قوى الأمن الداخلي تعلن الانتهاء من المرحلة الثالثة من حملة الإنسانية والأمن في مُخيَّم الهول

أعلنت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي، الانتهاء من المرحلة الثالثة من حملة الإنسانية والأمن، التي أطلقتها في مخيم الهول، في السابع والعشرين من يناير / كانون الثاني المنصرم، وذلك بالمشاركة مع قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة  ووحدات حماية المرأة YPJ، وبدعم ومساندة من قوّات التَّحالف الدّوليّ.

وبحسب البيان الختامي للحملة، ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على 85 عنصراً من خلايا داعش إلى جانب تدمير مخابئ  وأنفاق والعثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة داخل المخيم، خلال المرحلة الثالثة من الحملة.

وجاء في البيان الختامي:

بداية نترحَّم على شُهدائنا “رباح الأحمد، يامن شدّاد، مُحمَّد السَّعيد وعبد السَّلام الأحمد” وجميع شُهدائنا الآخرين، الذين كانوا جزءاً مُهمّاً في عمليَّة “الإنسانيَّة والأمن” ضمن مُخيَّم الهول، حيث طالتهم يد غدر الاحتلال التُّركيّ الغاشم، الذي استهدفهم عبر طائرة مُسيَّرة أثناء ذهابهم في مَهمَّة لتأمين احتياجات ضروريّة لاستكمال عمليّة “الإنسانيَّة والأمن” في المُخيَّم.

انطلاقاً من واجباتنا الأمنيَّة والأخلاقيَّة والإنسانيَّة تجاه قاطني المُخيَّم، ونظراً للمعلومات التي تحصَّلنا عليها من خلال اعترافات بعض عناصر الخلايا الذين تَمَّ إلقاء القبض عليهم حول عمل خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ النّائمة، ومحاولاتها لتنظيم نفسها والاستفادة من انشغال القوّات العسكريّة والأمنيّة بالتصدّي لهجمات الاحتلال التُّركيّ والخلايا التَّخريبيَّة المرتبطة بالنِّظام السُّوريّ؛ أطلقت قوّاتنا، قوى الأمن الدّاخليّ وقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وبريادة وحدات حماية المرأة YPJ، وبدعم ومساندة من قوّات التَّحالف الدّوليّ، المرحلة الثّالثة من عمليّة “الإنسانيَّة والأمن” بتاريخ 27 يناير/ كانون الثّاني الماضي.

بدأت العمليَّة بوتيرة عالية وحسب الخُطَّة الموضوعة لها، فقد تَمَّ تمشيط وتفتيش كامل قطّاعات المُخيَّم، وتَمَّ العثور على الكثير من الأجهزة والمواد المُتفجّرة بما فيها الألغام والعبوات النّاسفة والأنفاق والأحزمة الناسفة، والقبض على العشرات من عناصر الخلايا الإرهابية والمتعاونين معهم.

إنَّ حجم وكميّات الأسلحة والذَّخائر والأحزمة النّاسفة والمتفجّرات والألغام المصنوعة يدويّاً، دليلٌ واضحٌ على عمل خلايا “داعش” الإرهابيّة للتَّحضير لعمليّات كبيرة ضمن المُخيَّم ومحاولة السيطرة عليه، ويبيّن أيضاً أهمية توقيت إطلاق المرحلة الثّالثة لهذه العمليّة الأمنيَّة.

كما تمكَّنت قوّاتنا أثناء العمليَّة من الوصول إلى الإرهابيّ المدعو “أبو سفيان اللّهيبي”، الأمير المسؤول عن الخلايا ضمن المُخيَّم ومحيطه، والذي كان يُنسِّقُ العمليّات الإرهابيَّة ضمن المُخيَّم وخارجه، كما كان يُنسّقُ أيضاً بين الخلايا ويخطّط لها لتنفّذ استهدافاتها داخل وخارج المُخيَّم، حيث تمكَّنت قوّاتنا من قتله، مع عنصر معه، بعد تحديد مكان اختبائه.

واستجابة لدورها الريادي في الحملة، تمكَّنت وحدات حماية المرأة (YPJ) من تحرير المُختطَفة الإيزيديَّة “كوفان عيدو خورتو” من بين براثن التَّنظيم الإرهابيّ، حيث كانت قد اختُطِفَت منذ عشر سنوات أثناء هجوم التَّنظيم الوحشيّ على قريتها “حردان” في “شنكال” بإقليم كردستان العراق في أغسطس/ آب 2014.

إنَّ الفكر المتطرّف والأيديولوجيَّة التَّكفيريَّة التي يتغذّى عليها تنظيم “داعش” الإرهابيّ ما زالت موجودة ضمن المُخيَّم، ويَتُمُّ التَّرويج لها وزرعها في عقول الأطفال بشكل ممنهج، بهدف خلق جيل جديد من تنظيم “داعش” الإرهابيّ للاستمرار على هذا النَّهج الإرهابيّ الذي يُهدِّدُ العالم. وعليه؛ فقد ألقي القبض على كُلِّ من يقوم بنشر هذا الفكر المتطرّف والتَّكفيريّ وعلى رأسهم ما يُسمى بـ”الشَّرعيّ الأوّل في مُخيَّم الهول” الملقّب بـ” أبي عبد الحميد” الذي كان مسؤولاً مباشراً عن نشر الفكر التَّكفيريّ وإصدار فتاوى القتل والتَّهديد ضُدَّ قاطني المُخيَّم.

لقد أنهت قوّاتنا مهامها ومسؤوليّاتها في هذه العمليّة التي استمرَّت عشرة أيّام بانضباط وحساسية وحكمة بالغة، وراعت كُلَّ الظروف الإنسانيّة في المُخيَّم، ولنجاح العمليّة وإزالة الخطر عن المدنيّين؛ أنشأت قوّات العمليَّة موقعاً آمناً لإيواء السُكّان خلال عمليّات التَّطهير، وعلى الرُّغم من مطالبة إدارة المُخيَّم المُنظَّمات غير الحكوميَّة بتزويدها بالخيم الكافية لإيواء السُكّان بشكل مؤقَّت أثناء عمليَّة التَّطهير، إلا أنَّها لم تقم بدورها ولم تزوّد المُخيَّم بالإمكانات المناسبة لتخفيف معاناة القاطنين، حيث كان واضحاً أنه لم يكن هناك دعمٌ كافٌ من المُنظَّمات غير الحكوميَّة.

إن تدني مستوى الاهتمام الدولي والقيام بمسؤولياته تجاه هذا الملف الخطير والمتصاعد ولا سيما المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية يجعل من حلّ هذه المعضلة أمراً بالغ الصعوبة ويترك الإدارة الذاتية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وحدهم في تحمل كافة الأعباء المتعلقة بمنع تعاظم الخطر الإرهابي في مخيم الهول وتقليل وحشية العمليات الإرهابية التي تنفذها خلايا التنظيم الارهابي ضد قاطني المخيم.

لقد قطعت عمليَّة “الإنسانيَّة والأمن” الطريق أمام مخطَّطات تنظيم “داعش” الإرهابيّ في تنظيم نفسه بقوَّة والسَّيطرة على مُخيَّم الهول ومحيطه، ليتمكَّن من تنفيذ عمليّات إرهابيّة ضمن المُخيَّم ومحيطه. إنَّ توفير بيئة آمنة ومستقرّة في مُخيَّم الهول هدفٌ رئيسيٌّ لنا، كما أنَّ إعادة عائلات داعش إلى بلدانهم أمرٌ في غاية الأهميّة، والتخلُّص من فكر تنظيم “داعش” الإرهابيّ سيجعل مُخيَّم الهول وسوريّا آمنة، وأيضاً سيجعل العالم أجمع في مأمن من إرهابه وشروره.

إنَّ المرحلة الثّالثة لعمليّة “الإنسانيَّة والأمن” لتطهير مُخيَّم الهول انتهت، ولكن لن تتوقَّف عمليّاتنا وحملاتنا في التَّطهير حتّى يرحل “داعش” إلى الأبد، حيث سنواصل العمليّات الدَّقيقة والمركَّزة كُلَّما دعت الضرورة.

وفيما يلي حصيلة المرحلة الثّالثة لعمليّة “الإنسانيّة والأمن” داخل مُخيَّم الهول:

-عدد العناصر الإرهابية والمتعاونين معهم المقبوض عليهم: ٨٥ مرتزقاً.

-الأسلحة المصادرة: كلاشينكوف عدد ٨ – ألغام عدد ٤ – أحزمة ناسفة عدد ٢ – قنابل يدوية عدد ٧ – صواعق للتفجير عدد ٢٥ – قذائف ار بي جي عدد واحد – كمية من الذخيرة والمستلزمات العسكرية – كمية من المواد المخدرة.

تدمير ٥ أنفاق”.

حملة "الإنسانية والأمن"قوى الأمن الداخلي