قالت “نادين ماينزا” رئيسة أمانة الهيئة الدولية لحريات الأديان وباحثة في مركز “ويلسون” الأمريكي في تصريح خاص لموقع buyer: ” أهم الملفات التي تم طرحها على الإدارة الأمريكية بعد زياراتنا المتكررة لروجآفا (شمال وشرق سوريا)، هي دعم مشروع الإدارة الذاتية، مضيفة خلال حديثها أن تركيا تستهدف الاستقرار في المنطقة ويتم الاستهداف المتكرر لكافة الأقليات ومنها المكون: (الآشوري، والسرياني) ، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي والقوى الدولية، التي تلتزم الصمت ولا تتخذ أي إجراءات بحق الدولة التركية.
وفيما يلي نص الحوار:
1- قُمتم بزيارات متكررة إلى مناطق روجآفا (شمال وشرق سوريا)، أهم الملفات التي طرحتها اللجنة على الإدارة الأمريكية؟
ـ طبعاً من أهم الملفات التي تم طرحها على الإدارة الأمريكية بعد زياراتنا العديدة لروجآفا، هي دعم الإدارة الذاتية التي تم تأسيسها في شمال وشرق سوريا، كوننا لا نستطيع بناء الاستقرار بالحرب والأسلحة، والطريقة الوحيدة التي نستطيع بناء الاستقرار والأمان بها، هي “الحوكمة” وهذا ما فعلته ونجحت فيه الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
2 ـ ماذا عن موقفكم في رئاسة “أمانة الهيئة الدولية لحريات الأديان ” حول الاستهداف التركي اليومي والمتكرر ضد سكان المنطقة من كافة الأديان والطوائف، تابعتم قبل أقل من شهرين استهداف سيارة تقل سيدتين مدنيتين، وسائقهم المدني من الديانة المسيحية، ما هو جوابكم حول الأمر؟
ـ في الحقيقة أنه لأمر فظيع أن يتم استهداف المدنيين في شمال وشرق سوريا، حيث نرى كل يوم القذائف التركية تستهدف المدنيين في قرى ومناطق في شمال وشرق سوريا، جميع تلك الهجمات كنا نرصدها وتم رصد 500 هجوماً تركياً بطرق مختلفة على المنطقة، خلال شهر يوليو (تموز) وحده، ويتم الاستهداف المتكرر لكافة الأقليات ومنها المكون: (الآشوري، والسرياني) ، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي والقوى الدولية، التي تلتزم الصمت ولا تتخذ أي اجراءات بحق الدولة التركية.
3ـ هل تم مناقشة الصمت الدولي والأمريكي تجاه هذه الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، مع الإدارة الأمريكية؟
ـ لقد ناقشت ذلك مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية بشكل منتظم، وهناك الكثير من القياديين في الإدارة الأمريكية يريدون رؤية تجربة “الإدارة الذاتية” ناجحة، والقرارات المتعلقة بهذه الأمور لا يتم اتخاذها من قبل الرئيس الأمريكي فقط! ، هناك وزير الخارجية ووزير الدفاع ، وفريق كبير، ولكن ليس بالضرورة أن يعملوا من أجل هذه القضايا فقط، وهناك الكثير من المسؤولين في الإدارة الأمريكية ممن يقدمون الدعم لمشروع الإدارة الذاتية في المنطقة، ولكن بسبب الوضع “الجيوسياسي”، مع تركيا فإنه من المخيب للآمال أن تلتزم الولايات المتحدة الصمت حيال كل تلك الانتهاكات التركية في المنطقة.
4- كيف تقيّمون الحريات الدينية في المنطقة؟
ـ لقد رأيت حرية دينية مميزة في مناطق الإدارة الذاتية (شمال وشرق سوريا)، فـ بالرغم من الحرب والنزاع يتعايش شعبها بأخوة وتضامن بين كافة الأطياف والأديان، ومؤخراً كان لديّ اجتماع مع رجال دين من ديانات مختلفة وقد استمتعتُ كثيراً باللقاء، ونأمل أن يتعلم المجتمع الدولي من هذه التجربة الفريدة.
