في 13 تموز (يوليو) 1989، اغتيل الدكتور عبد الرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني – إيران مع اثنين من رفاقه، على يد المخابرات الإيرانية في فيينا عاصمة النمسا عندما ذهب للتفاوض مع وفد حكومي إيراني قادم من طهران حول حقوق الشعب الكردي في إيران.
وتقول بعض المصادر إن المنفذين تمكنوا من دخول النمسا تحت غطاء دبلوماسي، وغادروا النمسا بعد تنفيذ العملية بمساعدة من السفارة الإيرانية في فيينا.
وولد “قاسملو” في ديسمبر 1930 في قرية قاسملو في أورمية بروجهلاتي كردستان وكان والده ميسور الحال ووالدته مسيحية آشورية، وكان سياسيا يساريا، واختير في بداية الثورة الإيرانية مندوبا لمحافظة أذربيجان في مجلس خبراء الدستور الإيراني.
تلقى تعليمه الثانوي في أورمية والعالي في طهران، وكان يتقن إضافة إلى اللغة الكردية الفارسية والعربية والتركية والأشورية والفرنسية والإنجليزية والتشيكية والأسلفوكية، وكانت لديه معرفة بالألمانية.
انضم للنشاط السياسي سنة 1945 بالتزامن مع قيام جمهورية مهاباد، وذلك عن طريق تشكيل اتحاد الشباب الكردي الديمقراطي في أورمية، ثم انتقل إلى باريس في 1948. وفي فترة تواجده في فرنسا شكل اتحاد الطلاب الكرد في أوروبا.
وحاضر الدكتور “قاسملو” في جامعة براغ ودرس مادة رأس المال والاقتصاد الاشتراكي، إلى جانب تدريس اللغة والثقافة الكردية في جامعة السوربون في باريس حتى عام 1961.
في عام 1962 حصل “قاسملو” على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة براغ وحتى عام 1970 كان يعمل أستاذاً جامعياً ويدرس “نظريات النمو الاقتصادي، والاقتصاد الاشتراكي، والاقتصاد الرأسمالي” هناك. في هذه الفترة كتب “قاسملو” عدة كتب عن المشاكل الاقتصادية الاجتماعية والسياسية وكان أشهرها “كرد وكردستان”.
كما تولى إدارة جريدة “كردستان” المنبر الإعلامي الرسمي للحزب الديمقراطي الكردي التي انتشرت 5 أعداد منها.
تولى “قاسملو” رئاسة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في عام 1972.
انضم “قاسملو” وحزبه عام 1981 لمجلس المقاومة الوطني الذي كانت تقوده منظمة مجاهدي خلق، لكنه انفصل عنهم عندما أرسل رسالة لقادة إيران للتفاوض في سنة 1986 لاعتقاده بأن القضية الكردية يجب أن تحل سلمياً.
ووري جثمان الدكتور “عبد الرحمن قاسملو” في مقبرة العظماء”pere lachaise” في مدينة باريس في 20 تموز عام 1989.