زار وفدٌ من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الأربعاء المنصرم، “مانيل كاسش” بطريرك كنيسة “مونتسيرات” التاريخية الواقعة على سفح جبال “مونتسيرات” والتي تبعد حوالي خمسين كيلومتراً غرب مدينة برشلونة الكتالونية.
وضم وفدُ الإدارة الذاتية بدران جيا كرد (الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية)، وعبد الكريم عمر (ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا)، ونظيرة كورية (الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري).
وأشاد البطريرك “مانيل كاسش” خلال لقائه بالوفد، إلى اعتراف البرلمان الكتالوني بالإدارة الذاتية وقال، “إن هذه خطوة جيدة لأنها تُفسح الطريق لتقوية العلاقات وزيادة التعاون بين الطرفين، متمنياً أن يشكل الاعتراف الأرضية الملائمة لفتح آفاق جديدة من العمل المشترك”.
وقدّم البطريرك مانيل كاسش لمحة تاريخية عن الكنيسة، مضيفاً بأنّها تحولت خلال الحرب الأهلية الإسبانية إلى ملجأ للسياسيين والفنانين وطلاب العلم الفارين من القمع والاضطهاد.
وأضاف بأنّ لكنيستهم تاريخاً طويلاً من العلاقة مع أغلب بلدان الشرق الأوسط وبالأخص سوريا ، قائلاً: “لقد تابعنا أوضاع المسيحيين خلال الهجمات التي شنتها الجماعات المتطرفة، وشاهدنا تضرر الكنائس وتهجير المسيحيين نأمل أن تنتهي هذه الممارسات ليتمكن الجميع من العيش بأمان وسلام”.
من جهته، قال “بدران جيا كرد” “أنّ الكنسية لعبت على مرّ التاريخ دوراً إيجابياً كبيراً، وأنه من الضروري أن تقتدي بها جميع مراكز ودور العبادة بهدف إحلال السلام بين جميع الديانات والشعوب”.
وأشار إلى أن الصراع في سوريا تحولت إلى “صراع ديني مذهبي راح ضحيته مئات الآلاف من السوريين، لافتاً بأنّ مكونات شمال وشرق سوريا لم تنجرّ إلى هذا الصراع، مؤكداً بأن “مشروع “الإدارة الذاتية” هو مكسب لعموم مكونات المنطقة، وللاستمرار فيه نحن بحاجة إلى جهود جميع الساعين إلى قيم العدل والمساواة ورفع الظلم”.
بدورها أكدت نظيرة كورية (الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري) أنّ الشعب السرياني ورغم جميع المحن والمظالم التي تعرض لها لا يزال يكافح من أجل الحفاظ على معتقداته الدينية وضمان حقوقه المشروعة أسوة ببقية شعوب العالم.