الحصان الأسود، مصطلح يلوح بالأفق قبل كل كأس عالم، حيث يتساءل الناس عن المنتخبات القادرة على لعب هذا الدور في البطولة الأهم في عالم كرة القدم.
تتصدر بلجيكا وكرواتيا وكولومبيا والأرجواي ترشحيات الجماهير للعب دور الحصان الأسود هذه المرة، وذلك بسبب النجوم والخطوط القوية التي يملكونها، وينتظر العالم ليرى أي منتخب قادر على تكرار ما فعلته منتخبات أخرى في الماضي مثل كوريا الجنوبية وتركيا اللذين لعبا نصف نهائي 2002، وبلغاريا والسويد حيث خاضا غمار نصف نهائي 1994.
بعيداً عن التحليلات الفنية، والمنتخبات المؤهلة للعب هذا الدور، نجيب في هذا التقرير عن سؤال “لماذا يسمى المنتخب المفاجأة بالحصان الأسود؟”.
مصطلح الحصان الأسود لا يملك أصولاً عربية، بل هو مترجم عن “Dark horse”، وأصل المصطلح بريطاني، حيث ظهر في أوائل القرن التاسع عشر، وخلال سباقات الأحصنة.
الحصان الأسود استخدم لأول مرة في التاريخ بشكل موثق عام 1831، حيث ذكره الكاتب والسياسي بنجامين دزرائيلي في رواية له كان عنوانها “الدوق الشاب”، وفي تلك الرواية يحدث سباق يفوز به حصان غير معروف، فيطلق عليه لقب الحصان الأسود رغم أن لونه أبيض في معظم الأحيان، الدوق الشاب لم يكن يعرف بأن هذا الحصان غير معروف، فراهن عليه برعونة بمبلغ كبير ليتفاجأ بالفوز في النهاية، وهو ما لم يتوقعه أحد غيره.
ولا علاقة لترجمة العربية لكلمة “أسود” بلون الحصان، حيث أن المصطلح الإنجليزي يرتبط أكثر بالغموض، فهم يستخدمون “Dark” وليس “Black”.
مصطلح الحصان الأسود اقتحم بعد تلك الرواية سباقات الخيول بقوة، وبات يطلق على الأحصنة غير المعروف أدائها ولا قدراتها، فيتجنب الناس الرهان عليها أو تشجيعها، لأنها أحصنة مغمورة ولا يمكن توقعها، وهي إن حققت إنجازاً مرة واحدة، لا تستطيع تكراره، فتكون بطلة للحظات فقط.
تطور مصطلح الحصان الأسود بعد ذلك في بريطانيا، ودخل عالم السياسة كتعريف عن المرشحين الذين يفوزون في الانتخابات بشكل مفاجىء، ثم أصبح يستخدم عن الدول التي تفاجىء العالم بنهوضها، فتم وصف الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وروسيا بهذا الاسم في الماضي.
الحصان الأسود لم يتوقف هناك، فدخل عالم الرياضة الفردية والجماعية، وعالم الفن حيث يتم وصف الفيلم الذي يحقق نجاحاً كبيراً في الإيرادات أو في سباقات الجوائز من دون توقعات بالحصان الأسود، حتى بات مفهوما عاماً عن أي شخص أو مجموعة أو شيء غير معروف، أو غير متوقع له النجاح، لكنه يحقق النجاح الكبير.