تعتبر شفة الأرنبة (شقوق الشفة) عيب خلقي من ضمن التشوهات الخلقية التي تحدث للطفل في منطقة الوجه والفم ناتج عن سوء فشل التحام النواة الفكية، أو نقص كمية النسيج المكون لمنطقة الوجه والفم، ويظهر على هيئة شق أو فتحة في الشفة العليا، وغالباً ما يمتد حتى يصل إلى اللثة العليا أو سقف الحنك لتشبه بذلك شفة الأرنب وهذا هو سبب تسميتها بهذا الاسم.
وبحسب ما أوضحه الطبيب “محمد محمود الأحمد” أخصائي بجراحة الوجه والفكين وزراعة الأسنان، لـ BuyerFM خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، فإن (شفة الأرنبة) لها أسباب عديدة منها: “تناول الأدوية في الثلث الأول من الحمل، نقص فيتامينات، نقص حمض الفوليك، أو تناول جرعات عالية من الفيتامينات، الوراثة (التي تعد من أهم الأسباب)، أو زواج الأقارب، إضافة إلى التعرض للأشعة السينية خلال فترة الحمل”.
“شفة الأرنب لها نوعين: إما أن تكون أحادية الجانب، أو ثنائية الجانب، و قد تكون كاملة فتشمل الشفة أو قبة الحنك، أو قد تكون جزئية؛ تشمل الشفة فقط، وتصيب الذكور والإناث أيضاً بنسب متساوية”.
ويقول الدكتور “محمد الأحمد”: “المشاكل التي تحدث عند المصاب بشقة الشفة تكمن في سوء التغذية عند الرضيع، اضطراب في النطق لاحقاً وفي حاسة السمع، والذي قد يحدث عنده اضطراب أذن داخلي أو أذن وسطى أو فشل في التطور الفيزيولوجي كعظام الفكين والأنسجة الرخوة والحنك والشفتين، هذه هي المشاكل الأساسية، ناهيك عن المشاكل النفسية للطفل والأهل، كما أن 15 % من الحالات تكون عندهم إصابات أخرى كمشاكل في القلب، لذلك يجب أن يخضع المريض للتشخيص بشكل جيد”.
كما تحدّث الدكتور عن اضطرابات التغذية التي تحصل عند الأطفال المصابين بـ “شفة الأرنب “حيث يعاني الطفل من بلع كميات زائدة من الهواء، وتأخر في عملية الرضاعة التي قد تصل إلى 45 دقيقة.
وتابع الطبيب حديثه قائلاً: “يبدأ التشخيص في الأسبوع السادس عشر من الحمل، أي الشهر الرابع في الحياة الجنينية ، وذلك من أجل توعية الأهل، وتحسين الحالة النفسية عندهم لاستقبال طفل مصاب بـ (شفة الأرنب)، وبعد الولادة نبدأ بعملية شقوق الشفة ،و توجد حالات تتطلب من الأسبوع الأول تدخلاً جراحياً، لإصلاح شقوق الشفة وقبة الحنك، ويمكن أن تستمر هذه العملية لست أو سبع عمليات على مدار عدة سنوات، تحت إشراف فريق طبي من عدة اختصاصات: ” طبيب أطفال، طبيب الأذن والحنجرة، وأخصائي النطق والكلام”، حيث نقوم بغلق قبة الحنك قبل أن يبدأ الطفل بالنطق أي قبل بلوغه عامين، لأن وجود إعاقة في النطق، من الصعب تصحيحها فيما بعد.
وأردف: “بعد عملية شقوق الشفة تتشكل ندبة وتعالج عن طريق إجراء عدة عمليات تصحيحية لاحقة، حيث أن أول عملية تكون لإصلاح الناحية الوظيفية، أما الناحية الجمالية ستكون عمليات لاحقة، يعني مثلاً عمليات إصلاح شفة والأنف تكون بعد عمر الخامسة، بعدها نبدأ بعمليات التصحيح، مضيفاً بأن بعض الندبات تحتاج إلى مراهم جلدية وبعضها بالليزر” الفركشنال”.
وأشار الطبيب “محمد” أن عوامل الخطورة تكمن عند التأخر في تلقي العلاج، حيث تؤدي إلى مشاكل غير مُرضية، كمشاكل النطق و التغذية، خاصة في فترة الرضاعة، وقد تحدث التهابات في الأذن الوسطى تؤدي إلى مشاكل سمعية، إضافة إلى سوء التطور الفيزيولوجي في نمو عظام الفكين.
واختتم الطبيب “محمد الأحمد” أخصائي بجراحة الوجه والفكين وزراعة الأسنان، اللقاء بعدة نصائح، داعياً الأهالي إلى تقبل فكرة أن هذه الشقوق ناتجة عن خلل وراثي” أو خلل جيني” لذلك يجب أن يتقبلوا هذه الحالة بشكل طبيعي، مع العناية والرعاية للطفل، ومراجعة الطبيب فوراً عند مشاهدة الحالة والكشف عنها.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً: