وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
ما هو الوضع حالياً على الأرض؟
مظلوم عبدي: عسكرياً حققنا هدفنا ولدينا سيطرة كاملة على جميع المناطق. من الآن فصاعداً، سنطبق الإجراءات الأمنية في كافة القرى المتضررة من الاضطرابات لضمان عدم تكرارها. الجماعات المسلّحة التي عبرت إلى أراضينا من الضفة الغربية لنهر الفرات من أجل زرع الخراب والشقاق بين العشائر المحلية عادت إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة واضطرت إلى التراجع.
الشيخ إبراهيم الهفل من العكيدات كان في طليعة المطالبين للعشائر بالتحالف ضدكم. أين هو الآن؟
عبدي: عاد الشيخ إبراهيم إلى منطقة النظام حيث يقيم. عاد للمساهمة في إحياء هذه الاستفزازات. دخل رفاقنا إلى بلدة ذيبان (معقل الهفل) حيث كان يتحصّن بين أتباعه من أبناء العشيرة. أهل القرية لم يغادروها ورفاقنا في حوار مستمر مع كافة العشائر وشيوخها.
تعلمون أن الشيخ نواف البشير من قبيلة البكارة ادّعى أنه سيعبر إلى جانبنا ليحمل السلاح ضدنا أيضاً. وهو متحالف بشكل وثيق مع النظام ومع إيران، لكنه لا يزال في الأراضي التي يسيطر عليها النظام وتم إجبار رجاله جميعاً على التراجع.
أنت تشير إلى المجموعات المسلحة التي جاءت من جهة النظام. هل كان هؤلاء جميعهم من أبناء العشائر؟ أم كان بينهم قوات النظام أو الميليشيات المدعومة من إيران؟
عبدي: كانوا قوات عشائرية نظّمها النظام. وتم تمويل وتسليح العديد منها من قبل إيران. وكان بينهم أيضاً ضباط استخبارات النظام. لقد قبضنا على أربعة من هؤلاء، وهم عناصر في الدفاع الوطني (ميليشيا موالية للحكومة تشكّلت بمساعدة إيران). ما زلنا نحقق فيما إذا كان أعضاء الميليشيات المدعومة من إيران من بين الذين تسللوا إلى مناطقنا.
ما هو عدد القتلى جراء أعمال العنف؟
عبدي: فقدنا 25 من رجال الأمن لدينا. كما فقدنا سبعة مدنيين؛ وأصيب 97 من مقاتلينا. ليس لدينا أرقام دقيقة لعدد ضحايا الطرف الآخر، فقد قاموا بنقل الجثث وإعادتها عبر النهر، ليس لدينا أي جثث.
هناك ادعاءات بأن وحدات حماية المرأة، القوة المقاتلة النسائية، شاركت في المعارك وأن ذلك كان محاولة متعمدة لإحراج العشائر.
عبدي: وحدات حماية المرأة لم تكن في الخطوط الأمامية. نحن نتفهم الحساسيات الثقافية في هذا الشطر العشائري من سوريا. هم قدّموا الدعم اللوجستي. أما التركيبة العرقية الشاملة لقوات سوريا الديمقراطية، فهي من الكرد والآشوريين وغيرهم، لكن غالبيتها من العرب. كانت غالبية القوات المنتشرة من العرب، وكانت غالبية خسائرنا من أصدقائنا العرب، بما فيهم العديد من إدلب.
لم يكن سراً أن أبو خولة كان نموذجاً سيئاً. لماذا لم تتخذوا إجراءات ضده سابقاً؟
عبدي: صحيح أنه كانت هناك شكاوى تصلنا من السكان المحليين بحقّه منذ فترة طويلة. على سبيل المثال، كان متورّطاً في وفاة امرأتين (يُزعم أن شقيق أبو خولة اغتصبهما وقتلهما). لقد قمنا بالتحقيق في هذه الادعاءات بينما كنا نواجه تهديدات مستمرة من تركيا واستغرق الأمر بعض الوقت. وأخيراً، في اجتماع أمني عقد مؤخراً، قررنا أن الوقت حان لاتّخاذ إجراء عملي، وتأكدنا من قيامه بجمع قوّة مسلحة لمهاجمتنا بالتواطؤ مع النظام. وكما تتذكرون، كان مسؤولو النظام بالتوازي يدلون بتصريحات بشأن الدخول إلى هنا وتحرير الناس حسب مفهومهم، وأكدت استخباراتنا أن الأمر يتجاوز مجرد الكلام وأن مثل هذه الاستعدادات تتم بالفعل وأن أبو خولة كان جزءاً من هذه المخططات. ولذلك فإن اعتقاله كان بمثابة إجراء وقائي.
ألم تفاجئكم شراسة الردّ وإظهار العشائر الأخرى معارضتها لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؟
عبدي: لن أسمّيها مفاجأة. كنا نعلم بنوايا أبو خولة الشريرة، لذا استبقنا التحرّك. ما كان غير متوقع هو درجة التنسيق مع النظام وعدد القوات التي عبرت النهر، في حين شنت القوات المدعومة من تركيا شمالاً حول منبج وتل تمر هجمات متزامنة على مواقعنا.
أعرب الشيخ إبراهيم عن استيائه سابقاً وانتقل إلى جانب النظام قبل عامين. لقد بدأنا بالحوار لكنه لم يسفر عن أي نتائج. لقد تحدثت معه مجدداً خلال الأيام القليلة الماضية، وقلت له إننا مستعدون للعمل معه، وأجدد هذه الرسالة مرة أخرى من خلالكم، أقول له: عد!، دعنا نلتقي وجهاً لوجه. قل لنا ما تريد ودعنا نسعى لحل خلافاتنا عبر الحوار. بالنسبة لي، الحل العسكري ليس حلاً حقيقياً على الإطلاق، لقد سبق وحمل السلاح ضدنا واضطررنا للرد.
أما بقية زعماء العشائر فعلاقاتنا معهم تبقى سليمة وهم إيجابيون. خلال هذه الفترة تضامنوا معنا وكنا في حوار مستمر. ولو أنهم وقفوا ضدنا، لما تمكّنا من إنهاء الاضطرابات بهذه السرعة والسيطرة على الوضع.
لكن العديد من المظالم التي سُمعت خلال هذه الفترة ليست جديدة. كانت هناك منذ فترة طويلة شكاوى من التمييز ضد العرب من قبل الأكراد، والاستخدام غير المتناسب والتعسفي للقوة خلال العمليات المناهضة لتنظيم داعش، وسوء الإدارة بشكل عام.
عبدي: صحيح أن هناك قصوراً على صعيد تقديم الخدمات البلدية والأمنية في دير الزور. هناك أيضاً مشاكل متعلّقة بالقانون والعدالة. أنا على علم بذلك. وحتى قبل وقوع هذه الحوادث، كنا نعقد اجتماعات مع القادة المحليين للبحث عن سبل لمعالجتها ووعدنا بتلبية ذلك، ونحن عند وعدنا. وحالما يتم استعادة الهدوء الكامل، سنعقد مؤتمراً يتم خلاله طرح كل هذه المظالم على الطاولة، وسندعو جميع زعماء العشائر وشيوخ المجتمع وقادة الفكر والسياسيين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، وهم مصممون على التوصل إلى حلول دائمة.
هناك شكوى كبيرة أخرى متعلّقة بالنفط. يزعم أهالي دير الزور أنكم «تسرقون» النفط الذي هو من حقّهم.
عبدي: يتم تلبية احتياجات السكان المحليين من الوقود إلى حد كبير. نحن نبرم اتفاقيات فردية بشأن توزيع وإنتاج النفط [مع زعماء العشائر]. ولكن هناك مشاكل بين العشائر نفسها. الجميع يريد الانخراط في تجارة النفط. هناك مشاكل بالتأكيد، ولكي نكون صادقين، نحن بحاجة إلى تنظيم التجارة بشكل أكثر فعالية. لكن النفط ليس القضية الحقيقية المطروحة.
أين يذهب معظم النفط؟
عبدي: يتم تحويل نصفها على الأقل إلى وقود الديزل وتوزيعه على الأهالي بأسعار مدعومة. أما الباقي فيذهب إلى الجانب الآخر (المناطق التي يحتلها المسلحون)، وإلى مناطق النظام. النفط ملك للشعب السوري ونحن نسعى جاهدين لضمان حصول جميع السوريين على نصيبهم.
شكوى أخرى تتعلق بتجنيد السكان المحليين، بما في ذلك الفتيات، قسراً من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
عبدي: هذا غير صحيح على الإطلاق. لا يوجد تجنيد إجباري في دير الزور. جميع الخدمات العسكرية مدفوعة الأجر وطوعية.
هناك ادعاءات، خاصة من قبل تركيا، على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن قواتكم قامت بتعذيب وإساءة معاملة السكان المحليين خلال هذه العملية.
عبدي: فقد بعض المدنيين حياتهم. نحن على اتصال مع عائلاتهم وبدأنا تحقيقًا كاملاً في كل هذه الادعاءات لمعرفة الجهة المسؤولة بالضبط وأي جهة. نحن لا نتسامح مطلقًا مع التعذيب أو إساءة معاملة أي من مواطنينا. وكل ادعاء من هذا القبيل يستوجب التدقيق الشامل. لقد قلت ذلك من قبل وأكرره مجدداً.
الوضع الاقتصادي في دير الزور كارثي. هل تعهد الأميركيون بتقديم المزيد من المساعدات للمساهمة في تخفيف الاستياء الشعبي؟
عبدي: الوضع كارثي في جميع أنحاء سوريا ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم. واحتجاجات السويداء دليل على ذلك، ويبدو أنها ستستمر وتشكل خطراً على النظام. يفتقر النظام إلى الوسائل اللازمة لقمعهم بالطريقة التي قام بها في الماضي. وفي الواقع، استغل النظام الاشتباكات في دير الزور لصرف انتباه الرأي العام عن الاحتجاجات. كان لدى السوريين الأمل في أن يؤدي التطبيع مع دول الخليج لنتائج إيجابية، لكن ذلك لم يحدث، لأن النظام لا يفي بتعهداته.
تقصد بما يخص القضاء على تجارة الكبتاغون والحد من نفوذ إيران وميليشياتها؟
عبدي: تلك بعضها. أما بالنسبة للتحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة)، فهو يتحمل مسؤولية المساعدة. يقولون إن لديهم ميزانياتهم وخططهم الروتينية. ولكننا وأهالي دير الزور طلبنا منهم مساعدات إضافية. وفي نهاية المطاف، نحن نعتمد على مواردنا الخاصة لرعاية شعبنا.
ما هي دوافع النظام وإيران في إثارة الاضطرابات في هذه المنطقة؟
عبدي: وزير الخارجية السوري كان واضحاً جداً. قال: «سنحرر تلك المناطق من أميركا والقوات المساندة لها» يعني قوات سوريا الديمقراطية، مبدياً تأييده للمجموعات المسلحة التي هاجمتنا. وهذا ليس بجديد. هدفهم إخراج الأميركيين وطرد قوات سوريا الديمقراطية من هذه المنطقة.
الروس يريدون رحيل الأميركيين أيضاً. هل شاركوا في الهجمات الأخيرة بأي شكل من الأشكال؟
عبدي: كما ذكرت سابقاً، كانت هناك هجمات ضدنا من قبل المجموعات المدعومة من تركيا بالقرب من منبج وتل تمر، وتصدت لهم روسيا بغارات جوية نفّذتها ضدهم. لا أستطيع أن أقول على وجه اليقين ما إذا كانوا مرتبطين بأي شكل من الأشكال بأحداث دير الزور، لكن الروس أنكروا تورّطهم. قالوا لنا إن لا علاقة لهم بما جرى.
أفادت مصادر موثوقة، مثل «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» وحتى القنوات الإخبارية السورية المعارضة، أن مئات المقاتلين من هيئة تحرير الشام تحرّكوا من إدلب باتجاه منبج. وفي الوقت نفسه، نسمع أن «أحرار الشرقية» [جماعة متمردة متطرفة تصنفها الولايات المتحدة إرهابية] وغيرها من فصائل دير الزور المدعومة من تركيا تتحرك أيضًا نحو منبج. أليس هذا غريبا بعد الرد الروسي بهذه القوة؟
عبدي: كما قلت، لا نعتقد أنه من قبيل الصدفة أن تبدأ الهجمات في دير الزور وتلك التي تشنها القوات المدعومة من تركيا في نفس اليوم بالضبط. تسعى تركيا جاهدة إلى تأليب العشائر ضدنا من خلال أفرادها الذين يعيشون تحت احتلالها (في شمال سوريا) وداخل تركيا نفسها. هذا ليس بجديد.
لا بد أن تركيا كانت على علم بالهجوم الوشيك في دير الزور. تم التنسيق. لقد نظموا وتمركزوا للاستفادة من الوضع في دير الزور للاستيلاء على المزيد من أراضينا حول منبج وسري كانيه وتل تمر.
من الواضح أنهم كانوا يعولون على استمرار الصراع وتوسّعه، لكننا أفسدنا خططهم. هاجمت الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قريتين في منبج، لكن قواتنا صدتهم. ولم توافق روسيا على الخطة التركية.
هل يمكنك أن تكون أكثر تحديداً؟ هل قدم لكم الروس ضمانات أمنية بأنهم لن يسمحوا بمثل هذه الهجمات الآن وفي المستقبل؟
عبدي: أخبرونا أنهم رفضوا مطالب تركيا بمهاجمة مناطقنا الآن، كما فعلوا في الماضي. لا يمكننا أن نسمّيها ضمانات أمنية، روسيا لم تقدم لنا أي ضمانات من هذا القبيل للمستقبل.
قلت لقناة العربية إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة دعمتك ضد المسلحين. هل نفّذوا غارات جوية؟ هل قدّموا لكن معلومات استخباراتية ودعم لوجستي؟ كيف كان دعمهم؟
عبدي: الأميركيون أرادوا حل القضية عبر الحوار. وتواصل ممثلوهم مع الجهات الفاعلة المحلية للمساعدة في تهدئة الوضع. وكما تعلمون، جاء (نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إيثان) غولدريتش وقائد التحالف إلى المنطقة يوم الأحد. عقدنا اجتماعات مشتركة مع زعماء العشائر. وطلب منهم الأميركيون عدم السماح لقوى خارجية بزعزعة استقرار هذه المنطقة وشجعوهم على العمل معنا. وافق زعماء العشائر. وبطبيعة الحال، لدى الأميركيين قواتهم الخاصة هنا وعليهم حمايتها. وقاموا بتغطية المنطقة بقطع جوية وطائرات من دون طيار خلال الاضطرابات.
هل استهدف الأميركيون أعداءكم؟
عبدي: لا، لم يفعلوا ذلك. لقد كانوا يعملون على الردع، ولإرسال رسالة واضحة مفادها أنهم يقفون خلفنا ويدعموننا. وأدلت الإدارة الأميركية ببيان بهذا المعنى، وأننا شركاء لهم وأنهم لن يسمحوا لمثل هذه القوات بزعزعة استقرار منطقتنا. ويجب أن أضيف أن الأميركيين يساعدون في علاج جرحانا، كما فعلوا دائماً.
بشكل عام، هل تعتقد أن الأميركيين يقدمون لكم الدعم الكافي؟
عبدي: لا، وقد انتقدناهم على ذلك، خاصة في الساحة السياسية. نعم، لدينا تعاون عسكري ضد الإرهابيين، وضد تنظيم داعش. لكن فيما يتعلق بتوفير الدعم الدبلوماسي لإدارتنا المحلية هنا، أود القول بأنه غير كاف.
هل أنتم محبطون أم متفاجئون من أن [منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا] بريت ماكغورك، الذي كان يلتقي بكم بشكل متكرر كمبعوث للتحالف الأميركي وكان يعتبر صديقاً للكرد السوريين، لم تطأ قدماه شمال شرق سوريا منذ تولّيه مسؤولية شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض؟
عبدي: عليك أن تسأل ماكغورك عن ذلك. من الواضح أن الحرب في أوكرانيا والحصول على دعم تركيا لدخول السويد إلى حلف الناتو من بعض العوامل التي يمكن أن تفسر هذا الوضع.
أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات للصحافة أعرب فيها عن دعمه للمتمردين ضدكم. وسمعنا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يكرر الدعوات التركية للأميركيين لإنهاء تحالفهم معكم. هل تشعر بالقلق من قيام الولايات المتحدة بسحب قواتها في نهاية المطاف من شمال شرق سوريا؟
عبدي: ليس هناك شك في أن تركيا ستستمر في تقديم مثل هذه المطالب للأميركيين والروس على حد سواء. وحتى الآن، لم يحصلوا على ما يريدون، ونأمل بألا يحصلون عليه أبداً، كما أنه ليس هناك على الإطلاق أي مؤشرات حالياً حول خطة أميركية لسحب قواتها من المنطقة.
«المونيتور»: هل كنت على تواصل مع النظام خلال هذه الفترة؟
عبدي: نعم، كان لدينا اتصالاتنا، وطالبناهم بوضع حد لهذا الضرر ونقلنا إليهم رغبتنا في الدخول في حوار هادف معهم من أجل الحكم الديمقراطي في هذه المنطقة. ومن الواضح أن هذه الأنواع من التدخلات الخبيثة لا تخدم هذه القضية وتزيد الأمور سوء. على أية حال، وعلى الرغم من أننا نواصل إجراء محادثات متفرقة مع دمشق، إلا أننا لم نحرز أي تقدم فيما يتعلق بحمل النظام على إجراء محادثات موضوعية من أجل التوصل إلى حل شامل لسوريا ككل.
هل تواصل معكم أي من قادة المنطقة خلال هذه الفترة؟ السعوديون والإماراتيون ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، على سبيل المثال؟
عبدي: لا، لم يفعلوا ذلك.
ماذا عن المجلس الوطني الكردي (من المعارضة السورية)؟ هل أبدوا أي دعم، هل كان هناك أي اتّصال؟
عبدي: هم منقسمون فيما بينهم. وصدرت عن البعض تصريحات عامة ضد العنف، ولكن لم يكن هناك أي تصريحات جوهرية. لم يتصل أي منهم بنا.
هناك تقارير في وسائل الإعلام تزعم أن الولايات المتحدة نشرت قوات إضافية على طول الحدود السورية العراقية. هل هذا صحيح؟ هل هناك تحشيد؟
عبدي: لم نلحظ أي إشارات على وجود تحشيد عسكري. قرأنا تلك التقارير الإعلامية وسألنا الأمركيين عنها وكذّبوها، وقالوا لنا أنه لا يوجد أية تعزيزات.
سؤال أخير. أعلم أنك مشغول للغاية. وبالنظر إلى أحداث الأسبوع الماضي، هل أنتم نادمون على نقل الحملة ضد تنظيم داعش إلى المناطق ذات الأغلبية العربية؟
عبدي: لا، بالتأكيد لا. كنا نتعرض إلى هجوم مستمر من قبل الجماعات السلفية في تلك المناطق، حتى قبل سيطرة تنظيم داعش. كنا نعلم أنه يتعين علينا قطع الطريق حتى (الفرات) من أجل الحفاظ على سلامة شعبنا واستقرار مناطقنا. وفي الواقع، على الرغم من أننا نأسف بشدة للخسائر في الأرواح ونتمنى لو كان من الممكن تجنب ذلك كله، إلا أنه كان للاضطرابات الأخيرة بعض النتائج الإيجابية لناحية الفرز بين من هم مع النظام ومن ضدّه. واليوم، أصبحنا أقرب إلى أهالي دير الزور. ونحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على معالجة شكاواهم المشروعة والعمل معاً لتحسين ظروفهم المعيشية.
المصدر: المركز الكردي للدراسات