقال إن هناك قسمين للصداع، وهما “الصداع البدئي والصداع الثانوي”، والصداع البدئي هو المنتشر بشكل كبير مثل “الصداع التوتري، الشقيقة، العنقودي، صداع نصف الوجه..”، والثانوي هو الناتج عن مرض ما، كوجود كتلة في الدماغ، الروماتيزم، الحمّى التيفية، التهاب الجيوب، التهاب الأوعية”.
وسمي الصداع العنقودي بهذا الاسم، لتكراره في اليوم أكثر من مرة، ويعرف المريض إصابته بهذا النوع من خلال: “ظهور ألم نصفي في الرأس، التعرض لخمس نوبات على الأقل في اليوم، يرافقه احتقان الملتحمة، انسداد وتوزم بالجفن، احتقان الأنف، تعرّق”، وتتراوح مدة الهجمة أو النوبة من ربع ساعة لنصف ساعة، ووسطياً من 45 دقيقة لساعة ونصف، لافتاً إلى احتمال تعرض المريض كل يومين لهجمة أو تعرضه في اليوم الواحد لثماني هجمات، ويسمى هذا النوع أيضاً بالصداع “الانتحاري” لشدة تعرض الشخص لنوبات الصداع، وتفكيره في الانتحار.
وأشار الدكتور إلى وجود صعوبة في تشخيص المرض، حيث أن المريض قد لا يكتشف المرض إلا بعد عشر سنوات، لافتاً إلى أن الشقيقة غالباً ما تكون ثنائية الجانب، أما الصداع فهو حصراً أحادي الجانب، كما يميز الشقيقة الإقياء والغثيان، وهذه الأعراض لا ترافق مريض الصداع كما أن النوم راحة لمريض الشقيقة أما الصداع فيوقظ المريض من النوم، ويصيب الصداع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من عشرين إلى خمسين سنة، وقد يُصيب الأطفال أيضاً.
وقال الدكتور إن سبب الإصابة بالصداع هو اضطراب في الدماغ، أما أبرز العوامل المؤهّبة للصداع فهي التدخين، الوراثة، والكحول الذي يلعب دوراً في تحريض الهجمة.
وأضاف بأن التشخيص يكون عن طريق القصة السريرية وتصوير الأشعة والرنين المغناطيسي وهو يفوق الطبقي المحوري، وقد يحتاج للتحاليل الدموية.
ويكون العلاج على نوعين: أحدهما فموي لإجهاض الهجمة، وقد يُستخدم الكورتيزون أيضاً لمدة أربعة أيام تقريباً، وتوجد خيارات أخرى للعلاج إلا أنها غير متوفرة في المنطقة، كما توجد علاجات وقائية لعدم تكرار الصداع وتستخدم لفترات طويلة قرابة السنتين ـ أو ثلاث سنوات، للتأكيد على عدم عودة الهجمات.
وقدّم الدكتور “صريح درويش” اختصاصي بالأمراض العصبية في ختام لقائه عدة نصائح، أهمها: التقيد بقواعد السلامة واتباع نظام صحي، الابتعاد عن التدخين، عدم إهمال المرض عند ظهوره حتى لا يصل إلى حالات متطورة، وعدم الإفراط في استخدام المسكنات (السيتامول) عند الشعور بالصداع.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: