تعتبر الرعاية في فترة ما قبل الولادة جزءاً مهماً من الرعاية الصحية الأساسية للأم وللجنين، وتشمل مجموعة من الفحوصات المخبرية والسريرية ومراقبة الجنين، ومحادثات حول نمط الحياة، للوصول إلى ولادة آمنة، كما تساعد على اكتشاف المشاكل سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة.
وبحسب ما أوضحته الدكتورة “زويا خالد داوود” أخصائية بأمراض النساء وجراحتها، خلال لقائها في برنامج “صحتك بالدنيا”، يجب على المرأة أن تزور الطبيب عند ظهور علامات الحمل، وأول أعراضه تكون بانقطاع الطمث أو تأخره، ويتم التأكد من وجود حمل طبيعي داخل الرحم، عند ملاحظة وجود كيس الحمل.
ولفتت بأن انقطاع الطمث أحياناً يدل على وجود سبب آخر غير الحمل، كوجود اضطرابات الطمث ووجود مشاكل أخرى.
وبيّنت بأن أثناء الزيارة الأولى يكون التشخيص واسعاً، حيث تكون القصة السريرية مفصلة؛ كالسؤال “عن العمر، عدد الولادات السابقة، الحمول السابقة، الولادة كانت طبيعية أم قيصرية وأسبابها، ظهور مشاكل خلال فترة الحمل( كالضغط الحملي، انصمام الحمل، سكر الحمل، قصص عائلية، وجود أمراض مزمنة و تناول أدوية معينة بشكل مستمر لمرض ما، إضافة إلى تاريخ آخر دورة طمثية)، لأنها تحدد تاريخ الحمل بدقة والمدة المتبقية للولادة لاحقاً، وذلك لأن قياسات الإيكو قد تختلف وغير دقيقة”.
وتابعت: ويجب معرفة عدد العمليات التي أجرتها السيدة سابقاً، خاصة إذا كان يتعلق بالرحم كاستئصال ورم ليفي، وهنا نحدد الولادة فوراً، وتكون “قيصرية”، لذلك تكون الأسئلة مفصلة وشاملة، إضافة إلى ذلك توجد فحوص مخبرية، كمعرفة زمرة الدم، خضاب الدم في أول الحمل، فحص البول، التهاب الكبد (B)، قياس الضغط والوزن والنبض، لأنه أحياناً حتى زيادة الوزن قد ينبىء بوجود مشاكل أخرى.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية قد حددت 8 زيارات خلال فترة الحمل، فإذا كان النبض والمضغة طبيعية تحدد الزيارة كل شهر مرة، وفي الشهر الثامن تكون الزيارة كل أسبوعين مرة، وفي الشهر التاسع كل أسبوع، لأن فيه يتم تقييم وضع الولادة والجنين وتاريخ الولادة، وهذا يكون عند الحمل الطبيعي، أما عند ظهور الاختلاطات ومشاكل أخرى تكون عدد الزيارات أكثر.
وأوضحت بأن هناك عوامل تشكل خطورة لدى المرأة الحامل، مثل العمر، فإذا كانت أقل من 15 عاماً تكون نسبة الخطورة عالية، أو إذا كانت قد تجاوزت الأربعين من عمرها، كما أن تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي عند المريضة والذي يرافقه مشاكل مثل “العوز الغذائي”، وقد يكون هناك مشاكل أخرى كانصمام حملي، أسقاط الأجنة، هذه كلها أسباب يتطلب فيها تكثيف الزيارات وإجراء الفحوصات اللازمة.
وأكدت بأن النظام الغذائي يجب أن يكون متوازناً شاملا لكل المكونات الغذائية، من ألياف وبروتين وغيره، كما أن لكل مريضة حالة خاصة بها، ويعد حمض الفوليك أساسي ومهم للوقاية من التشوهات عند الجنين، ويكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويمكن إضافة فيتامينات خاصة بالحمل، وإذا كانت تعاني من نقص الحديد أو الخضاب، أو الكلس قد تحتاج إلى مكملات غذائية في هذه الحالات، وتكون حسب حاجة المريضة.
ونوهت إلى أضرار التدخين عند المرأة الحامل والذي يتسبب في نقص نمو الجنين، وقد يؤدي إلى حدوث إسقاطات، ويجب تجنب الأدوية في الثلث الأول من الحمل إلا باستشارة الطبيب، ويعد سيتامول مسكن آمن وينصح به الأطباء للحامل، أما مضاد الالتهابات كالبروفين فيفضل الابتعاد عنه، وكل الأدوية تُمنع بشكل عام بدون استشارة طبية.
واختتمت الدكتورة “زويا خالد داود” أخصائية بأمراض النساء وجراحتها، لقاءها بمجموعة نصائح وهي: الابتعاد عن التدخين، الاهتمام بنظام غذائي مناسب، وينصح المقبلات على الزواج بإجراء فحوصات معينة قبل الزواج، وأي سيدة لديها مرض كقصور الدرق، والسكري، أو أي مشكلة عائلية، يفضل الكشف عنها قبل الحمل حتى لا يحدث مشاكل لاحقاً، للأم وللجنين خلال فترة الحمل.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: