“المنهاج الكرديّ هل سيطرح إشكاليات جديدة مع مديريَّة التربية…؟؟”

.المنهاج الجديد ينبثق في أساسه من ميثاق العقد الاجتماعي..

. تم تطبيق المنهاج الكردي الجديد على المسؤولية الشخصية للمدير..

 

 

 

 

 

 

 

 

تحقيق: فنصة تمو

سؤال بات يطرح نفسه وسط تخوف بعض الأهالي من تكرار سيناريو السنة الفائتة, حيث أغلقت بعض المدارس من قبل مديرية التربية كردة فعل على إدراج مادة اللغة الكردية في المنهاج الدراسي لعام 2013, الأمر الذي أدى إلى انقطاع التلاميذ عن مدارسهم.

الموضوع مختلف هذا العام حيث هناك منهاج كردي أقرّ من قبل هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية, وسوف يطبَّق على طلاب الصف الأول من المرحلة الابتدائية, الأمر الذي خلق نوعاً من القلق لدى الكادر التعليمي في مرحلة التعليم الأساسي من الإجراءات التي تتوعدها مديرية التربية في الحسكة بقطع رواتبهم في حال تبنيهم تدريس المنهاج الكردي المقرر حديثاً.

وحول تطبيق المنهاج الكردي بشكل فعلي كان لـ”“bûyerpress هذه المتابعة:

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا السياق أكَّد رئيس هيئة التعليم والتربية التابعة للإدارة الذاتية محمد صالح عبدو لوسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخراً في مدينة عامودا مع بدء العام الدراسي 2014, بأن المنهاج الجديد الذي تمّ إقرارهُ حديثاً ينبثق في أساسه من ميثاق العقد الاجتماعي وإنه سوف يتم إجراء تعديلات على منهاج الصفّ الأول, حيث سيُدخل المنهاج الكردي وسيكون له كتابين الأول للقراءة والكتابة والثاني للحساب, وفيما يخص مادة العلوم فيتم تجهيز المقرَّر حالياً وسوف يتم الاعتماد على إعطاء دروس عامة إلى أن يتم الانتهاء من تجهيز كتاب مادة العلوم, وكذلك اللغة العربية سيكون هناك كتابين الأول للقراءة والكتابة والثاني للحساب, أما بالنسبة للغة السريانيّة فقد خصّص لها كتابين أيضاً الأول للقراءة والكتابة والثاني للحساب فيكون بذلك قد منحت اللغات الثلاث حقوقها في المنهاج الجديد, كما أشار عبدو إلى أن هناك خطة بخصوص اللغة الانكليزية وتربية القومية.

وفي جولة استطلاعية لـ bûyerpress على واقع بعض المدارس في مدينة قامشلو تبيَّن بأنه تم بالفعل تطبيق التعميم الذي أُصدر من وزارة التربية” التابعة للإدارة الذاتية” في أغلبية المدارس الكائنة في المناطق ذات الأغلبية الكردية, وتم خلال الاستطلاع الوقوف على آراء ومواقف بعض الكادر التدريسي حول تطبيق المنهاج الكردي الجديد حيث أبدت أغلبية الإدارات بأنه تم تطبيق المنهاج على المسؤولية الشخصية للمدير في حين صدر عن مديرية التربية في الحسكة تعميم حول عدم إدراج أي منهاج تدريسي عدا المنهاج المقرر من قبل وزارة التربية, وأكد مدير مدرسة أحمد مريود الابتدائية بأنه تم توزيع الساعات الأسبوعية بين المنهاج الكردي والعربي بمعدل 10 ساعات للكردي مقابل سبع عشر ساعة للمنهاج العربي, فيما أبدى رأيه الشخصي بأن تطبيق منهاجين يؤدي إلى زيادة العبء على الطالب وقد يخلق لديه نوع من التشويش وخاصة وهو في المرحلة الأولى, ورأى بأنه لو تم الاقتصار على مادة واحدة للغة الكردية كما هو مطبَّق بالنسبة للصفوف الدراسية الأخرى سيكون الأمر أكثر يسراً بالنسبة لطالب الصف الأول الذي يتلقى دروس من المنهاجين في الوقت نفسه.

فيما أكدت الأنسة أفين ليلي “معلمة في مدرسة موسى بن نصير الابتدائية” بأنه تم تطبيق المنهاج الكردي الجديد وتم تقسيم الساعات الأسبوعية بين المنهاجين, كما ذكرت بأنه لم يتم توزيع كتب المنهاج الجديد حتى الآن ويتم اعتماد مدرسي المنهاج الكردي على كتاب وحيد منذ بدء السنة الدراسية وهو بمثابة دليل للمعلم والطالب.

في حين أكدت كل من مدرسات اللغة الكردية رفلاه هادي ونادية محمد بأنهن باشرن منذ بدء الفصل الدراسي الأول لعام 2014 بتدريس المنهاج الكردي للصف الأول الابتدائي وأنه لم تحدث أية مضايقات من قبل الجهاز الإداري في المدارس التي تم فرزهنَّ إليها, وأنهن لم يجدن أية صعوبة في تقبل الطلاب لدروس المنهاج الجديد.

كما أكد ريزان ” مدرس اللغة الكردية والرئيس المشترك لمجلس الحي الغربي:

قمنا بإنشاء مجالس اللجان المختصة وهي لجان مدربة ومجهزة للنهوض بمتطلبات العملية التعليمية, حيث تم توزيعها على المدارس التي أدخل فيها المنهاج الكردي وقد تمت عملية الفرز هذه حسب القرار الوزاري, في البداية واجهنا بعض العراقيل من قبل المسؤولين المباشرين في المدارس وحاولوا منع إدخال المنهاج الكردي ضمن عملية التدريس, ولكننا وضعناهم في صورة الواقع الجديد فنحن لدينا إدارتنا الذاتية الديمقراطية ونحن نلتزم بالقرارات التي تصدر عن هذه الإدارة, وليست هناك أية صلة تربطنا بقرارات مديرية التربية التابعة للنظام.

لكن المسؤولين في المدارس الكائنة في الحي الغربي تجاوبوا معنا ودخلنا إلى المدارس إلَّا أنَّهُ بالمقابل هناك أحياء أخرى واجهنا فيها الكثير من العراقيل والصعوبات, وأستطيع القول بأنه يتم تدريس المنهاج الكردي في جميع الأحياء التي يتواجد فيها الكرد في مدينة قامشلو, مشيراً إلى تأخر توزيع الكتب المقررة ضمن المنهاج الجديد وذلك لأسباب متعلقة بالطباعة وأنه سوف يتم توزيعها خلال الأيام القليلة المقبلة.

فيما تم تطبيق المنهاج الجديد بكتابي القراءة والكتابة والحساب باللغة الكردية في بعض المناطق مثل كركى لكي ورميلان , حيث وزعت اللجنة التابعة لحركة اللغة والتدريب بتاريخ 30-9 كتب اللغة الكردية على 745 طالباً وطالبة في الصف الأول من المرحلة الابتدائية.

هل سيتحقق الحلم المؤجل للكرد بحقهم في تدريس لغتهم الأم بعد حرمان دام لعقود طويلة, فمع تأسيس مؤسسة اللغة الكردية”SZK” وافتتاحها لمدارس اللغة الكردية وإعداد كادر تدريسي مؤهل قادر على تدريس التلاميذ اللغة الكردية ليكون إدراج مادة اللغة الكردية في المراحل التعليمية المختلفة وصولاً إلى إدراج المنهاج الجديد للصف الأول في المرحلة الابتدائية, أولى الخطوات نحو الحلم الذي ظل أسيراً لسياسات التعريب الممنهجة للنظام البعثي بحق الكرد في سوريا.