هناك فرق شاسع بين مرض “الروماتيزم” و مرض “الروماتويدي”، حيث أن مرض “الروماتويدي” هو مرض “خاص” يحدث تشوهات مزمنة في كافة مفاصل الجسم وتظهر دلالاته في الفحوصات المخبرية الخاصة، أما الروماتيزم فهو مصطلح “عام” يُستخدم لوصف الألم والالتهاب في المفاصل، والعضلات، والأنسجة الرخوة المحيطة والمعروفة باسم النسيج الضام، وعنوان للعديد من الأمراض التي تصيب المفاصل ومنها الروماتويدي.
وبحسب ما بيّنه الدكتور “مروان صالح بيري” أخصائي بأمراض المفاصل والروماتيزم، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، فإن “الروماتويدي” أو التهاب المفاصل الروماتويدي؛ هو مرض مناعي مزمن، ينتقل عن طريق الوراثة وله دور كبير في انتشار المرض، ويمكن أن يؤثر على مناطق أخرى غير المفاصل، فقد يدمر هذا المرض مجموعة واسعة من أجهزة الجسم، بما في ذلك “الجلد، العينان، الرئتان، القلب، والأوعية الدموية”.
وأشار الدكتور “بيري” إلى أن أعراض هذا المرض يتضمن: ألم مفصلي في الرسغ والسلاميات في اليدين، تورم في المفاصل، تيبّس المفاصل والذي يتفاقم عادةً في الصباح وبعد فترة من عدم النشاط، ويؤدي إلى تشوهات في أصابع اليدين، ويسمى “عنق الإوزة”، من أعراضه: انحراف زندي باتجاه الخارج، تورم في مفاصل الركبة ورسغ الرجلين ومفاصل الكتف.
وأكد أن تشخيص المرض يتم بالمشاهدة والقصة السريرية، إضافة إلى إجراء بعض الفحوصات المخبرية والأشعة وفحص الدم، وتوجد تحاليل خاصة نوعية لهذا المرض لكنها غير متوفر في المنطقة، مضيفاً أن نسبة الإصابة بهذا المرض عند النساء أعلى من الرجال، وأغلب المصابين بالروماتيزم تتراوح أعمارهم بين 30 – 50 عاماً، ويعد من الأمراض الشائعة، وإضافة إلى العامل الوراثي، فأن العامل البيئي وتغيير المناخ يلعبان دوراً كبيراً في انتشار المرض.
وأوضح الدكتور بأن العلاج يكون حسب شدة المرض: “كمرحلة أولية نبدأ العلاج عن طريق (الستيرويدات) والتي تساعد في تخفيف الالتهاب وتسكين الألم وإبطاء تلف المفاصل، وفي حال لم يستفد المريض نلجأ إلى العلاج بالكورتيزون بجرعات خفيفة، ودعمه بفيتامين(د) وبرنامج غذائي خاص، وتقليل جرعات العلاج تدريجياً، لمنع ترقق العظام، وإذا لم يستفد المريض نلجأ للمرحلة الثالثة عن طريق أدوية مناعية، كما أن هنالك أدوية بيولوجية لكنها غير متوفرة في المنطقة، وهي باهظة الثمن.
واختتم الدكتور “مروان صالح بيري” أخصائي بأمراض المفاصل والروماتيزم، لقاءه بعدة توصيات هامة وهي: إن المريض يستطيع السيطرة ومنع انتشار المرض في جسمه وممارسة حياته الطبيعية في حال التزم بتعليمات الطبيب، إضافة إلى أن الحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً في الاستجابة للعلاج، مؤكداً في حال لم يتلقَ المريض العلاج اللازم يتطور المرض ويصبح أكثر انتشاراً، كما أن الإهمال قد يؤدي إلى إصابة أعضاء أخرى من الجسم، “لذلك خلال المعالجة نطلب من المريض المباشرة في استشارة طبيب العينية”.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: