تعرف الغدة الدرقية بأنها عضو موجود في الجسم يقوم بإفراز مواد أو هرمونات تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة، وتنقسم إلى “غدد داخلية الإفراز، وغدد خارجية الإفراز”، فالغدد خارجية الإفراز تفرز المواد خارج الجسم مثل: “الغدة الدمعية، العرقية، وغدة الثدي التي تنتج الحليب”، وداخلية الإفراز مثل: “الغدة الدرقية، وهي موجودة في مقدمة الحنجرة، تفرز الهرمونات إلى الدم مباشرة وتؤثر على مختلف أنسجة الجسم بدءاً من مرحلة تكوين الجنين إلى كل المراحل العمرية.
وأوضح الدكتور “جير عبد العزيز” أخصائي جراحة عامة وتنظيرية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن الغدة الدرقية تؤثر من خلال وظيفتها على جميع أنسجة الجسم، وبالتالي فإن مشاكلها أيضاً تؤثر على جميع الأنسجة، سواءً قلبية، وعائية، أو هيكلية، فتؤدي إلى قصر القامة وتحدث خللاً في نضج النسيج الهيكلي للأجنة، كما تؤدي إلى اضطرابات طمثية وجلدية، هذه بالنسبة للوظيفة.
أما كـَ مكان.. فنتيجة قربها من أعضاء كثيرة كـ “المري، الشريان السباتي، الحنجرة، الرغامى، والعصب الحنجري”، فإنها تؤثر على الجمجمة والصوت وغيرهما، وعندما يكبر حجمها تؤثر على الأعضاء القريبة فإما تؤدي إلى “فرط النشاط أو قصور الغدة”.
وأشار الدكتور إلى أن النساء معرضات للإصابة بأمراض الغدة الدرقية أكثر من غيرهن، كما أن نقص اليود في الجسم يعد أحد أسباب ضخامة الغدة الدرقية، والذي يعد من المعادن التي تتدخل في تركيبة الغدة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض “مناعية ذاتية”، أو مشاكل أخرى، كـ “مرضى السكر، الكلى، وجارات الدرق”، معرضون لآفات الغدة الدرقية، إضافة إلى العامل الوراثي.
ولفت الدكتور إلى أن الأعراض الناتجة عن التأثير الحجمي لمكان وجود الغدة الدرقية، باعتبارها قريبة من المري تتسبب في صعوبة البلع عند المريض، وتؤثر على الحبال الصوتية ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، ونقص الكلس في الجسم، إضافة إلى التشوّه الشكلي في مقدمة العنق.
أما الأعراض الناتجة عن إضراب وظيفة الغدة الدرقية تختلف ما بين فرط نشاط الغدة الدرقية وقصورها، فأعراض فرط النشاط وباعتباره المسؤول عن الاستقلاب في الجسم فيحدث “خفقان في القلب، رطوبة الجلد نتيجة التعرق، نقص الوزن، إسهال، اضطراب في الدورة الشهرية عند النساء، إسقاطات الأجنة، عدم تحمّل الحرارة، توهج في الوجه أو احمرار”، أما عند المرضى الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية، فتكون العوارض عكس فرط النشاط، مثل: “البدانة، عدم تحمّل البرودة، إمساك، تباعد في مدة الدورة الشهرية، وجفاف الجلد”.
وقال الدكتور بأن التشخيص يبدأ من إجراء التحاليل المخبرية لمعرفة نوع الإصابة “فرط نشاط، أم قصور”، وإجراء إيكو لمشاهدة الحجم ومدى ترويتها، والكشف عن وجود العقد، والعلاقة مع الأعضاء القريبة منها، وقد يحتاج إلى جهاز طبقي محوري إذا كانت الغدة غاطسة في الصدر، إضافة إلى أخذ الخزعة خاصة إذا كانت هناك عقد عند المريض، وهي غير مخيفة وحتى لو كانت العقدة خبيثة فهي تحتاج إلى مدة طويلة للانتشار، والعلاج الشافي هو استئصال (الغدة)، ولا يشكّل خطراً على أي عضو والمرض لا ينتشر، ونسبة الشفاء تشكل حوالي 99 %، و يمكن استخدام اليود المشع وإدخاله إلى الغدة لتخريب الخلايا النشيطة، وأي علاج بالأشعة لمرض آخر في العنق وقريب من الغدة قد يؤثر عليها، لافتاً إلى أن استخدامها عند غير المصاب بالغدة الدرقية قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض الغدة.
وقال الدكتور بأن العلاج يكون بحسب الحالة، أما دوائي، أو من خلال اليود المشع، أوعن طريق الجراحة، فعادة أمراض القصور وفرط النشاط يكون علاجها دوائي، وفي حال وجود آفة على حساب الورم (العقدة) والتي تكون بعد إجراء الخزع التشخيصية، إذا لم تكن هنالك خلل في وظيفة الغدة الدرقية فتكون عادة أما بالمراقبة، أو استئصال سواءً جزئي أو كلي، منوهاً بأنه في الحالتين يحتاج المريض للمراقبة.
وفي ختام لقائه قدم الدكتور “جير عبد العزيز” عدة نصائح أهمها الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على اليود، وعدم إهمال الأعراض التي تنتج عن المرض، وأي تغير بمقدمة العنق يجب مراجعة الطبيب مباشرة، وفي حال ملاحظة خلل أو اضطراب في الوزن والطول يرجى عدم الإهمال، وخاصة عند الأطفال، وعند معالجته في بداية تشكل المرض يتعافى وينمو بشكل طبيعي، وعند الإهمال يؤدي إلى نقص في طول الطفل والإصابة بالقزامة.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: