توفي الزعيم الكردي مام جلال طالباني في 3 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2017 عن عمر ناهز 84 عاماً، وجاءت وفاته قبيل الإعلان عن نتائج استفتاء إقليم كردستان حول الانفصال عن جمهورية العراق.
وعانى طالباني متاعب صحية في السنوات الأخيرة، وتلقى علاجا خارج العراق وأمضى آخر فترات علاجه في ألمانيا.
وولد طالباني في عام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كويسنجق في كردستان العراق، وبدأ العمل السياسي في بداية الخمسينيات كمشارك في تأسيس وقيادة الاتحاد الوطني لطلبة كردستان التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني. وقد صعد نجمه سريعاً في صفوف الحزب وتسلم مناصب قيادية فيه.
درس القانون في جامعة بغداد، وكان معروفاً بدهائه وبراعته في العمل السياسي.
وفي منتصف الستينات، بدأت الخلافات تظهر بين السياسي والمفكر الكردي البارز، إبراهيم أحمد وبين الزعيم الكردي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الراحل الملا مصطفى البارزاني، أصبح المام جلال جزءاً من كتلة إبراهيم أحمد والد عقيلته هيروخان وانشقا عن الديمقراطي الكردستاني.
وبعد نكسة عام 1975 التي سميت بــ “اتفاق الجزائر” بين العراق وإيران حول قضية شط العرب، أدار شاه إيران ظهره للثورة الكردية وأوقف الدعم، مما أجبر المقاتلين الكرد بترك السلاح والتوجه إلى إيران، سرعان ما برز اسم المام جلال مرة أخرى وأسس في العاصمة دمشق مع عدد آخر من رفاقه، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. بدعم من الرئيس السوري حافظ الأسد آنذاك وحمل السلاح وطالب بالحكم الذاتي للشعب الكردي.
لم يقتصر الحضور السياسي لطالباني على كردستان، بل أصبح لاعباً أساسياً على الساحة السياسية العراقية بمجملها، وعلى وجه الخصوص عقب الإطاحة بصدام حسين عقب غزو العراق.
ففي عام 2005 أصبح أول رئيس منتخب في العراق منذ أكثر من 50 عاما. وظل رئيسا حتى 2014، ثم خلفه في الرئاسة السياسي الكردي الدكتور فؤاد معصوم.
ويعتبر المام جلال من أهم الساسة الكرد الذين أقاموا علاقات قوية مع رؤساء وشخصيات غربية وأوربية وحتى عربية.
كان يجيد التحدُّث بــ العربية، الفارسية، الفرنسية والإنكليزية بالإضافة إلى لغته الأم بلهجتيها (الصورانية، الكرمانجية).
لديه ولدان هما (قباد) يشغل حالياً منصب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، و “بافل” الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.