يحدث النزف الدماغي نتيجة تمزق أحد الشرايين أو الأوردة الدماغية داخل النسيج الدماغي أو خارجه، ينجم عن فتق شريان في الدماغ ويتسبب في نزيف موضعي في الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف يقتل خلايا الدماغ، ويعد من أكثر الأمراض المسببة للوفيات التي تحدث في العالم بعد احتشاء العضلة القلبية والسرطانات.
وأشار الدكتور “يحيى سعدون” اختصاصي بالأمراض العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن للنزف الدماغي نوعان وهما: “الرضّي والعفوي”.
وأوضح بأن “النزف العفوي”: يحدث نتيجة لارتفاع التوتر الشرياني أو نزف لأمهات الدم، تسمى نزف تحت “العنكبوتية”، أو “نزف ضمن النسيج الدماغي، ضمن البطينات”، حسب التموضّع، ويسمى الفتق الدماغي، وهناك تصنيفان رئيسيان للفتق الدماغي: “فوق الخيمة وتحت الخيمة” ففتق الدماغ فوق الخيمة يشير إلى انفتاق التراكيب الموجودة فوق الثلم الخيمي أما بالنسبة للفتق تحت الخيمة فيشير لانفتاق التراكيب الموجودة تحته”.
مضيفاً بأن الفتق الدماغي “فوق الخيمة”، لديه أعراض على شكل “صداع، إقياء، ارتفاع التوتر داخل القحف، نوبة الاختلاج، فقدان الوعي، انفلات المصرات البولية”، أما الفتق الدماغي “تحت الخيمة” فتشمل أعراضه: نزيف في المخيخ، وجذع الدماغ”.
ونزيف المخيخ، الذي يكون عبارة عن نزف حفرة خلفية، تشكّل خطورة عالية أكثر من النزيف الذي يحدث “فوق الخيمة”، إلا إذا كان نزفاً كبيراَ فوق الخيمة، وضاغطاً على المراكز الحيوية بما فيها جذع الدماغ، ويسبب انفتاق دماغي، ونزف ضمن البطينات الذي يسبب أيضاً درجة عالية من الاستسقاء الدماغي، لأنه يسد الثقوب بين البطينات، وفي هذه الحالة يتطلّب عملاً جراحياً لتجنب مخاطر الاستسقاء التي قد تؤدي إلى انفتاق الدماغ، حيث يضطر الطبيب في هذه الحالة إلى تركيب صارفة دماغية، كما أن نزف جذع الدماغ إنذاره سيئ ويعالج علاجاً محافظاً.
وقال الدكتور “سعدون” بأن التشخيص يبدأ من خلال القصة المرضية، وتظهر الأعراض على المريض بشكل مفاجئ، وهي إقياء ويليها نوبة اختلاج وفقدان الوعي، وظهور أعراض بؤرية، ويكون هذا عن حدوث النزف، أما الاحتشائي فيكون صمياً أو خثارياً ويكون احتشاءً مترقياً ولا يترافق باختلاج وصداع وإقياءات، أما “الاحتشاء الصمي” فيرافقه صداع مفاجئ وأعراض بؤرية صريحة مثل: شلل أعصاب قحفية.
ولفت الدكتور بأن هناك إجراءات وقائية وتدابير أثناء حدوث النزف الدماغي، وهنا يجب معرفة أسباب حدوثه، وأشيع سبب لحدوث النزف العفوي هو ارتفاع التوتر الشرياني، أو ما تسمى بـ “أمهات الدم الوعائية”، أو التشوّه الوعائي الخلقي، أو اضطرابات عوامل التخثر بما فيه نقص الصفيحات، وزمن التخثر قد يكون متطاول، أو قد يكون لديه آفة دموية أو جهازية مترافقة، مضيفاً بأن هشاشة الأوعية وتصلب الشرايين يؤديان مع الزمن إلى نزوفات دماغية عفوية.
وأشار إلى أن النزف الدماغي شائع عند كبار السن، لكن قد يصاب الأطفال أيضاً بنزوف دماغية، في حال وجود تشوهات خلقية أثناء الولادة أو وجود آفة دموية كالناعور والمنجلي، وأمراض دموية مترافقة.
وقال بأن العلاج يبدأ من خلال الاستقصاءات وإجراء تحاليل إسعافية، والتأكد من عدم وجود حالات استقلابية، وإجراء تخطيط للقلب، وأهم إجراء و أكثرها فائدة في هذه الحالة هو تصوير عن طريق الطبق المحوري للدماغ بدون حقن، ويجب أن يوضع المريض في غرفة العناية المشددة، مع اتّباع التدابير اللازمة، كرفع رأس المريض 30 درجة، تأمين أكسجين، أو التهوية الآلية للتخفيف من الوزمة الدماغية، وضبط ارتفاع التوتر الشرياني، معالجة اضطرابات عوامل التخثر، وقد يلزم المريض الرنين المغناطيسي لخثرة في الشرايين، وتصوير الأوعية الدموية بالجهاز الرقمي، ويستدعي المريض للعملية الجراحية عند حدوث نزف “فوق الجافية وتحت الجافية”، وأحياناً تحت العنكبوتية.
وفي ختام لقائه، قدّم الدكتور “يحيى سعدون” عدة نصائح للمرضى والأطباء، أهمها: ضبط عوامل الخطورة القابلة للتعديل كارتفاع التوتر الشرياني، الضغط، السكر واضطرابات عوامل التخثر، والابتعاد عن شرب الكحول والتدخين، اتباع حمية والتقليل من الأكل الذي يحتوي كمية عالية من الدهون والملح.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: