مهرجان القصّة الكرديّة في يومه الرابع وسط جدال تاريخيّ حاد

 

تستمرّ فعاليات مهرجان القصّة الكرديّة الأول ولليوم الرابع على التوالي في قاعة سوبارتو للثقافة والتراث بقامشلي, وسط إقبال كثيف في اليومين الأخيرين من قبل الكتـّاب والمهتمين بالشأن الثقافي العام.

ففي الساعة الخامسة و النصف من عصر يوم الإثنين افتتحت فعاليات اليوم الرابع من المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أروح شهداء (الكلمةالحرّة) وشهداء الكرد. ثم تحدّث مدير الأمسيّة الأستاذ فواز أوسي باقتضاب عن دور القصّة في الأدب والمجتمعات منوّهاً أنها – أي القصّة – تفتح المشاعر والأحاسيس مثلها مثل الشعر على عوالم وآفاق إنسانيّة في الروح.

ثم قـُرأت نبذة عن حياة القاصّيْن تضمّنت:

القاصّ خورشيد أحمد: من مواليد نصران 1962, يكتب باللغتين العربيّة والكرديّة, مهندس وحقوقي, من كتبه المطبوعة: نصران ومسافات أخرى – نهاية حلم – القصّة الكرديّة في سوريا ( بحث ) – آخر أخبار المماليك – دروب الحجل (رواية – مخطوط).

القاصّ لقمان يوسف: من مواليد 1965 تل شعير, أنهى الابتدائيّة في مدارسها, تخرّج في العام 1984 من جامعة حلب قسم اللغة الفرنسيّة, بدأ الكتابة في العام 1992, كتب للعديد من المجلات والصحف والمواقع الكرديّة, له كتابين مطبوعين: أبيض وأسود – تل شعير – وله قصص قصيرة قيدالطباعة. يكتب القصةالساخرة, عضو اتحاد الكتاب الكرد.

بداية قرأ الكاتب خورشيد أحمد قصّته الموسومةبـ (Peru) أي المكافأة,  حيث تطرّق فيها إلى أحداث معركة بياندور ومقتل الضابط الفرنسي روغان, أما الكاتب لقمان يوسف فقد قرأ للحضور قصتين هما(Selamo) وسلامو هو تصغير من اسم عبدالسلام في الكرديّة, تحدّث فيها الكاتب عن شاب ذو أحلام ورديّة يتعرف صدفة على فتاة تدعوه لبيتها, ثم يدخل شقيقها الذي ينكرعلى الشاب خلوته في البيت, وينقضّ عليه بالسكاكين, ليقفز الشاب من شرفة الطابق الثالث ويقع من سريره ليكتشف أنه كان في حلم. أماقصّة (kure Kere) وتعني (ابن الحمار),وهي قصيرة جداً فقد تناول فيها الكاتب قضيّة التنكّر للغة الأم والتحدّث في البيت مع الأبناء بلغة أخرى كالعربية والتركية والفارسيّة.

الانتقادات كانت كثيرة ولاذعة للكاتبين. الكاتب دلوفان جتو رأى أن قصّة الكاتب خورشيد كانت وثائقيّة بامتياز, ولم يتمكّن الكاتب من حسم الخلاف حول مقتله, فالعرب يدّعون قتله والكرد أيضاً وخاصّة عشيرة(Ebbasa), بينمالديّ قصّة – والكلام للكاتب دلوفان- تثبت أن “حاجو” هو من قتل “روغان”.

الكاتب ومعلم اللغات جلال سعيد وفي معرض نقده قال: إنه لخطأ جسيم أن نسمّي الأشياء بغير مسمياتها, ونتوه في النسب, أنا من سكان قرية بياندور, وعمّي الذي توفي منذ 15 عشر يوماً أكّد لي أكثر من ثلاث مرّات كلاماً عكس الذي ورد في قصّة الكاتب خورشيد, لوكان للعرب دور في قتله لما توانوا لحظة عن تثبيت الواقعة في كتب تاريخهم. كما وجّه انتقاداً لكتاب القاص لقمان يوسف (تل شعير), فحواه أن ما جاء فيه بعيد عن الواقع, وأنكر عليه عدم ردّه على البيان الذي أصدرته عشائر (haci Sileman), في حين أرجأها الكاتب إلى عدم رغبته في فتح باب صراع انترنيتيّ لا يفي بالغرض.

هيفيدار وهو أحد الحضور أكمل انتقاده في السياق نفسه, ,ان حاجو لم يقتل روغان, بل للأول قصّة مشهورة تتلخّص بزرع أحد القرويين بالأرض حياً.

الكاتبة نارين متيني استهجنت اسلوب الكاتب لقمان سليمان الذي رأت فيه أقرب إلى التهجم والتهكـّم على الكرد, وتسائلت لم يشتم الكردب عضهم حتى في كتابة القصص, وأن كلمة (ابن الحمار) التي استخدمها الكاتب لقمان غيرموفّقة أبداً ولاترتق إلى مستوى الأسلوب القصصي وكان بوسعه الاستعاضة بكلمات أكثر تهذيباً تفيد بالمعنى, وكذلك الابتعاد عن التنابز بالألقاب مثل ” جتو – مصطو – حمو”.

الكاتب محمدشيخو استعرض بعض الأخطاء اللغويّة للكاتبين, وانتقد عدم تكامل الصور في قصّة (سلامو) للكاتب لقمان يوسف, وخلّوها من الصور والإيحاءات, كما قال ان القفلة كانت غير موفقة وفاشلة بامتياز.

أما الكاتبة أناهيتا حمو فقد أكدّت أنها لم تستمتع بقصص المهرجان كما استمتعت وتذوّقت الحسّ الجمالي لقصص اليوم.

وفي ردّ الكاتب خورشيد أحمد على الحضور قال: القصّة بناء, وكذلك النقد, ما التمسناه اليوم أن معظم من انتقدوا القصص لم تكن لهم معايير أدبيّة, وهكذا نرى أنهم حادوا عن الهدف النقديّ. لم يكن الهدف من قصّتي تبيان الدور الأكبر لأي جهة هي كرديّة أم عربيّة في قتل “روغان”, أنا لست بصدد كتابة وثيقة تاريخيّة, ليس مطلوب مني تسمية من قتل ومن لم يقتل. هذا يقع على عاتق المعنيين عليهم ان يجروا بحوث ودراسات بهذا الصدد, المهم لدي أن الكرد والعرب شاركوا في الثورة على حدسواء.

وبالنسبة للأخطاء اللغوية قال خورشيد: تشيخوف كان طبيباً, وكتاباته كانت مليئة بالأخطاء, ولا أقصد هنا المقارنة, ما أقصده لا ضير أن تأتي كلمة في غيرمحلّها..

أما الكاتب لقمان يوسف فقد تأسّف على عدم رؤية نصف الكأس المليئة من قبل الكاتب محمد شيخو, بل ركّز على الفارغة, أما من حيث اللغة فأنا دكتاتوريّ في كتاباتي, وبالنسبة للنقد الموجّه إلي من قبل بعضهم عن كتاب قرية تل شعير فأعتقد أن من أصدروا هذا البيان لم يقرأوا الكتاب من أصله, لأنهم لو قرأوا الكتاب لما أصدروا هذا البيان.

وبسبب المحادثات والمناقشات التي لم تفضي إلى إجماع من طرفي النقاش؛القاصّون والحضور, اضطر مدير الجلسة فواز أوسي إلى إنهاء الأمسية, بعد إن قراً أسماء الكاتبين الذين سيقرؤون قصصهم يوم الثلاثاء وهو القاص عباس موسى والقاصّة نارين متيني.

الحدير بالذكر أنه سيكون هناك إعلان عن القصّة الفائزة , وتوزيع الجوائز على الفائزين, وسط جو احتفالي من قبل فرقة فرسو الموسيقيّة.