تُشكل الرقبة جزءاً من العمود الفقري وتتكون من سبع فقرات، بينها أقراص غضروفية تحمي الفقرات، وتؤهل العمود الفقري للقيام بوظائفه، إضافة إلى وجود مجموعة من العضلات، الأربطة والأعصاب، وكل منها يمكن أن يكون سبباً لآلام الرقبة، ويوجد داخل هذه الفقرات نخاع شوكي وأعصاب تمنحان القوة والإحساس للأطراف الأربعة، كما يحمل العمود الفقري (الرأس)، ويساعد هذا التركيب المميز على دعم وزن الرأس وأداء حركات الرأس والرقبة المختلفة.
وأوضح الدكتور “عمر حسو” اختصاصي بالجراحة العصبية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” بأن آلام العمود الفقري لها أسباب عديدة، لكن معظمها تنتج عن وضعية الجسم غير السليمة نتيجة تعرض عضلات الرقبة للإجهاد الحركي اليومي الدائم، أو بسبب الراحة المتكررة والجلوس الخاطئ لفترات طويلة في وضع متحدب، النوم في وضعية سيئة أو الإجهاد الناجم عن حمل الحقائب الثقيلة، أو قد يكون بسبب تمزق الأربطة، وذلك لتعرض الرقبة لقوة أو حركة مفاجئة.
وقال الدكتور “حسو” بأنه يجب على المريض مراجعة الطبيب عند الشعور بتخدير أو تنميل في العنق أو في أجزاء أخرى من الجسم مثل صعوبة حمل الـ (كأسة)، تشنج العضلات، ضعف القدرة على تحريك الرأس، كما أن الضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب بين الفقرات، يتسبب في آلام الأطراف العلوية والسفلية، لذلك الآلام التي منشأها عصبي تتسبب بألم في الرقبة، وتنتشر في “الكتف، الذراع، الساعد، واليد”، مضيفاً بأن المريض قبل أن يصل إلى مرحلة إسعافية يشعر بألم حاد، ثم يتوهم بزواله عند فقدان الألم في الأطراف، وذلك بسبب انضغاط العصب، لافتاً إلى أن معظم المصابين من فئة الشباب يعانون من آلام الرقبة بسبب الجلوس الطويل على الهاتف أو اللابتوب، و قلة الحركة والرياضة، منوهاً بأن الاهتمام بالرياضة يجب ألا يقل عن الاهتمام بالأكل والشرب، وهو ضروري لكل الجسم.
وأكد بأن أدق تشخيص للأنسجة الرخوة والنخاع الشوكي والديسك يكون عن طريق جهاز الرنين المغناطيسي، ويجرى للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، اشتباه سريري، انضغاط نخاع أو عصب، أو التهاب على مستوى النخاع، ويعود ذلك للطبيب عند الضرورة.
وقال إن العلاج يكون عن طريق الالتزام بإرشادات الطبيب، والعلاج المحافظ والمسكنات، والابتعاد عن العادات الخاطئة التي تتسبب في آلام الرقبة، ويحتاج فقط 10 من كل مئة مريض مصاب بـ (الديسك الرقبي) إلى العمل الجراحي.
ولا ينصح الالتزام بالمشد القطني لفترات طويلة، لأنه يؤدي إلى الإصابة بضمور العضلات الداعمة للفقرات، ويزيد الضغط على القرص الغضروفي، وبالتالي قد يكون السبب في تفاقم مشكلة (الديسك الرقبي)، لذلك المشد له استطبابات معينة، بناءً على توصيات الطبيب المعالج، كذلك (الطوق الرقبي) يجب أن يوضع ضمن أوقات مدروسة ومعينة حتى يكون وسيلة للعلاج، لا وسيلة لتفاقم المرض.
وقدم الدكتور عدة نصائح في ختام لقائه، أهمها الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض آلام الرقبة، كالجلوس الخاطئ، منوهاً بأن طقطقة الرقبة تسبب ضرراً بأنسجة العمود الفقري وتؤدي إلى تنكس في المفاصل، و”الطقطقة” قد تبدو مريحة بعض الشيء و لكن مع الزمن تسبب أضراراً، الأمر الذي يحد من الحركة مستقبلًا، كما ينصح الاهتمام بالرياضة وخاصة المشي.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: