يُعرّف سوء الإطباق بأنه ارتصاف الأسنان بصورة غير طبيعية، أو خلل في انتظام الأسنان، وعدم انطباق الفك العلوي على الفك السفلي بطريقة صحيحة، ففي الحالة الطبيعية تنطبق الأسنان العلوية بحيث تتبارز إلى الخارج قليلاً عن الأسنان السفلية، ويساعد الارتصاف الجيد للأسنان على جعل المضغ أكثر فعالية، كما يُساعد على توزيع القوى الماضغة بشكل متساوٍ في أنحاء الفكين.
وأوضح الدكتور “فرياد خلف” اختصاصي بأمراض الفم والأسنان والفكين، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”؛ بأن أسباب عدم التراصف، قد تكون وراثية، وهنالك أسباب تتسبب في الخلل منذ الصغر، وعوامل مرضية، أو بسبب الحوادث التي قد تؤدي إلى التشوّه والخلل، أو صغر حجم الفك، وعدم الانسجام الحجمي بين الفك والأسنان، كما يتسبب استخدام (اللهّايات أو المصاصة) بعد عمر 3 سنوات بخللٍ في ارتصاف أسنان الطفل وخاصة تلك الأمامية، إضافة إلى بروز الفك العلوي، وقد يؤثر فقدان الأسنان اللبنية في وقتٍ مبكر إلى عدم انتظام الأسنان الدائمة، وخروجها بشكل مائل، إضافة إلى أن سوء العناية عند فقدان أحد الأسنان يؤدي إلى ترك فراغ في الفك ، فينتج عن ذلك تحرك الأسنان من مكانها الأساسي وبالتالي حدوث سوء الإطباق، كما قد يتسبب سوء العناية بالأسنان إلى تركيب حشوات أو تيجان للأسنان بشكل غير ملائم ممّا يؤدي أيضاً إلى “سوء إطباق”.
إضافة إلى عادة مص الإبهام عند الأطفال أو دفع اللسان اللتان قد تتسببان بارتفاع الحنك وتقدم الأسنان الأمامية بشكلٍ بارز.
وأشار إلى أن معظم الأعراض التي يشتكي منها المرضى هي: عض على الخد من الداخل وعلى الشفة واللسان، تغير معالم الوجه خاصة إذا كان هناك بروز للأسنان العلوية أو السفلية، فذلك قد يؤدي إلى بروز الشفة للأمام إلى جانب صعوبة النطق والكلام وتشنج في عضلات الفكين.
وقال الدكتور “خلف” إن إجراءات التشخيص تتم عن طريق الفحص السريري والصورة الشعاعية (البانوراما) والتي تساعد على توضيح وإظهار المشاكل الموجودة في الأسنان من الداخل.
“بينما العلاج يكون بعدة طرق أبرزها إذا كان لدى المريض خلل في الإطباق أو ارتصاف الأسنان فيتم تحويله عند أخصائي تقويم الأسنان، وبحسب الحالة قد يحتاج المريض لتقويم ثابت أو متحرك، ليعمل على إعادة الأسنان لارتصافها الطبيعي، وقد يضطر الطبيب المختص إلى الجراحة للاستغناء عن سن من كل فك، حتى يتيح المجال لإعادة الأسنان إلى الشكل الطبيعي، وعند اقتلاع السن اللبني يُترك مكانه فارغاً، مما يسمح للأسنان الأخرى بالتحرك من مكانها الطبيعي، ولأجل حل هذه المشكلة يوجد علاج وقائي شبيه بتركيب الجسر يمنع من تحرك الأسنان، وبالتالي ينمو السن الدائم بشكله الطبيعي في مكانه.
“أما في حالات بروز أحد الفكين للأمام، أو تراجع أحدهما للخلف، فهذه الحالات معقدة تحتاج للجراحة، ومشاركة بين طبيب التقويم والجراحة الفكية، ويكون بقص الفك المتقدم، وإرجاعه وتثبيته بصفائح وبراغي، وأيضاً نستطيع تقديم الفك المتراجع إلى الأمام، وهذه العمليات صعبة ومؤلمة ومكلفة، ويحتاج المريض بعد إجراء العملية لحمية معيّنة بسبب صعوبة المضغ”.
ولفت إلى أهم الاختلاطات التي قد تحدث مع المريض، وبدايةً مع التقويم الذي يتسبب في تراكم بقايا الطعام على أسلاك التقويم وبالتالي زيادة تسوس الأسنان، وهنا يحتاج المريض إلى عناية مضاعفة للحفاظ على أسنانه، أيضاً عند التدخل الجراحي للفكين يواجه المريض صعوبة في الكلام والمضغ، ويُلزم باتباع الحمية لفترة معينة، لكن أكثر المشاكل التي يشتكي منها المريض بشكل عام هي الألم أثناء فترة العلاج، سواءً كان في التقويم أو العمل الجراحي.
واختتم الدكتور “فرياد خلف” اختصاصي بأمراض الفم والأسنان والفكين، لقاءه بعدة توصيات، أهمها: الاهتمام بالصحة الفموية، وتفريش الأسنان مرة واحدة على الأقل في اليوم، الاهتمام بالطعام الصحي والمشروبات الصحية، تدارك المرض في أوله وعلاجه والمراجعة الفورية لطبيب الأسنان عند ظهور أي مشكلة متعلقة بالأسنان.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: