يعد داء النقرس أحد أنواع “التهابات المفاصل”، ويحدث نتيجة ارتفاع حمض البول في الدم، والذي يؤدي إلى ترسب البلورات في الأنسجة، وخاصة أنسجة المفاصل، مما يؤدي إلى مشاكل مفصلية مثل الالتهابات، تهيج، ألم، حرارة موضعية، وورم تحدّ الحركة، وعادة يُصيب بعض المفاصل وخاصة إبهام القدم، وكان يسمى داء الملوك بسبب تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، إضافة إلى قلة الحركة.
وبالنسبة للأعراض، كما أوضحها الدكتور ” محمد علي حسين” أخصائي الجراحة العظمية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، فإنها لا تظهر بشكل مباشر عند المريض، إنما تتأخر لتظهر فجأة بألم حاد ومزمن، مع حرارة موضعية، وتورم بالمفصل، أو احمرار وتهيج بالمفصل، وعند إجراء تحليل حمض البول نلاحظ ارتفاعه في الدم، ويتم التأكد من وجود المرض.
وقال الدكتور “محمد” أن السبب الرئيسي لداء النقرس هو ارتفاع حمض البول في الدم، فعندما يرتفع حمض البول، قسم منه يحتاجه الجسم، وقسم آخر يزيد عن حاجة الجسم، يتحول إلى بلورات ويترسب في أنسجة الجسم، وقد يترسب في الكلية ويتسبب في حدوث الحصيات الكُلوية، كما أن ترسبه في المفاصل يؤدي إلى التهاب المفاصل “شديدة وحادة” مع حرارة موضعية وتورم واحمرار، والسبب الرئيسي لارتفاع حمض البول غير معروف إلى الآن، قد يكون نتيجة خلل استقلابي في الجسم.
وأكد بأن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض، والتي تتشكل عندهم العوامل المؤهلة للإصابة بداء النقرس هم” مرضى السكر، الضغط، مرضى السرطان، مرضى قصور الكلية، فقر الدم، أو أشخاص لديهم بدانة، تجفاف، المدخنين، وشاربي الكحول” وهؤلاء لديهم فرصة أكبر للإصابة بالمرض.
وقال أن التشخيص يبدأ من القصة السريرية، ومن خلال علامات، يشتكي منها المريض، كالألم من مفصل معين، ووجود الحرارة الموضعية والتورم والانتباج، مضيفاً بأن النقرس لا يُصيب الإبهام فقط، إنما قد يُصيب عنق القدم، الأصابع، الركبة، لكن أكثره شيوعاً هو الإبهام.
وأضاف: أما التحاليل المخبرية فعادة نطلب بإجراء تحليل الدم، وأحيانا تحليل البول، كما أن الأشعة قد تساعدنا في الكشف عن وضع المفصل، وهل الالتهاب قد أثر على المفصل، أو مزمن، وأحياناً الإيكو يظهر الوزمة والهالة حول المفصل، لذلك نعتمد في تشخيص المرض على “القصة السريرية والأشعة والإيكو”.
ويصاب داء النقرس الشباب وكبار السن، وبحسب دراسة فإن نسبة الإصابة عند الرجال أكثر من النساء، وتتساوى النسبة بعد سن اليأس، لكن أكثر فئة معرضة للإصابة هم المدخنون وشاربو الكحول ومرضى السكر والضغط..
وفيما يتعلق بالعلاج، نبدأ بالمسكنات ثم مضادات التهاب وخافضات حمض البول في الدم، بالإضافة إلى حمية غذائية معينة، تكون خالية من اللحوم خاصة “اللحم الأحمر”، الامتناع عن التدخين وشرب الكحول، والإكثار من شرب السوائل، وهناك أنواع من الأغذية تحتوي على حمض البيورين تتسبب في ارتفاع حمض البول في الدم كالسمك واللحم الأحمر والكحول، لذلك يجب أن يمتنع الشخص عن هذه الأطعمة.
واختتم الدكتور” محمد علي حسين” أخصائي الجراحة العظمية، لقاءه بأهم النصائح الذي يتعلق بمرض داء النقرس، وهو اتباع حمية معينة، اتباع نظام غذائي غني بالخضار والفواكه، تجنب اللحوم الحمراء قدر الإمكان، أو تخفيفها، الامتناع عن الكحول والمشروبات، الابتعاد عن التدخين، ممارسة الرياضة، والإكثار من شرب السوائل وهو ضروري جداً للجسم.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: