ولدت في قرية “شورا روجهلات” التابعة لبلدة زركان، درست الابتدائية في قريتها، وأكملت تعليمها في المرحلة الإعدادية والثانوية في البلدة ، بعدها التحقت بكلية الحقوق في مدينة الحسكة ودرست فيها لمدة عام واحد فقط، ولم تستطع إكمال تعليمها الجامعي بسبب الوضع الأمني، وفي عام 2019 بدأت الكتابة باللغة الكردية والتحقت بمعاهد اللغة الكردية بمراحلها الثلاث في “زركان ودربيسية” ، ثم بدأت بدراسة الأدب الكردي في جامعة روجآفا للعلوم الاجتماعية، القاصة (روجين موسى) ضيفة برنامج ” Şevhest” الذي يبث عبر راديو BuyerFM، من تقديم: شف حسن.
تكتب “روجين” القصة باللغة الكردية ونشرت كتاباتها في العديد من المجلات مثل “طريق الشعب ومجلة المثقفين” ومثل أي فتاة كردية طموحة؛ تسعى “روجين” لإثبات نفسها في مختلف المجالات، حيث تمكنت من الدخول في عالم السياسة، وهي الآن ناشطة سياسية وقيادية في الحزب اليساري الكردي في سوريا.
تلقت الدعم، منذ صغرها من والدها السياسي المعروف “محمد موسى”، وهي حالياً عضو اتحاد مثقفي روجآفاى كردستان “HRRK”، ولها مجموعة قصصية بعنوان (Xewna meha dehan) وأيضاً مجموعة قصصية للأطفال قيد الطبع، ومجموعة مقالات سياسية واجتماعية وتاريخية، وتسكن حالياً في مدينة قامشلو.
أوضحت “روجين” خلال اللقاء أن موهبة الكتابة كانت موجودة لديها منذ أن كانت طفلة، وتقول: “كنت أكتب مواضيع إنشائية في البداية، وكان الخيال الواسع يفتح لي أفقاً أسعفتني في الوصول إلى عمق المواضيع لدرجة أنني كنت أحسبها أحداث حقيقية، وكنت أقرأ كثيراً لوالدي، وكان يندهش من كتاباتي، ويدعمني على تنمية موهبتي وألا تذهب هذه الكتابات سدىً”.
وتحدثت “روجين” عن بداية إنشاء فكرة الكتابة لديها قائلة: “لا يمكن لأي كردي غيور أن ينسى ما حدث في عام 2019، في تلك الفترة عندما أُجبرنا على الهجرة من مدينتنا سري كانيه، وتوجهنا لمدينة قامشلو، وكان أحد أهدافنا آنذاك ألا نخرج من وطننا”. وأضافت “تركَتْ كل تلك الأحداث في سري كانيه أثراً في نفسي، وقررت أن أحول تلك الأحداث إلى قصص؛ لأن القصص لا يمكن نسيانها، إلى جانب تلك القصص التي كان يرويها لنا الأجداد، التي مازالت ملتصقة في ذاكرتي، لذلك قررت في 2019 أن أكتب القصص وأنشرها”.
وقرأت قصة بعنوان (Nivîskar û cilên erzan)، وقالت: ” تتناول قصتي نقد بعض الكُتاب، حيث نلاحظ أنهم يركزون في كتاباتهم على الشكليات والمظاهر، لذلك يهمني بالدرجة الأولى طرح المواضيع التي تمس آلام الناس وكشف أهم القضايا والمشاكل الموجودة ضمن مجتمعنا، ووضع الحلول لمعالجتها، وتوعيتهم من خلال طرحي لهذه الأفكار”.
وتحدثت عن أوجه الاختلاف بين الرواية والقصة؛ حيث تكون الرواية طويلة وموسعة في طرح المواضيع، ربما يذكر القارئ حدثاً واحداً، أما القصة فيدور موضوعها حول حدث واحد ووصول الفكرة إلى القارئ بطريقة مختصرة، كما أن الحدث في القصة يبقى عالقاً في الأذهان.
وتبتعد “روجين” عن قصص الخيال في كتاباتها وتقول: ” لأن واقعنا لا يشبه الخيال، ولأننا عشنا ورأينا المصاعب ومررنا بنكبات أكتبها بطريقة مغايرة بعيداً عن قصص الخيال، ولأن عبر الخيال تضيع الحقائق، لذلك يجب أن نكتب الأحداث كما وقعت، وننشر الحقائق كما هي، فهل يعلم الجيل القادم ماذا رأينا؟”.
وفي خضم الحديث، أشارت إلى كتابها (Xewna meha dehan) ـ الذي يتحدث عما جرى في مدينة سري كانيه ـ حيث عاشت تلك الوقائع والأحداث، وقالت: ” لا أستطيع إقحام الخيال فيه، و كتبت الأحداث كما وقعت أمام عيني و كما رأيت ولكن بطريقة القصة”.
وتابعت: “كتبت هذه المجموعة القصصية لأن العودة إلى (سري كانيه) حلم وأحاول إقناع نفسي؛ ربما لن تعود (سري كانيه) كما كانت لكننا حتماً سنعود، والكتاب يحتوي قصص وأحداث جرت هناك وعددها 12 قصة، وهي قصص تاريخية واجتماعية”.
وأوضحت “روجين” بأنها لم تكن تقرأ القصص والروايات، وتقول: ” بعدها أردت أن أقرأ حتى أرى جوانب النقص عندي وأحاول أن أتفاداها، وتأثرت برواية (Gundikê Dono) للكاتب (محمود باكسي) وهي رواية اجتماعية”، مضيفة بأن “قراءة الرواية تساعد على كتابة القصة وتساعد في كيفية ربط الأحداث ببعضها، لكن إذا أردت أن تكتب رواية يجب أن تكون قارئاً للكثير من الروايات والكتب حتى تستطيع كتابة الرواية”.
وأوضحت “روجين” في ختام اللقاء؛ بأن العمل في السياسة ساعدها في تكوين المعارف والعلاقات، ومقابلة أشخاص متعددي الوجهات، و الآراء، وتقبل الأفكار، ووجهات النظر، وتقول: ” عندما أناقش أي أمر مع أشخاص متعددي الآراء تتوسع الفكرة لدي من جهة، ومن جهة أخرى وجدت شخصيتي ونفسي بين اليساريين، ولحد ما أستطيع القول أن “روجين” اليوم لا تشبه “روجين” الأمس، وهذه النقاط ساعدتني في بناء شخصيتي وتنميتها، واليوم اللغة التي أتحدث بها غير لغة الأمس وأرى نفسي أنتمي للجهتين” كـ” سياسية وكاتبة”.
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
إعداد: أحمد بافى آلان