في تمام الساعة الخامسة والنصف وبحضور جمهور غفير من المثقفين والكتّاب بدأت اليوم في قاعة سوبارتو للثقافة والتراث فعاليات اليوم الخامس من مهرجان القصّة الكرديّة الأوّل في قامشلي الذي دعا إليه ويرعاه اتحاد الكتاب الكر د – سوريا.
وقد بدأت الأمسية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, تناول بعدها مدير الأمسية الكاتب نايف جبيرو أهميّة القصّة في سرد مقتضب أشار فيه إلى قصصية الكبار سابقاً حيث كانوا يسردون لنا قصصاً من وحي الحياة اليوميّة دون أن يرتادوا مدرسة أو كـُتـّاباً, وكنا نحفظها فوراً عن ظهر قلب, وهذا يوضّح مدى أهميّة القصّة في حياة الشعوب, فهي قديمة قدم الإنسان, حتى الكتب السماوية لم تخلُ من القصص كما في القرآن الكريم. وقد ظهرت بوادر القصّة الكرديّة الحديثة تزامنا مع القصّة العربيّة الحديثة تقريباً قبل أكثر من مائة عام. القصّة العربية لاقت من يهتم بها ويدفع بها نحو الامام, أما الكرديّة فلم تلق النصيب المطلوب من الاهتمام.
بعدها تمّ تقديم نبذة تعريفيّة قصيرة عن الكاتبين تضمّنت:
عباس موسى: من ومواليد مدينة تربه سبيه 1983, خريج قسم الأدب العربي من جامعة تشرين, يكتب في صنوف الأدب وبالأخص القصّة القصيرة, لا كتب مطبوعة له حتى الآن.
نارين متيني: مواليد 14 آذار 1978, مكتومة القيد- شاعرة وكاتبة وناشطة سياسيّة- خريجة المعهد البريطاني – مدربة في البرمجة اللغوية العصبية – شهادة الدبلوم في فن إعداد القادة – دبلوم طاقة وقانون الجذب ولغة الجسد – لها ثلاث كتب شعريّة وكتاب تاريخيّ عن ا لثورة السوريّة.
قصة الكاتب موسى المقروءة كانت بعنوان (Pizûrkên Baranê) أي حبّات المطر, تناولت قصة طفل جاء إلى هذه الدنيا سفاحاً, تبناه راع من القرية, ليصبح هذا الطفل – حسب رأي ألقرويين- سبب كل بلاء.
أما قصّة الكاتبة نارين متيني ( Mîdya) فكانت – حسب توضيحها – تاريخيّة, وهي أقرب إلى الملحمة, قرأتها الكاتبة بأسلوب أقرب إلى الشعريّة.
بعد الانتهاء من قراءة القصص, فتح باب النقاش والنقد, من أهمها ما صرّح به الشاعر والإعلامي طه خليل بصدد قصة الكاتبة متيني إذ قال: إنه كان بوسعها تسمية كتابتها بشيء آخر عدا القصّة, لم يكن هناك حدث قط, إنما كان هناك حسّ طاغي ومشاعر تقتربان من الشعر والنثر, وأضاف: مرّت كلمات غريبة تحس أن الكاتبة تكلّفت في إقحامها بالنص ككلمة (şehbaza Mehrîban) فمثل هذا المصطلح لا يُستعمل في الحياة اليوميّة, وأحس أن فيه حس فارسي بحت.
وعن رأيه في قصة الكاتب عباس موسى قال: كانت البداية قصّة حقيقيّة, شدّنا بصوره الجميلة, لكنه وقع في فخ الشعر فيما بعد وتحوّل من القصّ إلى المناجاة. الإلقاء كان شعريّاً بامتياز. كان هناك خلل في وسط القصّة. بين القصّة والشعر شعرة لم يستطع عباس الحفاظ عليها.
الكاتبة أناهيتا حمو: لم أسمع اليوم أيّة قصّة, كانت هناك مقالة نثريّة وقصائد, أما القصّة فلم نسمع شيئا منها. هناك بعض الكلمات الكرديّة الأصيلة لولا القصّة لما استطعنا الحفاظ عليها.
الكاتبة متيني وردّاً على النقد الموجّه لها من قبل الشاعر طه خليل قالت: قرأت الكثير من القواميس الكرديّة والقصص الأجنبيّة وأنا أستعملها في كتاباتي, ومن حقّي أن أكتب وأستعمل ما يحلو لي, وهذه ليست مشكلتي إذا لم تصلك الكلمة, أنا أوضحت بداية أن قصتي هي ملحمة كرديّة, قرأتها كراوية وشرحت مضمونها, لقد جعلت من الوطن أنثى جميلة بينما الحياة عبارة عن شاب.
أما القاصّ عباس موسى فقال في معرض ردّه على مجمل ما وُجّه إليه: أنه نقد في مهبّ الريح وأنا لا أؤمن بهذا النوع من النقد الذي لا يأتي بنتيجة, مطلوب منا القراءة, وعليكم الاستماع. النقد يجب أن يكون مكتوباً ولا يجوز أن نغدو محامين لقصصنا, ربما حدتُ في بعض المواطن عن شروط القصّة, لكن بالإجمال القصّة التي قرأتها – باعتقادي – استوفت شروطها كاملة.
وفي نهاية الأمسية أُعلن يوم غد لتحديد القصّة الفائزة التي ستعلنها اللجنة وسط أجواء احتفالية كرنفالية تحييها فرقة الفنان سعد فرسو.