يعد التسوس من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، تتعدد الأسباب المؤدية إلى حدوثه لدى الشخص إلا أن سبب تسوس الأسنان الرئيسي هو تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات، الكربوهيدرات والمشروبات الغازية، حيث تعمل البكتيريا الموجودة على تحويلها لأحماض مكونة إلى لويحة جرثومية.
وأوضح الدكتور “فهد محمد سليم عبد الرحمن”، أخصائي طب الأسنان وجراحتها، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، أن السن يتكون من ثلاث طبقات “المينا، العاج، واللب”، وعند إهمالها يتطور التسوس إلى مراحل متقدمة، فتنتقل من طبقة المينا إلى طبقة العاج، والعاج أقل مقاومة من المينا في التسوس، ففي هذه المرحلة يتطور بسرعة، ويصل إلى مرحلة متقدمة، إلى اللب وهو العصب، وتتحول إلى عفونة وخراج وآفة حول السن.
والخراج هو عدوى بكتيرية تصيب الجزء الداخلي من السن، وهو التهاب قديم تحوّل الى التهاب مزمن، وبعدها إلى التهاب حاد، ويحتاج إلى معالجة وجلسات طويلة، وبحسب الحالة قد تحتاج بعض الحالات إلى ستة أشهر، لأجل المحافظة على السن، مضيفاً بأن الخراج يحدث لسببين وهما: إما بسبب كسر أو شق داخلي عند جزر الأسنان ويتطور إلى الخراج، أو نتيجة المعالجة السابقة والسيئة، حيث أن قنوات العصب لم تنظف جيداً وتتحول إلى خراج، والخراج في السن لا يضر السن المجاور إلا إذا كان في مرحلة متقدمة جداً وكان هناك نخر وتسوس بين السنين، فيتأذى السن المجاور نتيجة الإهمال.
وأشار إلى أن أسباب التسوس قد تكون وراثية، لكن أهمها هي نتيجة الإهمال فالشخص يحتاج في اليوم مرتين على الأقل لتنظيف أسنانه، (صباحاً ومساءً)، وبعد الأكل، والزيارات الدورية كل ستة أشهر، كما أن السن يتراجع في مرحلة الحمل بسبب تغير الهرمونات، ونتيجة الإقياء المتكرر، تتشكل الحموضة داخل الفم وتتنشط البكتيريا وتؤدي إلى التسوس والنخر.
وأشار إلى مراحل نخر السن حيث تتشكل اللويحة خلال عشرين دقيقة والجراثيم تتغذى على هذه اللويحة والتي تكون طبيعتها حمضية، وعند التنظيف تزول اللويحة، وهي تشبه طبقة لينة يستطيع الشخص الشعور بها باللسان، وعند إهمالها تتحول الطبقة إلى السواد، ففي هذه المرحلة يجب على المريض مراجعة الطبيب، وهناك المرحلة الثانية يتطور فيها التسوس ويؤدي الى تكوّن الجير و نخر الأسنان الذي يؤدي إلى التهاب اللثة، كما أن الألم يتأثر بالبارد والساخن والحلو، وألمه مؤقت ويزول، ثم يتحول إلى ألم حاد ومزمن.
يتم التشخيص والكشف عن وجود تسوس الأسنان عن طريق الفحص السريري، وعن طريق الصورة الشعاعية حيث يرافق المريض ألم لوجود ثقوب غير مرئية للعين في طبقات السن، ويكون النخر داخلي.
وعلاج التسوس بحسب الدكتور يكون حسب مرحلة التسوس، فإذا كان تسوس ونخر بسيط يتم الحفر وتنظيفه من الداخل ثم ملئه بالحشوة، دون سحب العصب، أما في المرحلة الثانية إذا كان هناك ألم حاد يتم سحب العصب لأنه في حال وُضعت الحشوة سيبقى الألم طالما كان هناك “ألم عفوي” فهذا السن يحتاج إلى سحب العصب ويكون تحت التخدير ، مشيراً إلى وجود أجهزة تختصر مرحلة العلاج، وبإمكانها علاج العصب في جلسة واحدة، حيث يتم حشو قناة العصب بعد تنظيفها بعِدة مراحل، وهي حشوة خاصة ملائمة للأسنان لاستعادة هيكلها، ويفضل وضع التيجان ( التلبيس) في آخر مرحلة لحمايته والحفاظ عليه.
أما معالجة الخراج فتحتاج إلى جلسات أطول، بنفس الخطوات تقريباً عن طريق الحفر داخل الأسنان وتنظيفها من الداخل، والغسيل المتكرر ومراقبة الأعراض خاصة إذا كانت حادة إلى أن تزول، وإذا كان الخراج كبيراً لن يلجأ الطبيب مباشرة إلى الجراحة ويتم معالجته أولاً، ثم مراقبة السن كل ثلاثة أشهر بالصورة الشعاعية، والجراحة هي آخر مرحلة يلجأ إليها الطبيب.
وقدم الدكتور “فهد محمد سليم عبد الرحمن”، أخصائي طب الأسنان وجراحتها، في ختام لقائه نصائح وتوصيات أهمها: العناية بالأسنان وتنظيفها بالفرشاة بشكل دائم، أوعن طريق الخيوط السنية، المضمضة بالفلورايد أو بماء الملح، تجنب تناول المشروبات الغازية، المراجعة الدورية، تجنب تناول السكريات، ويوصى مرضى السكر الاهتمام بصحة الأسنان بشكل خاص، وأيضاً مرضى القلب خاصة قبل إجراء أي عملية لأن التهاب الأسنان يؤدي إلى حدوث التهاب شغاف القلب لذلك هؤلاء يحتاجون إلى عناية خاصة واهتمام بالأسنان .
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
إعداد: أحمد بافى آلان