تعرف البواسير بأنها أوردة متورمة في الشرج وأسفل المستقيم، وتشبه البواسير الدوالي الوريدية، وقد تنشأ داخل المستقيم، وتسمى في هذه الحالة البواسير الداخلية، وقد تنشأ أيضاً تحت الجلد المحيط بالشرج، وتسمى في هذه الحالة البواسير الخارجية.
يمكن علاج البواسير بعدة طرق، ويشعر معظم الأشخاص بالارتياح مع العلاجات المنزلية وعند تغيير نمط الحياة، وبحسب ما أوضحه الدكتور “كاميران حسين” أخصائي بالجراحة العامة والتنظيرية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، فإن البواسير ـ فيزيولوجياً ـ موجودة عند كل شخص، لكن عندما يكبر حجمها تتحول إلى مشكلة مرضية خاصة عند التقدم في العمر.
وأضاف الدكتور بأن البواسير تنقسم إلى (داخلية وخارجية)، والداخلية لها أربع درجات؛ “الدرجة الأولى: يكون حجمها صغيراً أثناء التبرز، وتبقى محصورة ضمن القناة الشرجية، والثانية تصل البواسير إلى حافة الشرج وتعود إلى موضعها، أما الدرجة الثالثة: ففيها تخرج البواسير خارج الشرج ولا تعود إلى مكانها الطبيعي إلا إذا أعادها الشخص بيديه، وفي الدرجة الرابعة تبقى خارج الشرج ولا تعود حتى يدوياً”.
والبواسير الخارجية: تظهر خارج القناة الشرجية وليس لها علاقة بالقناة الشرجية من الداخل، وهي تنشأ على حساب الأوردة الاستحيائية التي تنشأ من الوريد “المستقيمي السفلي” وتكون واضحة للعيان بشكل زوائد جلدية، وأحياناً يصاب الشخص ببواسير مركبة (خارجية وداخلية) معاً.
وبيّن الدكتور “حسين” بأن الأعراض تكون: نزيف شرجي غير مؤلم، يحدث قبل، أو أثناء، أو بعد التغوط بكميات قليلة، مع لون دم أحمر فاتح، وأحياناً يرافقه ألم إذا حدث تخثر في الشريان أو الوريد نتيجة الإمساك، وفي الدرجة الثالثة يشعر المريض بانزعاج وخروج دم وحكة وخروج مواد ومفرزات مخاطية أثناء التبرز، وفي الرابعة إضافة إلى ما ذكر تخرج الوسادات الباسورية خارج الشرج، ويحدث الألم في البواسير الغاصة عند النساء الحوامل في الأشهر الأخيرة، نتيجة الضغط أثناء الحمل وتتضخم وتحدث تنخر مع ألم شديد.
وعن أبرز العوامل المسببة للبواسير أوضح الدكتور أن الإمساك والبراز القاسي الذي يضغط على الوسادات الباسورية، والأوعية بسبب الترهل وامتلائها بالدم، والإسهال المزمن لأشهر، ارتفاع ضغط البطن أثناء الحمل وارتفاع توتر عند وريد الباب، وجود مشكلة حوضية، قلة الرياضة والحركة، الجلوس الطويل، قلة تناول الألياف والسوائل، إضافة للعامل الوراثي، جميعها أسباب تؤدي إلى حدوث البواسير.
وقال الدكتور “حسين” عند التشخيص نعتمد على القصة السريرية بنسبة50 %، والفحص السريري يتم عن طريق فحص القناة الشرجية بالمنظار، كما يختلف التشخيص لكل فئة عمرية، فاذا كان الشخص فوق الأربعين من عمره لا نكتفي بتشخيص البواسير، وتجنباً لمشاكل أخرى يخضع المريض لفحص تنظيري في الكولون للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى كوجود الكتل في المستقيم، وأحياناً تظهر أعراض مرافقة مثل ألم في أسفل البطن، أو تغيّر عادات الخروج والتغوط، إضافة إلى فحوصات أخرى قد يطلبها الطبيب من أجل التأكد من سلامة المريض.
ولفت الدكتور بأن العلاج في المرحلة الأولى والثانية يتم عن طريق الغطس في “الماء الفاتر و الملح”، والإكثار من السوائل والأغذية التي تحتوي على الألياف، إنقاص الوزن، ممارسة الرياضة، معالجة مشاكل الإسهال والإمساك، وفي حال لم يستفد المريض من العلاج المحافظ، يتم اللجوء للعلاج الدوائي ” مراهم شرجية”، وحبوب معينة لتخفيف الضغط على الحليمات الباسورية.
وفي حال لم يستفيد المريض نلجأ إلى ربط البواسير عن طريق ربط الحليمات بحلقات مطاطية بدون تخدير عام، أو العلاج بالأشعة تحت الحمراء والليزر، وهي غير متوفرة في المنطقة.
وأضاف الدكتور: “المعالجة بالتصليب، وتستخدم في المرحلة الثالثة، وهو علاج دوائي يتم تطبيقه داخل الأوردة المتوسعة في فتحة الشرج، ولكن اعتماده نادر بسبب احتمال حدوث اختلاطات، وهناك علاج حديث عن طريق ربط الشريان الباسوري من خلال جهاز الدوبلر.
وتابع حديثه قائلاً: “كما تدخل الجراحة في علاج الدرجة الثالثة والرابعة، عن طريق جهاز الستابلر، ونتائجه ممتازة.
واختتم الدكتور “كاميران حسين” أخصائي بالجراحة العامة والتنظيرية لقاءه بعدة توصيات، أهمها معالجة مسببات البواسير، معالجة الإمساك، تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، ممارسة التمارين الرياضية، إنقاص الوزن، عدم تناول الأطعمة الحادة والمهيّجة، مراجعة الطبيب ومعالجة المرض في مراحله المبكرة، إضافة إلى عدم استعمال أدوية دون استشارة الطبيب المختص.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط الحلقة كاملة: