انتهت اليوم, وفي أجواء كرنفاليّة, وبحضور جمهور غفير من الكتّاب والشعراء والسياسيّين والمهتمين بالشأن الثقافي العام فعاليات مهرجان القصّة الكرديّة الأول في قاعة ” سوبارتو ” بالقامشلي والذي كان قد دعا إليه في وقت سابق اتحاد الكتاب الكرد – سوريا.
وقد تضمّن حفل الختام الذي نظّمه اتحاد الكتاب الكرد – سوريا, كلمة رئيس الاتحاد, كلمة عالم الآثار سليمان إلياس, وبعض المقاطع الموسيقيّة, إضافة إلى فقرة إعلان اسم القصّة الفائزة وتسليم الجائزة للقاصّ الفائز.
أدار أمسية اليوم الأخير من المهرجان الأستاذ أحمد بافي آلان, حيث افتتحها بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, ثم ألقى رئيس اتحاد الكتاب الكرد – سوريا الأستاذ دلاور زنكي كلمة نوّه فيها إلى أهميّة مثل هذه الخطوة الفريدة في تاريخ الأدب الكرديّ في عموم كردستان حيث قال:
” لقد كان اسبوع مهرجان القصّة الكرديّة ناجحاً بكل المعايير والفضل يعود إليكم, أنتم محبّي الأدب واللغة الكرديّين, وكان مهرجاننا هذا محطّ تقدير واحترام أغلب المؤسسات والمراكز الأدبيّة في عموم كردستان”.
وعرض رئيس الاتحاد مجمل نشاطات الأسبوع قائلاً: “طبعاً لكل نشاط أو مهرجان نتائج وعبر, ومن خلال مهرجاننا استطعنا أن نؤكد للآخر الذي يستصغر لغته, أنه بوسعنا الكتابة بلغتنا الأم. كانت لدينا هيئة قيّمت الأعمال القصصيّة التي قـُرأت, لقد قرأوا القصص قبل المهرجان, ثم استمعوا لها في المهرجان, ثم ناقشوها بأسلوب علميّ مبني على أسس بناء القصّة السليمة, بعدها توصّلوا إلى نتيجة لاختيار القصّة الفائزة, بعدها أطلعتنا تلك الهيئة على النتائج “.
وتابع زنكي ” لقد قـُرأتْ قصصاً كثيرة, وهي موضع تقدير وافتخار من الجميع. لقد اعتمدت اللجنة على أمور كثيرة في اختيار القصّة الفائزة, ولم يغفل عن اللجنة حتى جلسة القاصّ, حركة يديه, والنظر إلى الجمهور, أما الشروط الأساسيّة كرؤية القصّة, الموضوع, اللغة, الأبطال, البناء, الأسلوب الفنيّ, المكان, الزمان, والحوار فقد توقـّفت هيئة التحكيم أمامها مطوّلاً”.
ثمّ شرح رئيس الاتحاد هذه المقاييس بشكل تفصيلي للحضور, وكيف اختيرت القصّة الفائزة بموجبها. بعدها سرد وبشكل مختصر القصص التي قرأت ومضامينها قائلاً: ” كانت قصص بعض الكتّاب عبارة عن وثائق تاريخيّة, بعضهم كانوا رواة, آخرون كانوا قاصّين, وعلى الأغلب كانوا كتـّاب مقالة, هناك من كتب القصّة القصيرة, وهناك من صبّ ثقله على المكان, بعضهم كتب قصّته على لسان الحيوانات دون أن يكون لها وظيفة. رؤية الكاتب كانت طاغية حيث كان بعضهم بطلاً لقصّته, بعض القصص استخدمت كلمات فجة, لا تفي بالمعنى المراد, وبعضها كانت خالية من المكان والحدث. أما أسلوب القراءة لدى معظمهم كان على نفس الوتيرة, وكأنه يقرأ المقالة. لكن ما حزّ في القلب, هو أن بعض الكتاب كانوا يفكّرون بالعربية ويكتبون بالكرديّة وهذا موضع ضعف لديهم”.
أخيراً, شكر الكاتب دلاور زنكي – باسم الاتحاد – قاعة جمعية سوبارتو للثقافة والفن التي احتضنت نشاطاتهم هذا الاسبوع, كما شكر جميع الحضور, ووسائل الإعلام, والمواقع الالكترونيّة, كما خصّ بالشكر هذا الجيل الجديد, محبّ اللغة والأدب الكردييْن.
بعد ذلك ألقى أحد محبّي اللغة الكرديّة, ومتابعي نشاطات الاتحاد, ومن المواظبين على حضور كافة النشاطات الأستاذ سليمان إلياس كلمة عبّر فيها عن شكره وامتنانه بهذه الخطوة المباركة, التي ستكون بداية لخطوات ومشاريع أدبية أكبر.
فرقة ” فرسو” بقيادة الفنان سعد فرسو قدّمت ومن أغاني الفنان الخالد محمد شيخو العديد من الأغاني التي اندمج معها الجمهور وصفقوا لها, كما شكر هو بدوره اتحاد الكتاب الكرد, فلولاهم – حسب رأيه- لما اجتمعنا اليوم سويّة في هذا المكان, لكنه اشتكى من ضيق المكان, وتمنّى أن تقام الدورة الثانية في مكان أكثر اتساعاً.
وقبل نهاية الحفل أعلن رئيس الاتحاد عن اسم القاص الفائز في هذا المهرجان, حيث طُلب من جميع الكتاب الذين قرأوا قصصهم الوقوف أمام الجمهور, بعدها أُعلِن عن اسم القاصّ الفائز, وهو عمران يوسف عن قصّته (koçberî) وتعني الهجرة, كما تمنى رئيس الاتحاد أن تصلهم في الدورة المقبلة قصص أقوى وأحلى من حيث التماسك والأسلوب, وأوضح أنه ربما لم تفلح هيئة التحكيم – في نظر البعض- في اختيار الفائز الحقيقي, لكن على الجميع تقبّل النتيجة بصدر رحب.
جميع من قرأوا قصصهم باركوا للكاتب عمران يوسف فوزه, وشكرهم هو بدوره على هذه الروح, وشكر القائمين على هذا المهرجان, كما أوضح أنه سعيد بالجائزة لسببين, أولهما بسبب فوزه بها, وثانيهما أنها مقدّمة له من اتحاد الكتاب الكرد.
وفي نهاية الحفل أهدى الشاعر أحمد بافي آلان نسخة من ديوانه وباكورة أعماله (Dikim û nakim têra te nakim) إلى القاص عمران يوسف بمناسبة فوزه بجائزة أفضل قاص, وتمنّى له المزيد من التقدّم والنجاح, وقد شكره القاص عمران وأبدى سعادته بهذه الهدية التي تعني له الكثير.
الجدير بالذكر أن مهرجان القصّة الكرديّة الذي كان اتحاد الكتاب الكرد – سوريا قد دعا له في وقت سابق, استمر ستّة أيام, قـُرأ فيه على مدار خمسة أيام عشرة قصص, بمستويات مختلفة.