5- هل سبق لكم التعرف على الديانة الإيزيدية قبل زيارة المنطقة، وكيف تتابعون الأمر؟
لقد بدأت بالتعامل مع الإيزيديين منذ عام 2015 بعد الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، وكانت لديّ علاقة وثيقة معهم، ولاحظت أن الإيزيديين المتواجدين في مناطق الإدارة الذاتية (شمال وشرق سوريا) أعطتهم الإدارة الذاتية فرصة للتمتع بكامل حريتهم، على عكس هؤلاء المتواجدون في إقليم كردستان العراق الذين لايزالون يفتقرون إلى الحرية الكاملة.
6- مناطق المعارضة السورية المسلحة التابعة للدولة التركية تحديداَ في عفرين المحتلة، لم تحترم أي حرية دينية أو أي معتقد، تحديداً انتهاكاتها المتكررة ضد أبناء الديانة الإيزيدية، ردكم ومعلوماتكم حول الأمر؟
ـ نعم، الإيزيديون هم أهداف رئيسية للفصائل المتطرفة المتواجدة في عفرين وقد رأينا الكثير من المجازر التي ارتكبت بحقهم هناك، وقد تعرّض المكون الإيزيدي في تاريخه لـ 74مجزرة حتى الآن، وبعد احتلال تركيا لعفرين حرمت الميليشيات والفصائل المتطرفة التابعة لها الحرية الدينية في كافة المناطق التي سيطرت عليها.
7- كيف تتابعون الحريات الدينية في كافة مناطق المعارضة السورية، وهل زرتم تلك المناطق؟
ـ تعتبر مناطق المعارضة في سوريا، أسوأ المناطق للعيش في الوقت الحالي وقد رأينا كيف توحد المجتمع الدولي والعالم كله لمحاربة تنظيم داعش ولكن الآن الجميع يغض البصر عن الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل المتطرفة التابعة لتركيا في المناطق التي تسيطر عليها بالرغم من وجود توثيق لتلك الجرائم، وقد حاولْتُ مرة زيارة إحدى المناطق التابعة للمعارضة ولكن تركيا لم تسمح لي.
ـ هنا أود القول أن بشار الأسد ما زال رئيساً لسوريا، بسبب عدم وجود بديل له، فالخيارات المتاحة أما أن تكون المعارضة المتطرفة، وهذا الشيء غير مقبول من قبل المجتمع الدولي والشعب السوري أيضاً، إذا هنا يجب الاعتماد ودعم مشروع الإدارة الذاتية كونه الحل الافضل.
8- التقيتم هنا بأطراف معارضة للإدارة الذاتية تحديداَ المجلس الوطني الكردي، أسباب لقاء طرف سياسي معارض، وأهم ما تم تداوله في اللقاءات؟
ـ بالطبع، اجتماعنا مع المجلس الوطني الكردي أو أي حزب معارض للإدارة الذاتية في غاية الأهمية كون أساسنا وهيكلتنا مبنية على الديمقراطية، ومن المهم أن نعرف وجهات نظر الأحزاب الأخرى، ومن المهم أيضاً أن يشاركوا على طاولة الحوار والانتخابات ،كوننا لاحظنا أن أهدافهم واحدة وهي إيقاف الهجمات التركية التي تستهدف المنطقة.
9ـ ماذا أنجزت الهيئة الدولية لحريات الأديان حتى الآن لأبناء المنطقة والذين يعيشون تحت خوف عودة الإرهاب، أو شن تركيا هجوم عسكري ضد مناطقهم، أي موقف، قرار، دعم، أي شيء لو تذكريه لنا؟
ـ إنجازنا في البداية كان أن نعرّف الحكومة الأمريكية بشكل مباشر على مشروع “الإدارة الذاتية”، حيث في البداية كان تواصل الإدارة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية فقط، وأيضاً رفع العقوبات عن شمال وشرق سوريا، إضافة إلى ربط الإدارة الأمريكية مع إدارة “شمال وشرق سوريا”، كما إننا نعمل ونحاول إيقاف الهجمات التركية على المنطقة في المستقبل .
وعملنا أيضاً على تثقيف الكونغرس الأمريكي عن طبيعة مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كون هذا الأمر في غاية الأهمية لتوضيح الصورة أكثر، وإعلامهم إن هذه المنطقة تختلف عن غيرها بالنسبة للحريات الدينية، ويعتبر اختلاف الثقافات هنا مركز اهتمام وتقدير بالنسبة لهؤلاء المعنيين بالحريات الدينية.