أصدرت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، صباح اليوم، بياناً إلى الرأي العام، في الذكرى السنوية السادسة لبدء الهجوم التركي على عفرين عام 2018، دعت فيه كافة القوى الدولية وخاصة منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لاعتبار قضية عفرين” قضية شعب يتعرض لإبادة”.
وجاء في نص البيان مايلي:
“وسط ممارسات وانتهاكات لا تمت لأيّة مواثيق بصلة ووسط تهديد وهجوم مستمرين تحلّ الذكرى السنوية السادسة للهجوم على مدينة عفرين؛ المدينة التي حضنت أكثر من 250 ألف شخص من الفارين من ويلات الحرب في سوريا وأسست لذاتها نظاماً إدارياً يوازي إرادة وتطلعات أبنائها، في عفرين تمّ هتك القيم والأخلاق الدولية مع استخدام الدولة التركية لعشرات الطائرات الحربية وهجوماً بربرياً موسعاً، هدفه كان النيل من إرادة عفرين وأهلها واستهداف مساعي الحل الحقيقي في سوريا وكانت ولا تزال سوريا جميعها مستهدفة في عفرين.
ساهمت التوافقات الدولية التي حصلت وبذر عنها تآمر دولي في إطلاق العنان التركي وغض النظر عن سلوكه ما يعتبر وصمة عار كبيرة” لا يمحوها” التاريخ عن صدع هذه الأطراف مهما حصل.
ننوه على إنّ الهجمات التركية التي طالت عفرين ولا تزال تنفذها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا هي إبادة ممنهجة وسلوك عدواني تريد النيل من إرادة شعبنا وإصراره على بناء نموذجه الحّر الديمقراطي، مؤكدين على إن المقاومة والمضي على مسيرة شهداء عفرين هو طريق النصر وسبيل التحرير.
مع استمرار الاحتلال التركي لعفرين وممارسات المرتزقة فيه نؤكد نحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على إنه لا استقرار ولا حل حقيقي دون تحرير المناطق المحتلة وفي مقدمتها عفرين، وخروج دولة الاحتلال التركي منها وتسليمها لأبنائها، نؤكد كذلك على إنّ خيارنا في تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة خيار استراتيجي وقرار” مصيري” لن يكون هناك عدول عنه على الإطلاق، مع ضرورة عودة أهلها المهجرّين قسراً منها إليها بكرامتهم التي تليق بهم وتليق بنضالهم في عفرين وفي مناطق الشهباء.
في الختام ندعو كل القوى الدولية وخاصة منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لاعتبار قضية عفرين “قضية شعب يتعرض لإبادة” على كافة المستويات بما فيها التغيير الديموغرافي والخطف والقتل والاعتداء على معالم عفرين وتاريخها العريق، داعين في الوقت ذاته لضرورة قيام لجان تقصي الحقائق الدولية، بالتحقيق في ممارسات الدولة التركية والفصائل الإرهابية المرتبطة بها والمدعومين منها وسلوكهم الإرهابي مع تقديم المسؤولين عما يحصل في عفرين من خرق وانتهاك للمحاكمة بما فيها الجُناة والقتلة التي ترعاهم تركيا وتدعمهم علناً وتذهب نحو تلفيق التهم والهجوم على مناطقنا وقصف المنشآت الخدمية والحيوية بشكل لا يمت للحقيقة بصلة وتخدع الرأي العام التركي.
عاشت مقاومة عفرين، الرحمة لشهداء مقاومة عفرين، تحية لأهلنا في مخيمات الشهباء الذين يعبرون عن حقيقة إرادة المقاومة بثباتهم وإصرارهم على تحدي كافة الظروف حتى العودة اللائقة منتصرين”.