قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن الغارات التي شنتها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، بين 5 و10 تشرين الأول/أكتوبر من الشهر الحالي؛ ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، وأدت إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص.
وأضافت بأن سكان المنطقة الذين يواجهون أصلاً أزمة مياه حادة، قد فاقم القصف المتزايد من معاناتهم اليومية في الحصول على الإمدادات الأساسية للمياه.
ولفتت المنظمة إلى أزمة المياه في مدينة الحسكة، وقالت إن ” النزاع المستمر على المياه منذ الغزو التركي لأجزاء من شمال سوريا عام 2019 قد حرمت نحو مليون شخص في الحصول على المياه، بمن فيهم السكان والمجتمعات النازحة”.
من جهته، قال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن تركيا استهدفت البنية التحتية الحيوية في أنحاء شمال وشرق سوريا، بما يشمل محطات الطاقة والمياه، وتجاهلت التزاماتها بضمان ألا تؤدي عملياتها العسكرية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية البائسة في المنطقة”.
وأضاف “أن الناس في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها، الذين يواجهون أصلا أزمة مياه حادة على مدى السنوات الأربع الماضية؛ يتحملون الآن وطأة القصف والدمار المتزايدين، مما يفاقم من معاناتهم للحصول على إمدادات المياه الأساسية”.
وأشارت منظمة الأمم المتحدةإلى أن “الانخفاض غير المسبوق في منسوب المياه في سدّي تشرين والطبقة على نهر الفرات ـ أهم مصدر للمياه والكهرباء لشمال شرق سوريا وأجزاء أخرى من البلاد ـ أثّر على إنتاج الكهرباء”.
وأوضحت أنه “بالرغم من انخفاض مستويات المياه الجوفية وهطول الأمطار الذي يعد أحد الأسباب، إلا أن تركيا فرضت أيضاً قيوداً شديدة على تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر إلى أقل بكثير من 500 متر مكعب “والذي يخالف الاتفاقية المنصوص عليها عام 1987 بين تركيا وسوريا”.
وأكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”بأنه “ينبغي على تركيا ضمان عمل محطة مياه علوك بكامل قدرتها دون انقطاع مقصود في ضخ المياه، وتمكّن فرق الإصلاح والصيانة المؤهلة من الوصول الآمن المنتظم إلى المحطة”.
وطالبت تركيا بالتوقف فوراً عن استهداف البنية التحتية الحيوية اللازمة في شمال وشرق سوريا، بما يشمل محطات الطاقة والمياه.