تعد العين أحد أهم الأعضاء في الحواس الخمسة، وتُنقل 75 % من المعلومات للإنسان، وتنقسم الأمراض التي تصيب العين إلى عدة أنواع وبحسب كل فئة عمرية، كأمراض الشيخوخة، وهناك أمراض وراثية، وأمراض تُصيب العين تحت تأثير أمراض أخرى أو تحت تأثير الأدوية، إضافة إلى الأمراض الفصلية التي تصيب العينين.
وأوضح الدكتور “محمد مصطفى كُله خيري” اختصاصي بأمراض العيون وجراحتها، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن هناك أمراض تصيب الفئات العمرية، كالأطفال الذين يعانون من النقص في أحد العينين، بسبب وجود نقص عند أحد الأبوين، ويجب مراقبة الطفل ومعالجته، ومراجعة الطبيب كل سنة، وإذا أُهمِلت الحالة تتحول إلى كسل وظيفي حيث تكون العين سليمة ولكنها لا تستطيع الرؤية، لافتاً إلى أن العلاج في السنوات الأولى يكون أسهل، بينما في حالة الكسل الوظيفي لا تعود نسبة الرؤية كما كانت.
وفي فصل الربيع يظهر “الرمد الربيعي”، لدى الأشخاص الذين يعانون من تفاعلات تحسسية في العين، ويكون أعراضه على شكل تهيج واحمرار في العين، دمع و حكة، وفي هذه الحالة لا يجوز المعالجة في البيت أو شراء أدوية من الصيدليات، ويجب مراجعة الطبيب.
كما يعاني الكبار في السن من ضعف النظر، ولا يمكنهم رؤية الأشياء البعيدة أو القريبة جداً، بسبب ضعف وتراجع عضلات العين عما كانت في عمر الشباب، وفي هذه الحالة يُنصح الطبيب بوضع النظارة سواءً للتقريب أو التبعيد بحسب الحالة، ويسمى بـ “مدّ البصر الشيخوخي”.
وقال الدكتور “كُله خيري” إن مرض “الماء الأزرق أو الأسود ” يعد من الأمراض الوراثية الخطيرة، ويرجع سببه إلى ارتفاع ضغط العين، ويعاني المصاب في هذه الحالة من نقص النظر وألم، كما يسمى “الماء الأزرق” بـ “الموت الحنون”، لأنه يتسبب في الموت البطيء للعين، و المريض لا يشعر به إلا في المراحل المتقدمة، كما أن ارتفاع ضغط العين يتسبب في الضغط على العصب البصري، والعلاج في المراحل المبكرة يكون أسهل، ويكون عن طريق قطرات عينية والالتزام عليها دون انقطاع، وفي حال أُهمِل المرض قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
مضيفاً: إذا كانت هناك حالات في العائلة تعاني من ارتفاع ضغط العين، فيجب على الشخص مراجعة الطبيب في السنة مرة واحدة على الأقل.
ومن الأمراض التي تُصيب العين: النزف تحت “ملتحمة العين”، وذلك عندما تتمزق إحدى الأوعية الدموية الدقيقة تحت سطح العين الشفاف مباشرة، ويعود سببه إلى ارتفاع ضغط القلب بشكل مفاجئ، ويتم تحويله إلى طبيب القلبية للعلاج.
كما أن مرضى الغدة الدرقية معرضون للإصابة بالحَوَلْ، أو الجحوظ في العين، وتتسبب هذه الحالة ـ الجحوظ ـ في خروج العينين من محجر العين ، مما يعطي إحساساً بانتفاخ العينين، وعند خضوع المريض للعلاج تعود العين كما كانت.
وأشار الدكتور إلى أن “الماء البيضاء” أو ما يعرف أيضاً بـ “الساد” ويعود سببها إلى إهمال العين لمدة طويلة، وهي العتامة التي تصيب عدسة العين التي هي بطبيعتها شفافة وتوجد خلف القزحية، وعندما يتكون “الساد” فإن العدسة الطبيعية تبدأ بفقد شفافيتها تدريجياً وتصبح معتمه، ومن ثم تصبح الرؤية مشوشة وغير واضحة، وعلاجها جراحي عن طريق استئصال الماء البيضاء أو سحبها و زرع العدسة.
وفيما يخص انسداد القناة الدمعية، قال الدكتور إن انسداد القناة الدمعية تحدث عند الصغار والكبار، ويعود ذلك لعدة أسباب منها التهابات الجيوب وتسوس الأسنان والتي تنتقل مباشرة للعينين، أو بسبب إصابة، أو عدوى، أو ورم، ومعظم أسباب انسداد القناة الدمعية هي أسباب سليمة وقابلة للعلاج.
وختم الدكتور “محمد مصطفى كُله خيري” لقاءه بعدة نصائح، أهمها مراقبة الأطفال في السنوات الأولى، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي مشاكل في العين، واستشارته حتى في المرحلة الدراسية أو الحضانة، كما على الكبار مراجعة الطبيب مرة واحدة في السنة، وخاصة الأشخاص الذين لديهم إصابات في العائلة، أو الذين يعانون من الأمراض المزمنة “الضغط، السكري، أو أمراض عصبية”، والتقيد بتعليمات الطبيب الذين لديهم قطرات عينية دائمة، وعدم أخذ الأدوية بدون استشارة الطبيب، إضافة إلى الاهتمام بنظافة العدسات العينية، وعدم وضعها في العين لأكثر من 13 ساعة.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: