نظم حزب الاتحاد السرياني السوري فرع أوروبا، يوم الجمعة 8 كانون الأول 2023، حلقة حوارية تناولت التطورات الأخيرة في مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا) بالعاصمة السويسرية برن.
وحضر الحلقة الحوارية الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية “بدران جيا كرد” والرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري “نظيرة كورية” وعضو البرلمان السويسري عن حزب الشعب السويسري “لوكاس ريمان” وعدد من البرلمانيين السويسريين وكذلك الصحفي “دانيال غلاس” وعدد من الصحفيين المهتمين بالشأن السوري وعدد من الجالية السورية في برن وسويسرا.
وخلال الحلقة، تحدث “بدران جيا كرد” عن التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية، بما في ذلك هجمات تركيا التي تضعف جهود مكافحة الإرهاب، وكذلك سبل الحل السياسي في سوريا وكيف يمكن للإدارة الذاتية أن تلعب دوراً محورياً في العملية السياسية.
كما تطرق “جيا كرد” للتصعيد في المنطقة بشكل منسجم مع الأحداث في غزة، وكيفية استغلال تركيا لهذه الأحداث وقيامها باستهداف المنشآت الحيوية والمدنية .
كما دعا “جيا كرد” إلى دعم مطلب الإدارة الذاتية في إرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق للوقوف على الأضرار والخسائر الناجمة عن الهجمات والانتهاكات التركية، والذي قال إنها ترتقي إلى جرائم حرب بموجب القوانين الدولية، وكذلك للوقوف على حجم الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي تُرتكب في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي.
وأشار “جيا كرد” إلى أن المستفيد الأبرز من الهجمات والتهديدات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا هو تنظيم داعش ، بالرغم من القضاء على داعش عسكرياً إلا أن التنظيم لا يزال نشطاً في بعض المناطق من خلال خلاياه النائمة، وفي الوقت عينه يسعى التنظيم إلى استغلال أية ثغرات أمنية تنشأ لشنّ هجمات في المنطقة، مستفيداً في ذلك من الاعتداءات التركية التي تؤثر بشكل أو بآخر على الأوضاع الأمنية.
وشدد جيا كرد على ضرورة نهوض المجتمع الدولي بمسؤولياته والتحرّك العاجل من أجل حسم ملف معتقلي وعوائل داعش في شمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أن بقاء آلاف المعتقلين الدواعش في السجون بمناطق الإدارة الذاتية يُنذر بمخاطر كبيرة .
ونوه “جيا كرد” لمسألة اللاجئين السوريين ومبادرة الإدارة الذاتية لاستقبالهم في مناطقها على أن تكون العودة طوعية وأن يعودوا إلى مناطقهم بعد حدوث السلام مؤكداً انه لا يريد أن تستغل بعض الدول اللاجئين واستخدامهم كورقة ابتزاز وضغط لأهدافهم السياسية وأجنداتهم الخاصة.
من جانبه تحدث الصحفي “دانيال غلاس” وقال إنه كان قد قام بتغطية الثورة السورية منذ البداية وكان قد زار المنطقة وتعرف على الكرد والعرب والسريان والآشوريين وتجربة الإدارة الذاتية، وأنه على دراية بأن خطر تنظيم داعش سيتعدى سوريا والعراق ليصل إلى سويسرا أيضاً.
هذا وتشهد أوروبا في نهاية العام الجاري حراكاً دبلوماسياً وسياسياً من قبل الإدارة الذاتية عبر منسقية أوربا وبمشاركة موسعة من الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، تمثلت في لقاءات واجتماعات عدة مع أطراف حكومية وسياسية وحقوقية ركزت على ضرورة دعم الاستقرار ومناقشة ملف معتقلي داعش والمخيمات والسجون وكذلك الوضع الإنساني والسياسي وضرورات تفعيل مساعي الحل السوري وعدم تهميش مناطق شمال وشرق سوريا، وضرورة الحد من العدوان التركي وإيقافه كون له تأثير سلبي ليس فقط على مناطق شمال وشرق سوريا وإنما على عموم المنطقة يتمثل بالدرجة الأولى في صرف التركيز عن مكافحة داعش والإرهاب ويستغل داعش الهجمات لتنظيم صفوفه وإعادة تجميع قواه الشبه منهارة.