يُعرف الوسواس القهري بأنه اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى غسل يديه بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس معينة بشكل متكرّر.
وأوضح الدكتور “محمود بدرخان” اختصاصي بالأمراض النفسية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأنه يظهر لدى المريض أفكار أو دوافع متكررة ومستمرة غير منطقية تسبب له الضيق والقلق، ويحاول المريض التخلص من هذه الهواجس بالقيام بالأفعال القهرية، أو تجاهلها من خلال إلهاء نفسه بأمور أخرى، وقد يعيش المريض في حالة من الانطوائية والعزلة بسبب هذه الأعراض.
وتكون الأعراض القهرية التي يفعلها المريض من أفعال وسلوكيات متكررة خفيفة بداية وذلك استجابة للأفكار الوسواسية، وتتطور بعد أشهر، ففي حالات الوسواس القهري الشديد قد يستمر المريض في تكرار السلوكيات طوال اليوم إلى درجة تعوقه من القيام بالمهام اليومية تماماً.
وأشار الدكتور إلى أن للوسواس القهري عدة أسباب أهمها، الوراثة في الدرجة الأولى، ثم البيئة المحيطة، حيث يمكن أن تلعب الظروف البيئية المحيطة والأزمات الشخصية دوراً في حدوث الوسواس القهري، مثل العاملين في المشافي نتيجة التعقيم المستمر.
ويكون التشخيص عبر معرفة القصة المرضية للمريض وطرح الأسئلة لمعرفة المدة الزمنية للمرض وشدة الأعراض، وغالباً أغلب الفئات التي تشتكي من الوسواس القهري تكون أعمارها ما بعد سن المراهقة وحتى 45 عاماً.
وقال الدكتور “بدرخان” إن العلاج يكون من خلال طريقتين: “علاج دوائي وعلاج سلوكي”، ويكون بحسب الأعراض ومدة الزمنية للحالة المصابة، وعند الإهمال يتحوّل إلى اكتئاب وتوتر وشعور الشخص بعدم الأريحية، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار في حال عدم تلقي العلاج.
وقدم الدكتور “محمود بدرخان” اختصاصي بالأمراض النفسية، في ختام لقائه نصائح أهمها :”عند ملاحظة سلوكيات غير طبيعية لدى أحد أفراد العائلة، يجب على العائلة الانتباه والمساعدة لإصلاح الخطأ، وفي حال تطورت الحالة يجب مراجعة طبيب أخصائي لمعالجة الحالة”.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط اللقاءكاملا: