اكتشاف هام قد يخلّص مرضى السرطان في مراحل متأخرة من تطور الورم!

 

عثر علماء على “عقار حي” غير عادي في الدم لأحد الناجين من سرطان في مراحله الأخيرة.

 

بعد عام من تلقي “أكثر علاج للسرطان تطوراً” منذ أكثر من 50 عاما، كان جسم هذا المريض لا يزال محميا بمجموعة من الخلايا المناعية القاتلة المعروفة باسم الخلايا التائية.

 

ووجد الباحثون في جامعة كارديف في المملكة المتحدة أن هذه الخلايا التائية الخاصة قد تكون أفضل بكثير في التعرف على الأورام ومهاجمتها من الخلايا التائية العادية. ويمكنها حتى إنزال عدة أنواع مختلفة من السرطان من زوايا مختلفة في وقت واحد.

 

ويوضح عالم الأحياء في جامعة كارديف آندي سيويل، أن “النتائج التي توصلنا إليها فاجأتنا حقا لأن لا أحد يعرف أن الخلايا التائية الفردية يمكنها التعرف على الخلايا السرطانية عبر عدة بروتينات مختلفة مرتبطة بالسرطان في وقت واحد. أردنا أن نعرف كيف نجح بعض المرضى المصابين بالسرطان في مراحله النهائية والذين عولجوا بعلاج [الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم] في التخلص من السرطان لديهم، لذلك بحثنا عن إجابات”.

 

وفي العقد الماضي أو نحو ذلك، ظهر العلاج بالخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم (TIL) كطريقة جديدة وقوية لاستئصال الورم في مرحلة متأخرة.

 

ويتضمن علاج TIL أخذ خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمريض مباشرة من الورم وتعزيزها بشكل مصطنع لمهاجمة السرطان بشكل أفضل.

 

وفي التجارب السريرية، يبدو أن العلاج يعمل أكثر من 80% من الوقت.

 

وعلى الرغم من هذه النتائج المذهلة، لا يزال العلماء لا يعرفون كيف يعمل العلاج على المستوى الخلوي.

 

ويحاول الباحثون في كارديف معرفة ذلك لسنوات، والآن، حققوا تقدما كبيرا.

فعند فحص نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، حيث تلقى 31 مريضا مصابا بسرطان الجلد الخبيث علاج TIL، وجد الباحثون أن أولئك الذين نجحوا في إزالة السرطان لديهم لا يزالون يظهرون استجابات قوية للخلايا التائية بعد أكثر من عام.

 

وكانت الخلايا التائية من أحد هؤلاء المرضى “متعددة الجوانب” بشكل ملحوظ، ما يُظهر القدرة على الاستجابة لمعظم أنواع السرطان، وليس سرطان الجلد فقط.

 

ويقول سيويل: “الأهم من ذلك أننا رأينا أعدادا كبيرة من الخلايا التائية المتعددة الشُعب في دم الناجين من السرطان. حتى الآن، لم نعثر على مثل هذه الخلايا التائية المتعددة الشُعب في الأشخاص الذين يتقدم لديهم السرطان”.

 

ولتأكيد ما يحدث بالفعل، يجب على سيويل وزملائه الآن أن يشاهدوا بعناية هذه الخلايا التائية المتعددة الجوانب وهي تهاجم السرطان في المختبر.

 

وعندها فقط سيكونون قادرين على تحديد ما إذا كانت هذه الخلايا المناعية مسؤولة عن النتائج العظيمة لعلاج TIL.

 

ويقول الباحثون إننا نأمل في التحقيق في ما إذا كان من الممكن استخدام الخلايا التائية المتعددة الشُعَب المهندسة لعلاج مجموعة واسعة من السرطانات بطريقة مشابهة لكيفية استخدام خلايا CAR-T المهندَسة الآن لعلاج بعض أنواع اللوكيميا. إن خلايا CAR-T هي علاجات خيمرية بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات، وقد تمت الموافقة عليها بالفعل كعلاج لسرطان الدم من قبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية.

 

ويختلف علاج CAR-T قليلا عن علاج TIL لأنه يعيد برمجة خلايا T معينة لاستهداف أجزاء معينة من الخلية السرطانية.

 

ونظرا لأن خلايا TIL T تأتي مباشرة من ورم صلب، فهي أكثر تنوعا، ولا يحتاج العلماء إلى العبث بآليات هجومها بنفس القدر.

 

وربما هذا ما يجعلها فعالة للغاية ضد العديد من أنواع السرطان.

السرطانتطور الورمعقار حي