أصدر مؤتمر الإسلام الديمقراطي بياناً إلى الرأي العام، ندد فيه بـ استهدافات الاحتلال التركي المتكررة على مناطق (روجآفا) إقليم شمال وشرق سوريا، وناشد فيه جميع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية والمؤسسات الدينية العالمية بإيقاف هذه الهجمات.
وجاء في نص البيان ما يلي:
“قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
(الشورى-42)
تتعرض مناطقنا الآمنة والمسالمة في شمال وشرق سوريا على طول الشريط الحدودي المتاخم للدولة التركية، لهجمات جوية تنفذها طائرات الدولة التركية، منفذةٍ بها جرائم إنسانية بحق شعبنا وأرضنا وبحق الجيرة والإخوة في الدين والإنسانية.
إن هذه الهجمات التي تتعرض لها مناطقنا من قبل الطيران المُسَيَّر التركي، ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لها أن ارتكبت جرائم قتل وتدمير بحق شعبنا الآمن من أطفال وشيوخ ونساء ورجال دين، واستهدفت البنية التحتية من محطات طاقة وحقول نفط وغاز ومحطات توليد الكهرباء، لتزيد بذلك مأساة الشعب السوري القاطن في شمال وشرق سوريا فوق ما يعيشه من حصار وحربٍ لم تنتهِ بعد.
واليوم تُصَعِّدُ الدولة التركية من وتيرة استهدافاتها للبنى التحتية، لتضيف المشافي والمطابع والدوائر المدنية والخدمية إلى بنك أهدافها، منتهكة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية والإسلامية؛ ولم يعد طغيان الدولة التركية يعرف حدوداً قط، لا حدود حق الجار ولا حدود حقوق الإنسان ولا حدود الإخوة في الدين والإنسانية، ولا تأبه لأي قوانين الحرب حتى، فهي تشن هجماتها بعشوائية مفرطة ودون أن تراعي حرمة مكان أو يوم، فهي لا تفرق بين أحد من مكونات شمال وشرق سوريا، سواء المكونات الدينية أو العرقية.
إن سلسلة استهدافاتها هذه في يوم الفصح الذي هو ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام هي جريمةٌ بحد ذاتها، فللأيام حرمتها، واستهداف المشافي التي يتعالج فيها المدنيين في هذه المرحلة، هو تصعيدٌ خطير يستدعي من الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة الوقوف عليه، وهي جريمة حرب بحسب المادة 8 من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، لذلك نناشد نحن مؤتمر الإسلام الديمقراطي كل المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية، بإيقاف هذه الهجمات الهمجية التي لا تعرف حدوداً البتة.
كما أننا نناشد المؤسسات الدينية العالمية التي يتوجب نصرة المظلوم وردع الظالم عن ظلمه، وبذلك نوجه نداءنا إلى جامع الأزهر الشريف في مصر ومجلس الشورى السعودي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ندعوهم إلى الاقتداء بمفهوم الحديث الشريف “قول كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائر”، وإبداء موقفهم الرادع حيال ما يتعرض له شعبنا الآمن المسالم، وإلا فإن صمتهم يقتلنا ويتسبب في إطالة أمد الحرب والمآسي وإراقة الدماء.
نحن مؤتمر الإسلام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، نستنكر ونندد بهذه الهجمات الوحشية التي تستهدف شعبنا بكل مكوناته وفئاته العمرية وأرضنا بكل بناها التحتية، ونؤكد على سلامنا وإصرارنا في مسيرة الحق والحفاظ على أرضنا وكرامتنا مهما اشتدت الشدائد”.