سلّمت دائرة العلاقات الخارجية، امرأتين وثلاثة أطفال من عوائل تنظيم داعش (من حاملي الجنسية الكندية)، إلى بلادهم، وذلك وفق وثيقة تسليم رسمية بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ودولة كندا، وتم التوقيع عليها من قبل ممثلي الطرفين.
ووصل يوم الخميس الفائت، السادس من تموز (يوليو) 2023؛ وفد كندي برئاسة “فكتوريا فيلر” المديرة العامة للعمليات القنصلية في الخارجية الكندية، و “راستا دائي” المبعوث الكندي إلى سوريا، إلى مقر دائرة العلاقات الخارجية في مدينة قامشلو، وذلك في زيارة إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
وخلال اللقاء، تحدّث “روبيل بحو” نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية عن خارطة اجتماع آستانا الأخير والذي سيشكّل تحالفات عدة ضد الشعب السوري وهذه التحالفات ستنقل الأزمة السورية إلى مرحلة جديدة مما يعقد الوضع ويزداد سوءاً لكل السوريين والمنطقة.
وأكد “روبيل بحو” على أن الحل الوحيد هو عن طريق الحوار “السوري السوري” مطالبين المجتمع الدولي، لدعم هذه الجهود لحل الأزمة السورية، وحل الصراع في سوريا وفق القرار 2245 للأمم المتحدة.
وشدد “بحو” على أن التهديدات التركية المستمرة للمنطقة، وقيامها بشكل مكثف باستهداف المدنيين وموظفي الإدارة الذاتية بالطائرات المُسيرة، وقصفها المستمر للمنطقة، دون رادع وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الصامت.
وتابع: “هذه الممارسات كلها تقوم بها تركيا لتعطي دافعاَ قوياَ لداعش وخلاياها بإعادة التنظيم نفسه، والهجوم على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وقواعد التحالف الدولي”.
وتطرق “روبيل بحو” لمحاكمات عناصر تنظيم داعش، والتي أعلنت عنها الإدارة الذاتية في وقت سابق، وكيفية القيام بهذه المحاكمات مطالبين كندا والمجتمع الدولي، بتقديم الدعم والمساندة، لإقامة محاكمات عادلة لهؤلاء الإرهابيين ومعالجة أوضاعهم وقضاياهم المعلّقة والمقلقة، والتي تعتبر قنبلة موقوتة تهدد المنطقة والعالم اجمع.
كما تم التأكيد على أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سوف تستمر بالتعاون مع دولة كندا، ومع جميع الدول التي لديها مواطنين وأطفال في مناطق الإدارة الذاتية.
من جانبها، قالت “فكتوريا فيلر” بأن كندا ممتنة جداً للتعاون مع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وتدرك جهودها في توفير الرعاية الصحية والنفسية والأمنية لرعاياها، من الأفراد المحتجزين في ظل الوضع الأمني شديد الصعوبة والظروف القاهرة التي تمر بها مناطق الإدارة الذاتية؛ وأن كندا وحكومتها تتابع الوضع عن كثب وباهتمام كبير وتعبّر عن قلقها للمصاعب والمعاناة التي تتحملها الإدارة الذاتية، بإدارة وحماية هذه السجون والمخيمات.
كما تم تقديم رسالة باسم الحكومة الكندية لممثلي دائرة العلاقات الخارجية والتي تنص على ما يلي:
“اليوم نقوم بإجراء مهمة قنصلية باستعادة خمسة مواطنين كنديين، امرأتان وثلاثة أطفال، من شمال شرق سوريا لكندا.
كندا ممتنة للتعاون الذي قدمته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
كندا تعترف بجهود الإدارة الذاتية، بتقديم الرعاية للأفراد المحتجزين الذين يعيشون تحت ظروف أمنية صعبة جداً.
وأيضا كندا تعبّر عن امتنانها للولايات المتحدة الأمريكية، على دعمها ومساعدتها المستمرة.
المسؤولون الكنديون قاموا مباشرة بوضع خطة للمهمة وتنفيذها.
إنها شهادة للتعاون الوثيق بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
حكومة كندا صامدة في إعطاء الأولوية لأمن وأمان الكنديين”.
وفي نهاية اللقاء تم تسليم خمسة مواطنين كنديين، امرأتين وثلاث أطفال، من عوائل تنظيم داعش.